حفل هذا العام بالكثير من الأفلام المُخيبة للآمال، فمن المُحبط أن تتعثر أفلام مثل Suicide Squad وThe Girl on the Train، ولكن على الجانب الآخر تبين أنها أفضل بكثير مما كان متوقعاً.
بشكل رئيسي، تُركز قائمة نشرها موقع Taste of Cinema على الأفلام التي تبين أنها أفضل بكثير مما بدت عليه في البداية.
ومن المحتمل أن تلاحظ أن الأفلام في هذه القائمة يغلب عليها أفلام الرعب والكوميديا، بالإضافة إلى الأفلام التي اعتمدت على ميزانية ضخمة، وذلك في مقابل الأفلام الوثائقية وأفلام الدراما.
وذلك لأنه بشكل عام، تميل الأفلام من هذا النوع إلى كونها تحمل قدراً أكبر من المخاطرة في مقابل تلك التي تسعى وراء إغراء الأوسكار.
وقريباً، سيكون الناس أكثر اهتماماً ومعرفة بأثر أفلام الرعب مقارنة بأفلام الدراما على غرار فيلم Manchester by the Sea.
1 – The Jungle Book
إن الشك الذي رافق إمكانية نجاح هذا العمل المميز لم يكن ناتجاً عن سوء الإخراج أو عدم كفاءة فريق العمل.
وإنما هي ناتجة عن تاريخ ديزني المتعثر حتى هذا العام فيما يخص إعادة إنتاج الأفلام.
ففي مقابل كل فيلم عن سندريلا، كان هناك آخر عن أليس في بلاد العجائب. ومن خلال الفيلمين The Jungle Book وPete's Dragon، يبدو أن ديزني ربما تسير نحو عالم أفضل على طريقة أليس.
ومنذ فيلم Life of Pi، لم يرَ المشاهدون حيوانات باستخدام تكنولوجيا الحاسب الآلي المعروفة بـ(CGI) والتي تجعل الأمر يبدو كما لو كان نابضاً بالحياة.
ورغم ذلك، كانت هناك بعض المخاوف وراء هذه التقنية البصرية الجميلة. هل يمكنهم أن يجعلوا هذه الحيوانات مفعمة بالحياة دون أن يبدو الأمر مثل تجربة فيلم Shaggy Dog؟ هل يمكن أن تتماشى الحبكة التي صنعوها مع التأثيرات البصرية؟
هل كان الفيلم قادراً على الارتقاء ليس فقط إلى مستوى أفلام ديزني الأصلية؛ بل إلى مستوى رواية كبلنغ الكلاسيكية؟ والإجابة عن هذه الأسئلة الثلاثة المذكورة هنا هي: "نعم" بالقطع.
نيل سيثي الذي لعب دور ماوكلي كان مُبهِجاً، ولكن الحيوانات التي استخدِمت التقنية في صناعتها هي التي تُمثل نجوم هذا الفيلم؛ إذ تمكنت التأثيرات البصرية، إلى جانب فريق العمل مثل: بيل موراي، وبن كينغسلي، وإدريس إلبا، وكريستوفر والكن، وسكارليت جوهانسون، من بث الحياة في هذه المخلوقات الصغيرة والجميلة. تحديداً إلبا، التي جعلت شير خان أحد أكثر الأشرار تهديداً في عام 2016.
الصورة الجميلة، والحبكة ذات المخاطر الجمة، والشخصيات المحبوبة، كلها تجتمع لتخرِج أفضل إعادة إنتاجٍ لأحد أفلام ديزني الحيّة حتى الآن.
يتغلب الإصدار الجديد على الأصلي في الجودة الكلية بفضل بعض التعديلات الضرورية. وقد أثبت فافرو مجدداً قدراته كمخرج عظيم، ومحاولته المستقبلية مع The Lion King هي شيءٌ يجدر انتظاره بشوق.
2. 10 Cloverfield Lane
لم يكن أحد قد سمع بفيلم 10 Cloerfield Lane عندما عُرض الكليب الدعائي لأول مرة قبل أقل من شهرين من إصدار الفيلم.
