لم يتطلب الأمر وقتاً طويلاً بعد انتخاب المرشح الجمهوري الرئيس الـ45 للولايات المتحدة لطرح سؤال حول الهجوم المتوقع على الرئيس والذي من المتوقع أن يحدث في حفل جوائز أوسكار عام 2017 ، فالهجوم آت لا محالة لكن السؤال الأصح بحسب الكاتب توم شون "من الذي سيشنّ الهجوم الأعنف على ترامب في حفل جوائز الأوسكار لهذا العام؟".
ونفى شون في مقالته المنشورة على صحيفة Newsweek أن يكون الوقت ما زال مبكراً للتكهن؟ مؤكداً إن موسم الأوسكار، مثل موسم الانتخابات، "صار ممتداً بشكلٍ ضخم؛ فنجومٌ مثل إيما ستون، وأيمي آدامز، وهيو غرانت ووارين بيتي يكتسحون حفلات الاستقبال والمهرجانات والعروض لأسابيع، إن لم يكن لأشهر، وحفل جوائز اختيار النقاد -وهو مؤشر دقيق بشكلٍ عام على جوائز الأوسكار- تم تقديم موعده إلى يوم الحادي عشر من ديسمبر/كانون الأول، وتتبعه ترشيحات جوائز الغولدن غلوب بعدها بيوم".
هذا نص المقال
من المستبعد أن يحضر ترامب الحفل المُذاع يوم الـ 26 من فبراير/شباط 2017 ، والذي يقدّم فرصة لهوليوود لإبراز معدنها الليبرالي الأصيل.
السنة الماضية تحولت إلى سباقٍ ماراثوني لمهاجمي ترامب: المخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليز إيناريتو تسلّم جائزة أفضل مخرجٍ عن فيلم The Revenant داعياً إلى أن "نحرر أنفسنا من كل التحيز، ومن كل هذا التفكير القبلي الذي تعرفونه"؛ أما آدم مكاي، الحائز على جائزة أفضل كاتب سيناريو عن فيلم The Big Short، فحذّر العامة من "البنوك الكبيرة، والنفط وأصحاب المليارات غريبي الأطوار"؛ وآندي سيركس، في تقديمه لجائزة المؤثرات البصرية، شبّه ترامب بـ"وحش مصاب بجنون العظمة مهدد للكوكب".
حسناً، سيكون وحش سيركس في المكتب البيضاوي بحلول ليلة الأوسكار.وحتى قبل ترامب، كان حفل الأوسكار لعام 2017 يتشكّل ليصبح تكذيباً موجّهاً للاتهام الذي كثُر التغريد حوله – تحت هاشتاغ #OscarsSoWhite – بأن حفل العام الماضي افتقر إلى التعددية.
ووافقت الأكاديمية، التي وخزها الاتهام، بالإجماع على سلسلة من التغييرات الهادفة لتجديد قاعدة عضويتها وتوسيعه، ومن حسن الحظ، فقد كان هذا عاماً قوياً للممثلين السود، ماهرشالا علي منافسٌ قوي على جائزة أفضل ممثل مساعد، عن دوره كتاجر مخدرات خيّر في Moonlight.
بينما من المحتمل أن تفوز روث نيجا بترشيحٍ عن دورها في Loving، ويحكي قصة لزوجين من ولاية فيرجينيا اللذين غيّر زواجهما المختلف الأعراق، وجه القانون الأميركي.
أما دينزل واشنطن وفيولا ديفيش فمرشّحان مفضّلان لجوائز أفضل ممثل وممثلة في أدوار رئيسية عن فيلمهما Fences، والمقتبس عن مسرحية أغسطس ويلسون الفائزة بجائزة البوليتزر عن صراعات زوجين متوسطي العمر من ذوي البشرة السوداء في خمسينيات القرن الماضي.
وتقول الشخصية التي يلعب دورها دنزل واشنطن في مشهدٍ من الفيلم، "بعض الناس يبنون أسواراً لإبقاء الناس في الخارج، والبعض الآخر يبنيها لحبس الناس في الداخل". لا أرى أي سبيل لعدم اقتباس هذه المقولة ليلة الحفل.
والأفلام تؤدي بشكلٍ مختلف في عهد ترامب. من كان يظن للحظة أن فيلم Jackie، تصوير بابلو لارين الانطباعي لجاكي كينيدي بعد اغتيال الرئيس جون كينيدي -والتي تلعب دورها ناتالي بورتمان بأداء يضع الجائزة نصب عينيه- سيعمل كمعالجة للحزن الليبرالي على نتيجة الانتخابات؟
من كان يظن أن فيلم Arrival، فيلم دينيس فلينوف عن اتصال البشر بالفضائيين، بمطالبته المهيبة بتعاونٍ دولي أوثق، سيجد صداه إلى هذا الحد لدى الجماهير، فقد كتبت جيا تولنتينو في مجلة New Yorker تصف السفينة الفضائية في Arrival، "بالخارج، العالم منغمس في الخوف، والذعر، والتأزم. في الداخل، هناك إحساس بالوحدة، واللا وصف، والقوة"، وهو ما تصادف كونه شعور الكثير من الأشخاص في الولايات المتحدة الآن: كما لو أنّ رحلتنا بين الكواكب ضلت طريقها، واستيقظنا لنجد أنفسنا، بطريقة ما، على كوكب المريخ.
يقول روبرت دي نيرو إنه يشعر الآن شعوره "بعد 11 سبتمبر/أيلول"، وتساءلت مجلة Vanity Fair، "هل ستفعل الأكاديمية مثلما فعلت في صحوة حرب العراق مع فيلم Chicago، وتحتضن فيلماً موسيقياً نوستالجياً؟"، مُشيرة إلى فيلم داميان شازيل المغازل لأفلام هوليوود الموسيقية القديمة، La La Land.
"هل ستستمر في مجهوداتها تجاه التعددية وتتحول تجاه فيلم Moonlight أو Fences؟". حقيقة أن انتخاب ترامب يُقارن باندلاع الحرب، وبأكثر هجوم فتكاً على أرض الولايات المتحدة يُقدم مؤشراً دقيقاً عن رؤية هوليوود لترامب: مبتدئ برتقالي البشرة، نجم تليفزيون الواقع، وعضو اتحادٍ مغفل بشعرٍ ومكياج سيئ، يبني ديكوراته الخاصة المطلية بالذهب. إنّه الرعب.
ترامب، بعد صمتٍ غير معتاد على تويتر خلال ليلة حفل الأوسكار العام الماضي، خرج على شبكة Fox متذمراً بأنها كانت "ليلة رائعة للمكسيك"، بعد فوز إيناريتو.
هل يصمت هذه المرة؟ يأتي حفل الأوسكار بعد أسابيع قليلة من تنصيب الرئيس المنتخب، والذي يأتي بعد فترة انتقالية؛ وجد فيها الوقت حتى الآن ليتشاجر مع برنامج Saturday Night Life ومع فريق عرض Hamilton حجم الهدية التي قدمها ترامب لليبراليين في هوليوود صار واضحاً الآن: أخيراً، جاء رئيس جمهوري يكترث لما يعتقدونه.
هذا الموضوع مترجم عن مجلة Newsweek. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.