المهرجانات الأوروبية تهتمُّ بشكل خاص بالقضايا الإنسانية، وتسيطر هذا العام أزمات الهجرة واللاجئين وأوضاع النازحين على عقول صناع السينما والدراما الأوروبية، خاصةًً وأن الدول الأوروبية تعتبر حجر زاوية فى موضوع اللاجئين، فهي بمثابة البر الآمن للكثيرين.
في دورته الـ 70 اختار مهرجان "كان" السينمائي، الذي تنعقد دورته ما بين 17 و28 مايو/أيار 2017، عرض 4 أفلام عن أزمة اللاجئين.
Happy End
يتناول الفيلم الألماني للمخرج النمساوي مايكل هانيكي أزمة الهجرة من خلال أولئك الذين عادةً ما يتجاهلونها، من خلال عائلة بورجوازية من مقاولي البناء الذين لهم شهرة في عالم المشروعات الكبيرة. العائلة تسوقها الظروف للعيش قرب مخيم "كاليه" للاجئين شمال فرنسا.
الفيلم من بطولة الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير، وماتيو كاسوفيتس، وجان لوي ترانتينيان، وكانت وسائل الإعلام الفرنسية قد أعلنت عن توصل شركتي ARTE France Cinéma، وFrance 3 Cinéma لاتفاق مع المخرج مايكل هانيكي لإخراج فيلم عن أوضاع اللاجئين فى مخيم كاليه، ورصدت ميزانية له تقدر بنحو 13 مليون يورو، وبدأ تصويره في 27 يونيو/حزيران 2016، ويشارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان".
سبق للمخرج النمساوي الفوز بالسعفة الذهبية مرتين الأولى من خلال فيلم Das weiße Band أو الشريط الأبيض عام 2009، والثانية من خلال فيلم Amour عام 2012، الذي فاز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2013، ورشح عنه هانيكي لجائزة أفضل مخرج.
Jupiter's Moon
يحكي الفيلم قصة أحد الشباب اللاجئين الذي يحاول الفرار من قوات الشرطة التي قامت بالتصدي لمحاولة هجرة غير شرعية، ويتم وضعه فى أحد المخيمات المخصصة للاجئين، لكنه يصل بحالة سيئة بعد تعرضه للإصابة بطلقتين خلال مطاردة الشرطة له، وعند علاجه يكتشف الطبيب المعالج المقيم في معسكر اللاجئين، تمتعه بقوى طبيعية خارقة حيث يمكنه التحليق في الهواء.
الفيلم تم تصويره في المجر وألمانيا، وهو من بطولة مجد أسمي، مونيكا بالساي، زومبور بارنا، وتأليف وإخراج كورنيل موندروتشو.
Sea Sorrow
هو فيلم وثائقي عن حياة اللاجئين والمعسكرات الأوروبية التى تم تخصيصها لهم، وهو من تأليف وإخراج الممثلة البريطانية فانيسا ريدغريف. وهي المرة الأولى التي تخوض فيها تجربة الإخراج، وتم تصوير معظم اللقطات الخاصة بالفيلم ذي الـ 74 دقيقة، على سواحل إيطاليا واليونان ولبنان وبعض مراكز التصدي للهجرة غير الشرعية.
أكدت ريدغريف، في تصريحاتٍ سابقة، أنها بدأت في كتابة الفيلم بعد العثور على جثة الطفل السوري آلان على أحد الشواطئ التركية، الفيلم شهد ظهور عدد من الشخصيات المشهورة مثل، السياسي البريطاني ألفريد دوبس عضو حزب العمال، والممثل رالف فيينس، والممثلة إيما تومبسون، والروائي الأميركي مارتن شيرمان.
يتناول الفيلم أوضاع اللاجئين بدايةً من الحرب العالمية الثانية، ومعسكرات النازحين، وتتابع الأحداث الزمنية بعد ذلك، والإعلانات السياسية الخاصة بأوضاع اللاجئين النازحين من مناطق الصراع، وصولاً لتجاهل أزمة اللاجئين الحالية، والتى أدت لمنع وصول الأطفال الذين لديهم الحق في المجيء إلى إنكلترا للتواجد مع أسرهم في مراكز الاحتجاز والمخيمات.
وعزت ريدغريف جزءاً كبيراً من مشكلة عدم تعاطف الجمهور الأوروبي تجاه قضايا اللاجئين إلى الصور الصحفية التي تظهر يومياً على شاشات التلفزيون عن مراكز الاحتجاز، والشباب الأفارقة داخل معسكرات اللاجئين في الملاجئ الجبلية الإيطالية النائية التي تديرها بعض الراهبات، والمهاجرين الذين يتم الإمساك بهم يومياً على متن القوارب قبالة سواحل اليونان وإيطاليا.
Out
في هذا الفيلم، يعاني أغوستون من فقدان وظيفته التي ظل بها فترة طويلة من حياته في محطة توليد الكهرباء بإحدى القرى السلوفاكية الصغيرة، حتى تأتيه فرصة العمل كلحام في حوض بناء السفن في لاتفيا، ويأمل أن تساعده تلك الفرصة على تعويض الخسائر المادية وغربته بعيداً عن أسرته وأصدقائه.
يتناول المخرج السلوفاكي غيورغي كريستوف أوضاع العمال المهاجرين في أوروبا، وهي التجربة الإخراجية الأولى له ويعرض الفيلم في فئة "نظرة ما" أو Certain Regard.
الفيلم بطولة كل من جوديت باردوس، أتيلا بوسارسكي، ساندور تيرهيس، وتم تصويره في سلوفاكيا، فرنسا، هنغاريا، جمهورية التشيك، تكلف إنتاجه 1.3 مليون يورو، وسيتم طرحه في دور العرض في 16 يونيو/حزيران 2017.