حمّلت أسرتا ضحيتين أحدهما كولومبي والآخر أميركي، قتلا في حادث تحطم طائرة، وقع أثناء تصوير أحد أفلام الممثل الأميركي توم كروز في سبتمبر/أيلول من عام 2015، مسؤولية الحادث المأساوي جزئياً للبطل الهوليوودي الشهير.
الأسرتان رفعتا دعوى قضائية -دون اتهام كروز رسمياً- استناداً إلى أن أحد المنتجين التنفيذيين لفيلم American Made، كان قد أرسل شكوى رسمية إلى شركة التأمين المكلفة بالفيلم، بشأن كروز ومخرج العمل دوغ ليمان، محذراً من عواقب رغبة الاثنين في "التقاطِ مقاطع متعددة لمشاهد طيران غير مسبوقة".
وبحسب الدعوى القضائية، ورد في الشكوى "يضيف كروز وليمان مشاهد كاملة ولقطات جوية أثناء الطيران.. كان لابد أن يستعينا بشركة سلامة للمساعدة في التصوير، في الـ48 ساعة الماضية، كانت هذه أكثر المشاهد جنوناً على الإطلاق".
ووقع حادث تحطم الطائرة حسب تقرير Entertainment Weeklyلثلاثة طيارين كان يُستعان بهم لتصوير الفيلم، عندما تعطَّلت الطائرة من طراز بايبر سميث أيروستار 600، ذات المُحرِّكَين، في منطقةٍ جبلية في كولومبيا.
الأميركي آلان ديفيد بروين والكولومبي كارلوس بيرل
ولقي الأميركي آلان ديفيد بروين والكولومبي كارلوس بيرل حتفهما أثناء التصوير، بينما نجا الطيار الأميركي جيمي لي غارلاند، لكنه أصيب بشلل نصفي في الجزء السفلي من جسده.
وتقاضي أسرتا بروين وبيرل، عدة أطراف مساهمة في إنتاج الفيلم أبرزها Imagine Entertainment ، بتهمة القتل الخطأ وما سببه ذلك من أضرار.
وتزعم الأسرتان أن شركات الإنتاج لم تهتم بتطبيق إجراءات السلامة قبل الطيران، توفيراً للوقت والمال.
وتضيف الوثائق: "أدت الهفوات في التخطيط والتنسيق والجدولة وسلامة الطيران، والتي كانت مسؤولية المدعى عليهم، إلى دفع طيار غير مؤهل وغير مستعد للطيران في رحلةٍ خطيرةٍ على متن طائرة قديمة عبر ممر جبلي غير مألوف في طقسٍ سيئ".
وبالرغم من أن اسمي توم كروز ودوغ ليمان لم يردا ضمن المدعى عليهم، تزعم أسر الضحايا أنهما قد تهاونا في اتخاذ الإجراءات اللازمة للسماح بالطيران في ظل تلك الظروف.
إلا أن الأسرتين أكدتا أن رغبة كروز وليمان في تقديم فيلم "شديد الخطورة ومليء بالحركة" قد ساهمت في الظروف التي أدت لوقوع الحادث، بحسب وثائق المحاكمة الجديدة التي قُدِّمت لمجلة People الأميركية من قِبل موقع "ذا بلاست" الأميركي.
وتقول الوثائق: "إن الرغبة في التصوير في كولومبيا، بجانب حماس كروز وليمان لالتقاطِ مقاطع متعددة لمشاهد طيران غير مسبوقة، أضافت ساعات عديدة لكل يوم تصوير، مما أضاف أياماً إلى جدول التصوير".
وفي رسالةٍ إلكترونية منفصلة، وصف المنتج صاحب الشكوى الفيلم بأنه "المشروع الأكثر خطورة الذي كُلِفت به".
وكتب أيضاً، بحسب وثائق المحاكمة: "لا يمكنك تصوُّر الخطر الذي كان يتعرَّض له توم كروز والفريق الجوي بأكمله في كل مرة نطير فيها. لكنْ هناك خيط رفيع بين تأمين السلامة في أثناء الأنشطة الجوية والوقوع في حادث".
وتذهب الأسرتان إلى القول بأن كروز كان يمكنه أن يُجرِّب الطائرة، ووصفته بأنه "طيارٌ مؤهل جداً وعلى درايةٍ تامة بطائرة أيروستار وبالتوجيه".
وتقاضي الأسرتان أيضاً الواحدة منهما الأخرى، إذ تقدَّمَت أسرة بيرل بدعوى قضائية ضد غارلاند، الناجي الوحيد من الحادث متكتمين على ذكر الأسباب علناً.