تستعد دور العرض السينمائي في الإمارات العربية المتحدة لاستقبال فيلم روائي إمارتي طويل، يقتحم بجرأة للمرة الأولى قضايا مسكوتاً عنها في العالم العربي.
فحسب الإعلان التعريفي للفيلم، فإنه يحتوي على "إشارات خاصة بالبالغين ومثلية حميمية"، ويظهر في الكليب الدعائي له عدة مشاهد تظهر فيها امرأة ترتدي زي الرجال، بينما يظهر رجل بكامل زينة المرأة الخليجية وما ترتديه من حُلي في زفافها!
الفيلم الإماراتي "الرجال فقط عند الدفن"، سيبدأ عرضه يوم الـ10 من أغسطس/آب 2017، بعد عام على فوزه بجائزة المهر الإماراتي كأفضل فيلم طويل في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2016، ومن المقرر طرح الفيلم بعدة دول عربية أخرى عقب عرضه بدبى.
المخرج عبدالله الكعبي: هذا أول فيلم يجمع بين فنانين ايرانيين وعراقيين وعربي#صباح_الخير_يا_عرب pic.twitter.com/RNd8RzeFfz
— صباح الخير يا عرب (@SAYA_Show) December 12, 2016
العمل الذي صُور في إيران، حسب الوصف الخاص به على موقع الأفلام المشاركة في مهرجان دبي السينمائي 2016، "يعود إلى ما بعد انتهاء الحرب العراقية، في عام 1988، حيث ترحّب أم عمياء ببناتها لتكشف لهن عن سرٍ دفين، ولكنها تلقى حتفها قبل أن تتمكّن من ذلك، فيتوافد الزوّار لتعزية الأسرة، ومع كل زائرٍ جديد تصطدم البنات بمدى جهلهن بحياة أمهن وتاريخها، وفي زحمة انشغال الجميع في كشف النقاب عن السّر، تطرق بابهن امرأة تهزّ كيان البنات عند اكتشافهن أن الذي جمع بينها وبين أمهن كان أكثر من صداقة؛ بل العشق أيضاً".
ولا يكتفي الفيلم بالكشف عن علاقة المثلية بين الأم والسيدة التي اتضح أنها كانت ممرضتها؛ بل يتجاوز ذلك إلى الغوص في شخصية الأم، التي ادّعت إصابتها بالعمى؛ من أجل استدراج بناتها للحضور لرؤيتها قبل موتها.
علاقات مضطربة ومناقشة المحظور
الفيلم يلقي الضوء أيضاً على علاقة مضطربة تربط الابنة "غنيمة" بزوجها الذي "تضبطه" أكثر من مرة وهو يتفحص ملابس نساء بألوان زاهية وملمس حريري، ويظهر ذلك الزوج في الفيلم وهو يرتدي ملابس النساء.
أما الابنة الثانية "عائشة"، فهي الأخت الهاربة التي تعود للمنزل حاملًا في شهرها الأخير لتلد ابنها "شاهين" من رجل مجهول، ويقدمها الفيلم ضحية لعنف التقاليد الاجتماعية وتدخلات الموروث الديني والمذهبي الذي يقيم حواجز سميكة بين الحرية الفردية والقناعة الذاتية، والإملاءات الخارجية القاطعة والجبرية"، حسب وصف الناقد بدر الملا الكاتب في جريدة "الاتحاد" الإماراتية.
الناقد أشاد بمخرج العمل الإماراتي عبد الله الكعبي، الذي رأى أنه "اعتمد على حلول ذكية لإيصال شيفرات ورسائل الفيلم الضمنية .. والخطاب المباشر والمنهزم أمام السؤال الفلسفي والإشكالي حول توصيف الفرد، وحول قيمته ككائن جمالي مجنّح ومحلّق في فضاءات واسعة تتعالى فوق كل سجن وكل قيد وكل انتقاص يحدّ من حرية هذا الكائن، ومن نزوعه المستمر للاستقلالية والتغيير".
إيران
الجدير بالذكر أن الكعبي تحدث، في لقاء سابق له مع صحيفة "البيان" الإمارتية، عن سبب اختيار التصوير في إيران، قائلاً: "السينما الإيرانية تحمل تاريخاً عريقاً، وأنا من أشد المعجبين بها، ولكن اختياري لتصوير العمل في إيران يرجع لأسباب عدة؛ من ضمنها أنني أنتجت الفيلم على نفقتي الخاصة، بالتعاون مع منتج إيراني، والتصوير هناك أقل تكلفة بكثير؛ الأمر الذي جعلني أستعين بوجوه عراقية وإيرانية لتجسيد مختلف الأدوار".
وأشار إلى أن عنوان الفيلم "الرجال فقط عند الدفن" توارد إلى ذهنه بالصدفة، وتحديداً في مشهد الدفن، وقتها تساءل بعض أفراد الطاقم الفني عن غياب الشخصيات النسائية في هذا المشهد، فأجبتهم على الفور بأنه في العادات الخليجية الرجال فقط عند الدفن، وهنا جاءت فكرة الاسم التي تحمل الكثير من المعاني".
إخراج وسيناريو: عبدالله الكعبي
إنتاج: فرشاد مهوتفروش
تمثيل: سليمة يعقوب وهبة صباح وعبد الرضا ناصري