وكان هناك الكثير من الأسئلة بخصوص الفيلم؛ كيف سيرتبط بالفيلم الأصلي في 2008؟ الإصدار المتسلل للفيلم كافٍ لاعتباره مفاجأة ضاربة؛ لأنه لم يسمع أحد حتى عن وجود الفيلم من قبل.
لكن في الواقع، كانت هناك أسبابٌ أخرى للقلق.
الأفلام الأولى للمخرجين من الصعب أن تجذب الكثير من الاهتمام؛ لأنّ المخرج ليس له أفلام يمكن مقارنة بعضها ببعض.
ثانياً، يبدو ارتباط الفيلم بفيلم Cloverfield الأصلي واهياً، لدرجة أنّه يمكن أن يترك المشاهدين مرتبكين وفي حيرة من أمرهم.
وبالنسبة لمن قاموا بالبحث، فإن أكبر مشكلة كانت حقيقة أن 10 Cloverfield Lane لم يكن من المفترض أصلاً أن يكون من أفلام سلسلة Cloverfield على الإطلاق.
إنه مبني على نصٍ لفيلم يُدعى The Cellar. لكن في النهاية، اشترته شركة Bad Robot وقررت جعله أحد أفلام Cloverfield.
الفيلم واحدٌ من أكثر أفلام الإثارة حدّةً وإشباعاً لهذا العام. وفريق الممثلين رائع، خاصة جون جودمان، الذي يظل أداؤه المتوعد حياً في الذاكرة بعد أشهر.
والنص ذكي ومفاجئ بفضل الشخصيات المعقدة والمكتوبة جيداً. المفاجئ أن الفيلم تفوق بفارقٍ على Cloverfield الأصلي. نعترف بأن الأشياء المرتبطة بفيلم Cloverfield كانت واهية الارتباط (لذا فبعض المخاوف كانت في محلها)، إلا أنّه من الصعب التذمر إن كان كل شيءٍ قبل هذا مُرضٍ إلى هذه الدرجة.
3. Pete's Dragon
إن تجاهلنا كل النوستالجيا، فإن فيلم Pete's Dragon الأصلي في 1977 كان فيلماً متوسطاً لديزني نوعاً ما. كان ساحراً ولطيفاً بالطبع، لكنه حاول استغلال ما جعل فيلم Mary Poppins ناجحاً، ولم ينجح في ذلك. مثل Mary Poppins، كان فيلم رسوم متحركة هجيناً نابضاً جداً بالحياة. وعلى العكس من Mary Poppins، افتقر إلى الحبكة المثيرة وكذلك الشخصيات الخالدة.
الإعلان عن إصدارٍ جديد من فيلم Pete's Dragon أدّى إلى صيحات استهجان عالمية. فمن بين كل أفلام ديزني، ما الذي جعل Pete's Dragon فيلماً مغرياً؟ بعد مشاهدة الإصدار الجديد الممتاز، ربّما يفهم المشاهدون لماذا أعطت ديزني الضوء الأخضر لهذه النسخة من الفيلم. تطلب الأمر بعض المجازفة، والنتيجة هي منتج أعلى جودة بكثير من الفيلم الأصلي القديم.
وعلى العكس من الإصدارات الجديدة من أفلام ديزني في الفترة الأخيرة، يحاولPete's Dragon الانحراف عن مسار سابقه.
ورغم أن هذا ربما يُغضب المحبين المتعصبين للفيلم الأصلي، فإن اختيار النسخة الجديدة -أن تقدّم قصة طازجة بهاتين الشخصيتين- كان على الأرجح أكثر الأشياء النافعة التي كان أحدهم سيفعلها بالفيلم. الحبكة صارت أقل ثقلاً والشخصيات المساعدة إضافات مثيرة ساعدت في تحريك الأشياء قدماً.
ورغم زيادة الإصدارات المعادة الكئيبة عن الحد، فإن تغيّر نغمة Pete's Dragon صبّ في مصلحة الفيلم. ما زال الفيلم مبهجاً على الأغلب، إلا أنّه ليس مبتذلاً أو مسرحياً مثل النسخة السابقة. والمقطوعات الموسيقية التي أسهمت في الإحساس العاطفي المسرف للنسخة الأصلية تمّت إزالتها أيضاً.
