يعرض تلفزيون أبو ظبي في رمضان 2017، النسخة العربية من Game of Thrones. ووصفت الصفحة الرسمية للنُّسخة العربية من المسلسل منشوراً ركَّز على التشابه في الأزياء وتسريحات الشعر، لتوثيق "التطابق" بين الشّخصيّات، عارضة للجمهور صوراً مزدوجةً لأبطال Game of Thrones ومن يُفترض أنّهم نُظراؤهم في "أوركيديا".
أوركيديا.. عودة الفنتازيا
بعد غيابٍ دام لأكثر من عشرِ سنوات، تعودُ الفنتازيا التاريخية في رمضان 2017، لتقدِّم نفسها من خلالِ عملٍ منافسٍ في شهر الصوم. مسلسل "أوركيديا"، نص عدنان العودة وإخراج حاتم علي، يعِد بالكثير.
تتعاقد شركة "إيبلا الدولية للإنتاج السينمائي والتلفزيوني" مع نجوم كثر للعب أدوار البطولة، من بينهم جمال سليمان، سلّوم حداد، عابد فهد، باسل خيّاط، سامر المصري، سلافة معمار، يارا صبري، قيس الشيخ نجيب وسامر إسماعيل.
وتشكل هذه الأسماء واجهة العمل الّذي بلغت تكلفته قرابة خمسة ملايين دولار أميركي، حسب تقرير لبرنامج "ET بالعربي".
لن يخرج العمل، في مضمونه الحكائيّ عن الموضوعات الّتي تميّز هذا الصنف من المسلسلات عادةً. إذ سيكون المشاهد أمام صراعاتٍ سلطوية بين ثلاث ممالك (أوركيديا، سمارا، أشوريا) تتخلّلها قصص حبّ وخياناتٌ لا تعوزها المكائد والحِيل.
و"الفنتازيا التاريخية" تسميةٌ تُشير إلى المسلسلات ذاتِ الطابع التاريخيّ والقائمة، حكائيّاً، على حدوتة مُختلقة، أبطالها شخوصٌ افتراضيّون لا صلة لهم بالأعلامِ والسير الشعبية.
خلافات بين صُنّاع المسلسل
هاجم كاتب العمل -في تدوينة حذفها فيما بعد- الممثل والسيناريست إياد أبو الشامات، متّهماً إيّاه بالتعديل على نصّه دون إذنٍ مسبقٍ منه، وشمل الانتقاد مخرج العمل حاتم علي، والممثل باسل خيّاط.
ونشر عدنان العودة بياناً رسمياً شرح فيه تفاصيلَ مضافة، مفادها أنّ مخرج العمل قرّر إجراء تعديلاتٍ على النّص دون استشارته (الذي يعد فنجان الدم من أشهر أعماله)، أو إخباره، حيث أحال حاتم علي السّيناريو "سرّاً" إلى إياد أبو الشامات، الّذي بدأ بالاشتغال على الورق دون أن يستأذن كاتبه الأصليّ.
لاحقاً، نشر أبو الشامات عبر صفحته على فيسبوك تدوينة مختصرة، اعترف فيها أنّه أقدم على "القيام بمهمّة كهذه" على الرغم من معرفته المسبقة بـ"كامل تبعاتها ولواحقها"، واعداً بنشر "ردٍّ تفصيليّ قريب" يوضّح فيه موقفه من الحدث وما تلاه من أخذٍ وردٍّ.
حاتم علي يعمل في صمت
أما مخرج العمل، صاحب "التغريبة الفلسطينية"، فقد نأى بنفسه عن التجاذبات كلّها.
ففي أوركيديا، يُقامر المُنتج هلال أرناؤوط بمبلغٍ مهول، محاولاً تعويضَ خسارته في مسلسل "قلم حمرة" (نصّ يمّ مشهدي/ إخراج حاتم علي) الّذي حظي بفرصةِ عرضٍ واحدة على فضائية السومرية (رمضان 2014).
ليست النسخة العربية من Game of Thrones
أكّد كاتب العمل، عدنان العودة، من خلال صفحته على فيسبوك أنه لا علاقة لعمله بالمسلسل الأميركيّ الشهير Game of Thrones.
وفي حديثهم مع "عربي بوست"، أكّد عددٌ من العاملين في المشروع السوريّ، أنّ هناك تمايزاً ملحوظاً بين العملين، فـ"أوركيديا" شبهُ خالٍ من مظاهر المعارك والحروب، كما أنَّ المشاهد الداخليّة فيه هي السائدة، الأمرُ الّذي احتاج إلى عمل قصصيّ كثيف يعوّض الزمن الكبير الّذي يُصرف، عادةً، على إخراج الالتحامات والمعارك بين الجيوش والأساطيل.
دراما المنفى
وتشير بعضُ الأنباء المتداولة في أروقة الوسط الدراميّ السوريّ إلى أنّ انسحاب المُنتج إياد النجّار، مدير عام شركة "كلاكيت" للإنتاج الفنّي والتوزيع، من المشهد الفنيّ، بعدَ خساراتٍ إنتاجية متلاحقة، بات وشيكاً، الأمر الّذي يعني أنّ "إيبلا" ستصير الجهة الإنتاجية الوحيدة المعنية بتقديم مُنتجٍ دراميّ سوريّ يُنفّذ خارج دمشق بما يؤمّن فرصَ عملٍ لممثّلين وفنيين كُثر اضطرّوا، أو اختاروا، مغادرة سورية خلال الحرب.
في المحصّلة، فإنّ نجاح "أوركيديا" يُشكّل دافعاً لمزيدٍ من الإنتاج ومزيدٍ من فرص العمل، في حين أنّ سقوط المسلسل قد يؤدّي إلى غلق أبواب العمل الدراميّ السوريّ خارج العاصمة.