المسلسل المصري ليس الوحيد.. تجارب “فاشلة” لتحويل “The Godfather” إلى نسخة عربية

لاقى تحويل ثلاثية "الأب الروحي" الشهيرة إلى مسلسل تلفزيوني مصري استهجاناً كبيراً من محبي الفيلم، خاصة أنها تعد من أعظم ما قدمته السينما.

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/12 الساعة 11:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/12 الساعة 11:43 بتوقيت غرينتش

لاقى تحويل ثلاثية "الأب الروحي" الشهيرة إلى مسلسل تلفزيوني مصري استهجاناً كبيراً من محبي الفيلم، خاصة أنها تعد من أعظم ما قدمته السينما.

فالسلسلة التي أخرجها فرانسيس فورد كوبولا، وللكاتب العالمي ماريو بوزو، التي بدأت عام 1972 وانتهت عام 1990، ضمت نجوماً كباراً كمارلون براندو وال باتشينو، وروبرت دي نيرو، حصلت على المركز الثاني كأعظم فيلم في السينما الأميركية من قبل معهد الفيلم الأميركي، إضافة إلى اختيار الفيلم ليحفظ في السجل الوطني للفيلم، وحصوله على عدد كبير من جوائز الأوسكار.

امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية من تحويل الفيلم إلى مسلسل مصري، فعمل جمهور المسلسل على نشر صور ساخرة، ومنها مشهد بكاء مايكل كورليوني (آل باتشينو) على ابنته، معلقين بأن هذا رد فعله عند معرفته خبر اقتباس الفيلم.



تجارب عديدة أثبتت أن تحويل الكلاسيكيات العالمية ليست فكرة جيدة، فتلك الأعمال لها رصيد عند الجمهور يجعل من الصعب تقبل فكرة إحيائها من جديد، خاصة أن الإمكانات الفنية العربية لن تستطيع تحقيق نصف نجاح النسخ الأصلية.

ورغم تصريحات صناع تلك الأعمال بأنها ستكون "أضخم إنتاج عربي وتحتوي على أسماء لامعة"، إلا أن المشاهد لا يتقبل العمل.

المسلسل المصري مكون من 5 أجزاء، كل جزء 60 حلقة، ليصل عدد حلقاته الإجمالية إلى 300 حلقة، وتدور أحداثه حول عائلة كبيرة يسيطر عليها الأب زين العطار الذي يجسد دوره الفنان محمود حميدة، وله عدد كبير من الأبناء منهم من يعيش معه في المنزل عدا اثنين، واحد منهما يعيش في ملجأ والآخر شخص عدواني، ويسرد المسلسل علاقة هذا الأب مع عصابات السلاح والمهربين.

ويقوم ببطولة المسلسل بجانب الفنان محمود حميدة، كل من سوسن بدر، وأحمد عبد العزيز، وأحمد فلوكس، وعايدة رياض، ومحمود الجندي، والعمل من تأليف هاني سرحان وإخراج بيتر ميمي، وإنتاج ريمون مقار، وموسيقى أمين بوحافة، ومخرج منفذ تامر حمزة، ومدير التصوير حسين عسر، وتصميم الأزياء مونيا فتح الباب.

ليست تلك المحاولة العربية الأولى لإعادة إحياء فيلم العراب، فقد سبق المسلسل المصري تجربتان فاشلتان، رغم احتوائهما على نجوم مهمين.

العراب – نادي الشرق


عرض المسلسل السوري على شاشة تلفزيون أبو ظبي خلال شهر رمضان 2015، وتدور أحداثه في إمبراطورية أبو عليا، زعيم آل المنذر، وأحد أكثر رجال الدولة نفوذاً، وما تشهده هذه الإمبراطورية من صراعات وعلاقات، وتم تصوير أحداث المسلسل في بيروت وأبوظبي.


المسلسل من بطولة جمال سليمان، وباسم ياخور، وباسل خياط، وأمل بوشوشة، ورافي وهبي، ودارين حمزة، وسيناريو وحوار رافي وهبي، ومن إخراج خاتم علي.

ورغم إشارة مخرج العمل حاتم علي أن أحداث "العراب" تختلف عن الرواية، من خلال قصة العائلة التي تحاول الحفاظ على مصالحها في ظل ظرف سياسي يرتبط بالواقع الاقتصادي، لتقدم في النهاية عملاً سورياً محلياً، يتناول الأوضاع في سوريا في السنوات الأخيرة، إلا أن المسلسل لم ينجح، رغم حصوله على نسب مشاهدة عالية نسبياً، خاصة أنه تم حذف العديد من المشاهد ذات البعد السياسي منه، مما جعله غير صالح للمشاهدة.

وصل الأمر إلى حد أن حاتم علي طالب متابعي المسلسل بالتوقف عن مشاهدته، فبحسب تصريح خاص لموقع سنوب أشار إلى أن القنوات تقوم بحذف كل المشاهد التي تتحدث عن الواقع السوري، والتي تؤسس لأحداث مهمة ستتحول إلى خطوط رئيسية في المستقبل.

العراب


في نفس العام 2015 قرر المخرج المثني صبح تحويل "العراب" إلى مسلسل سوري من 60 حلقة، تدور أحداثه بين أواخر خمسينات القرن الماضي حتى العقد الأول من الألفية الجديدة عن قصة مختار المختار الذي يبني إمبراطورية مالية عملاقة بطرق غامضة، تتقاطع مع العداوة بين عائلة المختار وعائلة الأفندي التي قتلت وأبادت عائلته.


المسلسل من تأليف حازم سليمان، ومن بطولة أيهم عباس، وسلوم حداد، وسلافة معمار، وسامر إسماعيل.

رغم ميزانية العمل الضخمة والإشارة بأنه سيكون أضخم إنتاج سوري على الإطلاق، إلا أن العمل لاقى ردود فعل سلبية من النقاد والجمهور.

فقد دشن متابعو المسلسل صفحة على شبكات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحمل اسم "العراب- المثني صبح.. أسوأ إخراج بتاريخ الدراما السورية"، استهجاناً للعمل.

وأشار الكاتب فجر يعقوب، في مقال له في جريدة الحياة بعنوان "العراب العربي ووهم التملص من الفيلم الغربي"، أن من "يقرأ ويتابع من حول المسلسل يكشف عن تفريغ متعمد للفيلم قبل الرواية على رغم ادعاء الكاتب والمخرج بأن المسلسل لا يقترب من الفيلم إطلاقاً، ويسقط من حساباته 80 في المئة من النص الأدبي الذي لا يلزم في روحيته جوهر المحاكاة التلفزيونية التي يبشران بها".

تحميل المزيد