لو كانت ديزني اختارت إعادة استنساخ الفيلم الأصلي، فإن Pete's Dragon كان سيصير غير مبرر تماماً. وهذا حقيقي بالأخص؛ لأن النسخة الأصلية في 1977 أبعد ما تكون عن قصة كلاسيكية مثل Cinderella أو The Jungle Book. تعديل القصة، والثقة بالمشاهدين مع تغيّر في جوّ الفيلم، كان كلّ شيء احتاجته هذه النسخة وأكثر. ورغم أن إيراداته في شباك التذاكر لا تثبت ذلك، فإنّه واحدٌ من أكثر أفلام ديزني المصوّرة إثارة للإعجاب حتى يومنا هذا.
4. Blood Father
ميل غيبسون كان في فترة ما من أكبر النجوم في العالم، ولعب أدواراً في أفلام الحركة الكبرى؛ مثل: Mad Max، وLethal Weapon، وBraveheart.
وشهد هذا العمل تعافي النجم الذي قدم واحداً من أكثر الأفلام إثارة في مسيرته المهنية – Blood Father.
وربّما لم يحطّم الفيلم أرقام شباك التذاكر القياسية مثل أدواره الأخرى البارزة، لكن Blood Father يظل أقوى أفلام الحركة لغيبسون في هذا القرن.
أداء غيبسون هو واحد من أكثر الجوانب المُرضية بصدق في Blood Father. ربّما يكون هذا فيلماً فرنسياً بميزانية صغيرة، إلا أن غيبسون يُخرج كل الطاقة الموجودة في جسده.
إنه مستمتع، والأهم أنه يريد للجمهور أن يستمتع معه. من المؤسف أن Blood Father لم يحظَ بظهور كبير؛ إذ كان سينتفع بكل تأكيد من بعض الضوء المُلقى عليه.
Blood Father فاحرص على أن تشاهده. إنه لا يمثل عودة غيبسون إلى رونقه فقط؛ بل أيضاً واحد من الأفلام الأكثر إمتاعاً هذا العام.
5. Ouija: Origin of Evil
كان هذا عاماً استثنائياً لأفلام الرعب المُعتادة. بالنظر إلى الجودة العامة لهذا النوع من الأفلام، يُمكن لهذه القائمة أن تتألف من أفلام الرعب بالكلية. Lights Out، وThe Purge: Election Year، وDon't Breathe، كلها أفلامٌ اتضح أنها أفضل مما توقعنا.
إلا أنّه لا يوجد فيلم استطاع مفاجأة الجمهور مثل Ouija: Origin of Evil. الفيلم، بتقييم "جديد" معتمد على موقع Rotten Tomatoes بلغ 80 في المائة، سجّل نقاطاً أعلى من سابقه بأحد عشر ضعفاً، بعد أن حاز الجزء السابق تقييماً بشعاً بلغ 7 في المائة.
ربّما يكون هذا الفيلم أكثر تتمّة محسنة في التاريخ. ليس لأن تتمات أخرى لم تكن أفضل بكثير من الأفلام السابقة، فتتمة فيلم The Purge أفضل كثيراً من الفيلم الأصلي، على سبيل المثال. ومع ذلك، فإن مدى تحسّن هذه التتمة عن الفيلم الأصلي لم يُسمع عنه من قبل عملياً. بالأرقام وحدها، يمكنك تفقد موقعي Metacritic وRotten Tomatoes لترى الفرق الهائل.
فيلم Ouija الأول حاز تقييمات مماثلة لأفلام Saw 3D، وAliens vs. Predators: Requiem، وDarkness Falls. أما على الجانب الآخر، فسجّل الفيلم الثاني تقييمات مماثلة لأفلام The Conjuring 2. وThe Mist، وYou're Next. بعبارة أخرى، ليس سيئاً إلى هذه الدرجة.
وبينما لا يخلو الفيلم من حصته المتوسطة من العبارات المجازية المرعبة، فإن الفترة الزمنية التي تقع فيها أحداث الفيلم والبصريات المستوحاة من أفلام الرعب اليابانية تجعله مميزاً عن نوعٍ فرعي من أفلام الرعب التي استُهلكت حتى الموت. لكن ما يجعله مميزاً بحق هو الشخصيات المعقّدة المفاجئة التي يقوم بأدوارها طاقم تمثيلي متفانٍ.
