لا يمكن للمصمم إهمال دراسة وفهم الدلالات اللونية؛ لتطبيقها في عملية إنشاء التصميم، خصوصاً إذا كان الأمر متعلقاً بشكل أساسي بعملية التصميم الدعائي/ الإبداعي؛ لما لها من انعكاسات نفسية للعميل تجعلهُ يفضل هذا المنتج على غيره، فقط لأن ألوانه وشكله اُخْرِجَ بعناية وجمالية عالية!
فمن وسائل إيصال الفكرة للمشاهد عنصر اللون؛ إذ لا يكفي أن يكون المصمم ملماً ببرامج التصميم فحسب، إنما عليه أن يكون ملماً بالجوانب الثقافية والمعرفية للتعامل مع عناصر العمل، من اختيار الألوان التي تتناسب مع رسالة التصميم وفكرته.
فبحسب دراسة نشرتها مؤسسة (Kiss Metrics) تبين أن "85% من العملاء حددوا اللون كعنصر أهم وراء اختيارهم شراء منتج ما دون غيره، وهذا اللون هو الذي يزيد من تمييز (العملاء) للعلامة التجارية بنسبة 80%، وتتطرق الدراسة إلى الانطباع الذي تتركه الألوان المختلفة علينا أثناء التسوق".
ولست بصدد أن أطرح معاني الدلالات النفسية للألوان، فالمواقع غنية لمن أراد أن ينمّي من ذوقه وخياله؛ لكني أود التأكيد على أهمية الموضوع وفهمه قدر المستطاع.
فكرة عملية
استلهم من (الطبيعة، التلفاز، المجلات، أعمال مصممين آخرين، إعلانات الشوارع والإنترنت!) بعض الأفكار اللونية الإبداعية.
الفكرة حولك!
إن عملية ابتكار أفكار جديدة ليست بالأمر الهين، لكنها ليست بالأمر الصعب – جداً – فالكثير من الأفكار أمام ناظريك بقربك في كل شيء من حولك.
ينبغي للمصمم أن يكون أكثر عمقاً في فهم الأشياء التي حوله، وتحليلها، وإعادة استخدامها كلها، أو جزء منها، وتقديمها بحلة جديدة!
فابتكار الأفكار طريقة عملية وعلمية نشأت في أواخر الثلاثينات على يد العالم "ألكس أوسبورن"، الذي كان يؤمن بأن النجاح يتطلب طريقة مبتكرة، هذه الطريقة تعمل وفق مبادئ أو قواعد بسيطة هي:
1 – الانتقاد غير وارد: لا تنتقد الفكرة مهما كانت تافهة أو مستحيلة.
2 – الانطلاق بحرية مسموح: كلما كانت الفكرة متهورة كان ذلك أفضل.
3 – النوعية ضرورية: ازدياد عدد الأفكار يعني زيادة في أعداد الفائزين.
4 – الدمج والتحسين ضروريان: إمكانية دمج الأفكار مع بعضها، أو تحسين بعضها.
فكرة عملية
(دوّن كل فكرة تدور في رأسك، سمعتها، قرأت عنها، شاهدتها.. اكتب كل شيء في دفتر صغير ولا تقل لي ليس عندك دفتر!).
الخيال
يقول فرانك تيبولت: "يجب أن نتعلم ألا ننتظر الإلهام لنبدأ عملاً ما، فالأفعال هي ما تأتي بالإلهام، أما الإلهام فنادراً ما يأتي بالأفعال".
إن كنت تعتقد أن الأفكار جزء من الخيال فأنت واهم؛ لأنه لا أفكار بدون خيال، فالركيزة الأساسية لتوليد الأفكار هي الخيال.
فلقد برهنت التجربة على أن العمل الذي يولد في الخيال، يمكن تحقيقه في الواقع الخارجي، كما برهنت التجربة على أن كل الإنجازات البشرية كانت في يوم من الأيام أحلاماً عند أصحاب الخيالات الخصبة.
وعليه فعملية تنمية خيال الفنان لها أساليب كثيرة لا قيمة ولا وزن ولا أثر لها، إذا لم يكن حب المهنة عندك ذا أهمية عالية بغض النظر عن المردود المالي.
خطوة عملية
(تحرك!، تأمل في نتائج الآخرين، التفكير خارج الصندوق، الاستلهام من الطبيعة، الجمادات، ما تشعر به، جملة أثرت بك).
فكلها حجر أساس لإلهامك الخيال كي تبني عليه تصميمك الرائع!
تذوق عملك قبل نشره!
لا يوجد أجمل ولا أرقّ من لفظة الذوق، فهو أسمى المعاني التي عرفتها البشرية فهو أساس الجماليات والسلوكيات في الحياة.
لا يمكن أن نقول إن فلاناً مصمم فنان صاحب حس جميل ومرهف، إذا لم يكن ذواقاً في اختياره تفاصيل عمله بعناية.. الخط… اللون… الصور.. إلخ.
تنقل المشاهد من عالمه إلى عالمك الخاص المليء بالجمال والحس والتناسق بين كل جزئية في تفاصيل العمل.
فإن لم يحصل هذا الإحساس في عملك لدى المشاهد فإن التصميم لم يكن إلا إهداراً لوقتك وجهدك.
فمن ذاق عرف، ومن عرف ذاق!
استشر الجميع وافعل ما تراه مناسباً!
يحكى أن رساماً رسم لوحةً لبيت وبجواره نهر صغير، فكان -في تقديره- آيةً في الإبداع، قرر الرسامُ أن يختبئَ وراءَ ستار ليراقبَ ويستمعَ إلى ملاحظات المارَّة، توقف أحدهم معجباً، لكنه ما لبث أن امتعض من بنية البيت، خرج الرسام من مخبئه، واستجلى حقيقة رأيه، وسأله عن صنعته، فأجابه الرجل أنه مهندس معماري، فسرعان ما عمل الرسام بنصيحة الرجل، وأجرى على الصورة تغييراً ما، وبعد المدة القصيرة، مرَّ المهندس نفسُه ثانيةً من نفس المكان، وعلق قائلاً: لو كان النهر كيْت وكيْت، خرج الرسام إليه ثانيةً، ولكنه قال له هذه المرة: ليس هذا اختصاصَك، فامضِ لسبيلك!!
اللون.. الأفكار.. الخيال.. الذوق.. كلها يكمل بعضها البعض لأجل أن يكون المصمم ذا مهارة ذوقية بخيال متجدد وذوق عالٍ، فاعمل على تغذيتها بكل ما أوتيت من معرفة!
ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.