من القمع السياسي إلى تمجيد القتلة.. كيف أبرزت الأفلام السينمائية تلاعب الإعلام بعقول الناس؟

الإعلام وأدواته ووسائله بمثابة أسلحة خطيرة يمكن توجيهها لتهيئة أو توجيه الرأي العام أو حتى خداع الناس ببعض الأمور. الأمر ليس مبالغاً فيه كما يتصور البعض؛ بل هي حقيقة عكستها بوضوحٍ، العديد من الأفلام والمسلسلات الأجنبية، التي أوضحت كيف يتلاعب الإعلام بالناس.

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/30 الساعة 09:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/30 الساعة 09:27 بتوقيت غرينتش

الإعلام وأدواته ووسائله بمثابة أسلحة خطيرة يمكن توجيهها لتهيئة أو توجيه الرأي العام أو حتى خداع الناس ببعض الأمور. الأمر ليس مبالغاً فيه كما يتصور البعض؛ بل هي حقيقة عكستها بوضوحٍ، العديد من الأفلام والمسلسلات الأجنبية، التي أوضحت كيف يتلاعب الإعلام بالناس.

هذه مجموعة من أبرز الأفلام التي تؤكد هذه الفرضية:

Ace in the Hole




هو فيلم أميركي من إنتاج عام 1951، بطولة كيرك دوغلاس، الذي يمثل دور مراسل ساخر ومتعثر لا يتوقف عن فعل أي شيء، للحصول على وظيفة في صحيفة كبرى.

يعد هذا الفيلم المرة الأولى للمخرج بيلي وايلدر التي يشارك فيها في مشروع ككاتب ومنتج ومخرج. وهو أول فيلم له بعد انفصاله عن شريك الكتابة منذ فترة طويلة تشارلز براكيت.

قصة الفيلم هي فحص شديد للعلاقة البذيئة بين الصحافة، الأخبار التي ينشرها الإعلام من جهة، والطريقة التي تُقدَّم بها هذه الأخبار.

ويُظهر الفيلم أيضاً كيف يمكن التلاعب بالجمهور الساذج من قِبل الصحافة.

يلعب كيرك دوغلاس دور صحفي انتهازي يقوم بتغطية قصة عن رجل في ولاية ألبوكيرك تم حصاره داخل كهف بينما كان يحاول الوصول لقطع أثرية هندية قديمة. دوغلاس يرى أن هذه القصة هي فرصة له لاستعادة نجوميته التي ضاعت منه بعد انحدار مستواه المهني.

ولكن طموحه الأعمى يجعله يبدأ في التلاعب مع العشائر المحليين لاتخاذ التدابير التي من شأنها إطالة فترة إنقاذ الرجل؛ ومن ثم رسم القصة فترة أطول وبناء المزيد من التساؤلات حوله والتي تثير اهتمام المشاهدين.

ترشح الفيلم عن جائزة الأوسكار كأفضل سيناريو.

Natural Born Killers




فيلم جريمة أميركي ساخر من إنتاج عام 1994.

الفيلم من إخراج أوليفر ستون، وبطولة وودي هارلسون وجولييت لويس وروبرت داوني جونيور وتوم سيزمور وتومي لي جونز.

يحكي الفيلم قصة اثنين من ضحايا الطفولة الصادمة الذين أصبحوا عشاقاً وقتلة جماعيين، واللذين تم تمجيدهما بشكل غير مسؤول من قِبل وسائل الإعلام.

الفيلم عبارة عن نظرة مظلمة ودموية على القتل الجماعي ووسائل الإعلام، فقام المخرج أوليفر ستون، المثير للجدل إلى حد كبير، بتقسيم النقاد والجماهير مع مزيج من العنف المرتفع والسخرية الثقافية المريرة.

في وسط الفيلم، يوجد ميكي (وودي هارلسون) ومالوري (جولييت لويس)، وهما زوجان شابان يوحِّدهما حب أحدهما للآخر وحبهما المشترك للعنف.

معاً، يرتكبان جريمة قتل جماعي بطريقة غريبة، والتي أَسَرت بشكل استثنائي إحدى وسائل الإعلام المحلية الجائعة لمثل هذه القصص المثيرة.

وتسبب أحد رجال الأخبار، واين غيل (روبرت داوني الابن)، في تمجيد الزوجين رغم أنهما قتلة، بعدما قدم تقريراً عن ميكي ومالوري بعنوان الأميركيَّين المجنونين.

Network




هو فيلم أميركي أُنتج عام 1976، من إخراج سيدني لوميت وتأليف بادي شايفسكي. الفيلم من بطوله بيتر فينش وويليام هولدن والممثلة فاي دوناوي وروبرت دوفال.

حصل الفيلم على 4 جوائز أوسكار؛ وهي: جائزة الأوسكار لأفضل ممثل، وجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، وأفضل ممثلة مساعدة، وأفضل سيناريو عن نص أصلي لبادي شايفسكي.

يناقش الفيلم فكرة سلطة الإعلام وكيف أن شبكات الأخبار تتحكم في عقول المشاهدين عن طريق ما يبثونه على شاشاتهم من أخبار خادعة، ويعد الفيلم مثالاً للسيناريو الرائع والحوار العميق والقوي.