إليزابيث ريزر، التي قامت بدور البطولة في الجزء الأول من المسلسل المهضوم حقه UnREAL على شبكة Lifetime، أداؤها مذهل كالعادة. ويجادل البعض بأن الأطفال هم عامل الجذب الأكبر، وبالأخص لولو ويلسون التي تقدّم أداء يصيب بالقشعريرة، في دور الابنة الصغرى.
6. Deadpool
فيلم Deadpool من الأفلام التي صنعها مُحبو Deadpool من أجل مُحبي Deadpool. فالحماسة التي كان يتمتع بها ريان رينولدز -بطل الفيلم- قبل عرضه، أدت إلى إحداث ضجة كبيرة.
ولحسن الحظ أن ثمة ما يبرر تلك الضجة، كان فيلم Deadpool ظريفاً للغاية، كما كان فريداً من نوعه، ويجعلك تضحك بصوت عالٍ ومُضْحِك.
ويبدو أن الدور صُنِع خصيصاً لرينولدز، وموهبته في اختيار التوقيت، ساعدا في الاستفادة من السيناريو الذي يجعلك تنفجر من الضحك.
وكذلك ساعد الأداء العجيب لشخصيته، في جعل الفيلم مُختلفاً عن أفلام الأبطال الخارقين السابقة.
أما عن السبب الآخر الذي أدى إلى نجاح Deadpool، فهو أنه تمسّك بالشخصية الأصلية بحذافيرها، بداية من الاندماج تماماً في الدور وكسر الحاجز التمثيلي، وحتى عرض مشاهد العنف المُفرِط، كان هذا هو ما ينتظره مُحبو Deadpool.
يُشعرك Deadpool وكأنه انتصار لكل المُشاركين فيه. البعض أخبروا فريق العمل وطاقمه بأن الفيلم لن يتم، ولكنهم اتحدوا جنباً إلى جنب، وخرجوا إلينا بفيلم أحبه الملايين.
قد يكون وصوله لقائمة أفضل 250 فيلماً على موقع التقييمات IMDB مُبالغاً فيه قليلاً، ولكن يظل Deadpool يُمَثّل مجموعة متكاملة بالنسبة لمحبي الشخصية وحتى الجمهور غير مُعتاد هذه الشخصية غريبة الأطوار.
7. Popstar: Never Stop Never Stopping
إن كان فيلم Hot Rod يثبت شيئاً، فإنه يثبت أن حس الفكاهة لدى آندي سامبيرج لا يحظى بجاذبية واسعة.
ورغم حصوله على شخصية كلاسيكية مؤخراً، فإن النُقاد هاجموا فيلم Hot Red بشدة عندما أُصْدِر في البداية. والغريب في الأمر، أن النكات العبثية الغريبة، أثارت سخط الجمهور، عكس المقصود في الفيلم.
وبعد ما يقرب من 10 سنوات، قرر سامبيرج لعب دور البطولة في فيلم آخر من إنتاج شركة Lonely Island للمخرج أكيفا شافر. مقطع الفيديو الترويجي للفيلم، جعله يبدو كأنه فيلم آخر صُنِع خصيصاً لمحبي سامبيرج، ولن يلقى رواجاً كبيراً لدى باقي الجماهير. ولكن لحسن الحظ، كان نجم موسيقى البوب على استعداد للقيام ببعض التنازلات.
ورغم ذلك، ما يزال الفيلم مُشابهاً للأفلام التي تنتجها شركة Lonely Island، حتى جميع أفراد العمل. ومع ذلك، عكس فيلم Hot Rod، تمكّن الفيلم من ترك النكات السخيفة خارجاً.
الفيلم من أنواع الأفلام الساذجة نفسها التي يلعب فيها آندي سامبيرج دور البطولة، ولكن من دون الأشياء المُشابهة لمشاهد المونتاج التي تستغرق 45 ثانية، ويظهر فيها شخصان يوافقان بعضهما على كلام بعض بطريقة غريبة ومُضحكة. وكانت النتيجة، ظهور أحد أكثر الأفلام المُضحكة لهذا العام، إن لم يكن الوحيد.
ولحسن الحظ، لا تضم هذه القائمة الأفلام الأكثر نجاحاً للدرجة التي تثير استغرابنا؛ بل تحتوي على الأفلام التي صُنِعَت بشكل جيد ومُدهِش، عكس المتوقع. وإن سار كل شيء تبعاً للخطة الموضوعة، فإن فيلم Popstar سيتبع مسار فيلم Hot Rod نفسه ويصنع مذهباً جديداً من الأفلام الكلاسيكية.
8. Barbershop: The Next Cut
في البداية،أظهر الفيلم الدعائي للفيلم وكأن قصته مألوفة للغاية، وتفتقر إلى وجود أفكار جديدة. وثانياً، وهو الأهم، أن فيلم Barbershop: The Next Cut خرج على المشاهدين على أنه مُجاملة لمُخرج فيلم Scary Movie 5 وفيلم Soul Men.
وبكل صراحة، يُمكننا القول بأنه لم تكن هناك أي عوامل مُساعدة للفيلم أو مُسانِدَة له قبل إطلاقه.
مَن كان يظن أن فيلم Barbershop: The Next Cut من أفضل الأفلام من بين قائمة الأفلام التي لم تحظَ بتصنيف جيد في فئة الدراما الكوميدية! لا يحتوي الفيلم فقط على كمية كبيرة من الفكاهة؛ بل يُعد من أكثر الأفلام القريبة للقلب والذكية من بين سلسلة أفلام Barbershop حتى الآن.
فقد تطرق الفيلم إلى مناقشة قضايا لا تجرؤ على مناقشتها أي أفلام أخرى مُشابِهة له، وقام بذلك بأسلوب مُثير في معظم الأحيان.
عادة ما تنتمي أفلام Barbershop إلى قائمة الأفلام المُتخصصة إلى حد ما. وعلى الأرجح، سيكون الأشخاص الذين يحبون الأفلام السابقة من السلسلة، قد شاهدوا هذا الفيلم الجديد بالفعل. ومع ذلك، نصيحتي لمُحبي الفيلم الذين لم تسنح لهم الفرصة لمشاهدة الجزء الأخير The Next Cut، ولجميع الأشخاص الذين لم يتابعوا أياً من الأجزاء السابقة كذلك، أن يلقوا نظرة على هذا الفيلم ويعطوه فرصة، فهو قادر على جعل المشاهد يضحك من قلبه.
9. Central Intelligence
قد يكون كيفن هارت أحد أشهر الكوميديين في العالم الآن، ولكن تاريخ أفلامه لا يضم الكثير من الأفلام القوية.
وبينما تحصد أفلامه إيرادات جيدة في شباك التذاكر، إلا أن النُقاد يميلون إلى القضاء على تلك الانتصارات.
ولذا، عندما بدأت المقاطع الترويجية لفيلم Central Intelligence في الظهور، وهو فيلم عن أحد أفراد الشرطة يقوم بدور البطولة فيه هارت ودواين جونسون، لم يتحمس الناس كثيرً؛ فلم يتوقعوا خروج فيلم عظيم يستحق حبسهم أنفاسهم من أجله.
فالأفلام التي تتمحور حول دور أحد رجال الشرطة، غالباً ما تكون سيناريوهات تمثل الهروب من الواقع، ولكن كان من الصعب أن يصمد فيلم Central Intelligence أمام العوامل الأخرى التي اجتمعت لتعمل ضد نجاح الفيلم.
وبكل صراحة، لا يمكننا القول بأن فيلم Central Intelligence فيلم عظيم، ولكنه قطعاً، فيلم جيد.
وربما يكون التناغم ما بين جونسون وهارت هو أثمن ما في الفيلم. فأداء جونسون الخارج عن المألوف للشخصية، يتماشى كثيراً مع كيفين هارت، والذي يؤدي دوره بدقة شديدة، تثير الدهشة. ولنكونَ أكثر تحديداً، يمكننا القول بأن كل منهم لعب دوره خارج الإطار المُخطط له، ونجح الأمر لدرجة مثيرة للدهشة.
كان النص أذكى مما نتوقع، ولكن، يظل فيلم Central Intelligence رغم كل شيء، يمثل فيلماً من أفلام موسم الصيف ذات القصة الانهزامية والهروب من الواقع.