في السبعينات، كان العنف الإرهابي هو المادة الخام لأخبار شبكة UBS الإعلامية في نشراتها وبرامجها المسائية في الوقت الذي كانت تحْدث فيه إعادة هيكلة للشبكة؛ من أجل جذب المزيد من المشاهدات.

وفي الوقت نفسه، هوارد بيل، مراسل الشبكة العجوز، فقدَ قدرته على جذب مشاهدات كبيرة؛ ما جعل الشبكة تفصله عن عمله. بيل يتفاعل بطريقة غير متوقعة. ثم نرى كيف يؤثر هذا على حظوظ بيل وزملائه في العمل، والشبكة ككل.

The Truman Show




وسائل الإعلام في كثير من الأحيان، يبدو أنها أصبحت أكثر من الخيال، وعلى الرغم من أن الأفلام في هذه القائمة تميل إلى البقاء بعيدة تماماً عن عالم المحاكاة الساخرة، فإن فيلم The Truman Show يثبت أنه يمكنك أن تتحدث كثيراً عن مقدار هوس الصحافة وتأثيرها الدرامي على الجمهور.

الفيلم قصة هيلمر أندرو نيكول، وإخراج بيتر وير، وبطولة جيم كاري، في دوره الأكثر درامية على الإطلاق.

يمثل كاري دور ترومان بوربانك، وهو الرجل الذي كان نجماً لبرنامج واقع افتراضي منذ لحظة ولادته، ليعيش ترومان داخل قبة كبيرة، استديو كبير جداً على شكل مدينة صغيرة، ليصبح البرنامج هو الأكثر شعبية في البلاد.

في ذلك الوقت عام 1998، بدا هذا الفيلم كأنه خيال علمي، لكن بعد مرور 20 عاماً، تحول تلفزيون الواقع إلى برامج معتادة ومنتشرة بقوة، تحاول السيطرة على الجمهور وتوجيهه طبقاً للدراما والإثارة التي تجلب المزيد من المشاهدات.

The Hunger Games




هو فيلم خيال علمي ومغامرات من إنتاج عام 2012، وإخراج غاري روس. يستند الفيلم إلى رواية تحمل الاسم نفسه من قِبل سوزان كولينز.

هذا الفيلم هو الجزء الأول من ثلاثية تحمل الاسم نفسه، من بطولة جنيفر لورانس، وجوش هوتشرسون، ولويام هيمسورث، إلى جانب وودي هارلسون، وإليزابيث بانكس.

تجري القصة في مستقبل ما بعد الدمار الذي وقع في أمة بانم، التي تنقسم إلى 12 منطقة، حيث يجب أن يشارك صبي وفتاة من كل منطقة تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً في ألعاب الجوع، وهي الحدث السنوي التلفزيوني الذي يطلب من كل منطقة تقديم مشاركين للقتال حتى الموت؛ حتى لا يبقى سوى واحد من الناجين.

كاتنيس إيفردين (جنيفر لورانس) تطوعت مكان شقيقتها الصغرى.

الفيلم يتحدث بشكل رئيس عن الإعلام وكيفية تلاعبه بعقول الناس، لدرجة أنه جعل من حدث دموي بشع برنامجاً لتسلية الشعب والهوس به والاهتمام بتفاصيل المشاركين وحياتهم الشخصية وما يرتدونه من ثياب.

Tomorrow Never Dies




فيلم التجسس الثامن عشر في سلسلة أفلام جيمس بوند والذي أُنتج عام 1997، والثاني للنجم بيرس بروسنان في دور العميل السري جيمس بوند.

الفيلم من إخراج روجر سبوتيسوود، وسيناريو بروس فيرستين.

يتحدث الفيلم عن بوند الذي يحاول وقف إليوت كارفر، إمبراطور وسائل الإعلام المجنون. ويضع جيمس بوند خطة لوقف هذا المجنون من محاولة الحث على حرب عالمية بين الصين والمملكة المتحدة؛ من أجل الحصول على تغطية إعلامية عالمية حصرية.

V For Vendetta




هو فيلم خيالي سياسي أُنتج عام 2005، من إخراج جيمس مكتيغو وكتبه الإخوة واشوسكي، استناداً إلى سلسلة كوميكس تحمل الاسم نفسه من قِبل آلان مور وديفيد لويد.

تم وضع الفيلم في مستقبل بديل، إذ خضعت المملكة المتحدة لنظام فاشي. يتحدث الفيلم عن V (الممثل هوجو ويفينغ)، مقاتل الحرية الفوضوي الذي يحاول إشعال ثورة من خلال أعمال إرهابية متطورة وإيفي (ناتالي بورتمان)، وهي امرأة شابة من الطبقة العاملة تجد نفسها متورطة مع V.

أضاف صنّاع الفيلم بعض المراجع الموضعية ذات الصلة بجمهور عام 2006. ووفقاً لصحيفة Los Angeles Times، فقد قدم الفيلم نظرة للاستفادة من مجالات المراقبة الحكومية، والتعذيب، والتخويف والتلاعب بوسائل الإعلام، فضلاً عن فساد الشركات والنفاق الديني، وهو على ما يبدو انعكاس لحالة مشابهة موجودة بالفعل في العالم بأشكال ونسب مختلفة من دولة لأخرى.

علامات:
تحميل المزيد