ومع ذلك، عندما يظهر الأبطال الحمقى على الشاشة، يَصْعُب عليك عدم الاستمتاع بوقتك. ويُعد فيلم Central Intelligence من الأفلام التي تحكي قصة شُرطي وتجبرك على ترك عقلك خارجاً قبل الدخول لمشاهدته، فهو غير مُتسق تماماً من حيث الجودة، ولكنه متناغم بشكل تام من حيث المتعة.
10. The Shallows
فيلم The Shallows هو الأفضل بعد فيلم Jaws في فئة الأفلام التي تحكي قصة هجوم إحدى أسماك القرش. لا يوجد مجال واسع للمنافسة بين الفيلمين. وبالإضافة إلى هذا الفيلم، ربما يكون هناك فيلمان آخران فوق المستوى المتوسط في أفلام أسماك القرش للاختيار فيما بينهم، وهما فيلم The Reef والأدنى منه قليلاً في المستوى، فيلم Open Water.
نعلم جيداً أن صانعي فيلم The Shallows لم يقوموا بإضاعة الوقت والمجهود في الإتيان بفكرة موجودة بالفعل، ولكن الفيلم يحتفظ ببعض الحيل المهمة في جعبته. أهمها، أن فيلم The Shallows يجعلك تغرق في تفاصيله في أثناء مُشاهدته؛ إذ إنه (في الغالب) عَرْض قائم على امرأة واحدة. ومن الواضح أن ليفلي أرادت المشاركة في الفيلم؛ لأنه يذكرها بدور زوجها في فيلم Buried.
ورغم أن فيلم Buried يعد أكثر تميّزاً؛ إذ إن رينولدز هو الممثل الوحيد الذي تراه طوال الفيلم -حرفياً- ولا يظهر غيره على الشاشة،، فإن فيلم The Shallows لا يزال يتبع في الغالب التركيبة ذاتها، عن طريق جعل بليك تظهر مُنفردة فيما يقرب من ثلاثة أرباع مدة عرض الفيلم. ونتيجة لذلك، تشعر كأن The Shallows، فيلم أحمق عن أسماك القرش، وهو أقرب إلى كونه فيلماً تقليدياً يحكي عن محاولة النجاة مثل أفلام All is Lost وكذلك 127 Hours.
الأمر الوحيد الذي جعل الفيلم جديراً بالمُشاهدة، هو أداء ليفلي الجيد؛ إذ إنه يعتمد بشكل أساسي على تمثيلها فيه. ولحسن الحظ، أظهرت ليفلي أداءً رائعاً كضحية سيئة الحظ لسمكة القرش. بدأ مشوار بليك ليفلي الفني وهي في التاسعة والعشرين من عُمرها فقط. فقد كان فيلم The Shallows هو فيلمها الأول الذي يُظهر قدراتها كممثلة قادرة على القيام بأدوار أكثر تحدّياً.
وللفيلم نمط خاص مفيد ولا يمكن إنكاره. فيجتمع علم التصوير السينمائي المُذهل مع التصحيح الرائع، ليخرج علينا في النهاية فيلم مثير للمشاهدة. وعندما تزيد الأحداث إثارة، يحرص فريق الإنتاج على التأكّد من أنك لا تشاهد فيلماً مُماثلاً لأفلام أسماك القرش التي شاهدتها من قبل مراراً وتكراراً.
وإن لم يكن أداء ليفلي كافياً لخلق حالة من التوتر، فالاستخدام الذكي للمَشَاهِد المعروضة بالحركة البطيئة، والتحول ما بين المشاهد، يفيان بالغرض.
ورغم النتائج الإيجابية لمقارنة الفيلم بفيلم Jaws، فإنك يجب ألا تتوقع شيئاً يُماثله في الجودة. ومع ذلك، يمكنك أن تتوقع مشاهدة فيلم أخّاذ، أكثر من أشباهه من الأفلام التي ظهرت في العشر سنوات الماضية. لا يُمَثّل الفيلم ثورة في فئة أفلام القرش، إنما هو مليء بالإثارة ومُمتع حقاً!
– هذا الموضوع مترجم عن موقع Taste of Cinema. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.