تعاقب عدة مخرجين مشهود بكفاءتهم على إخراج حلقات المسلسل الملحمي الشهير Game of Thrones، لكن ما قام به ميغيل سابوشنك مخرج حلقة Battle of the Bastards كان فذاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حسب ما وصف موقع Entertainment Weekly.
فمتابعو المسلسل الملحمي حصلوا على ما يريدونه من الحلقة التاسعة من الجزء السادس التي طال انتظارها، لينتصر جون سنو قائد التحالف الذي يمثل House Stark على رامزي قائد House Bolton، بعد أن وصلت قباحة تصرفات رامزي إلى درجة كبيرة جاء معها نصر سنو محتوماً.
لكن هذا الانتصار جاء ممتعاً بسبب خصوصية مشهد المعركة، فقد ذكر موقع EW أن المخرج نفّذ مشهد معركة Battle of the Bastards "على نطاق ضخم وشديد الخصوصية. في الواقع إنه كان عملاً بطولياً، القائمون على إنتاج المسلسل عاجزون عن مقارنته بأي مشهد معركة في أي عمل فني أو فيلم".
وجاء في تقرير الموقع الفني أن المنتجين ديفيد بينوافو دي بي ويس، قرّرا بالاتفاق مع المخرج الاتجاه إلى التاريخ، ليأتوا بمثل هذا المشهد الذي لا مثيل له، حيث استوحيا المشهد من معركتين تاريخيتين
الأولى.. معركة "كاناي"
وهي واحدة من أشهر المعارك التاريخية التي خاضها القرطاجيون بقيادة قائدهم التاريخي التونسي هنيبعل، وهي التي تمكنوا فيها من الانتصار على الرومان في معركة جرت في كاناي، الواقعة جنوب شرق إيطاليا، في 2 أغسطس/آب من العام 218 قبل الميلاد.
وفيها استخدم هنيبعل ما يُعرف في الكليات العسكرية بتكتيك الكماشة. وحقق استخدامه لهذا التكتيك ناجحاً مذهلاً لدرجة أنه أدى إلى تدمير الجيش الروماني تحت قيادة لوسيوس اميليوس باولوس وغايوس ترينتيوس فار، رغم أن الرومان فاقوا جيش هنيبعل عدداً وعدة.
وقال ويس، "كانت هذه المعركة وخطة الكماشة دليلنا".
القائد القرطاجي هنيبعل
المعركة الثانية
فهي معارك الحرب الأهلية الأميركية، وكان الجانب الذي استوحوه منها هو كثافة المقاتلين. فبحسب المنتج باينوف، فإن "كثافة أعداد المحاربين في معارك الحرب الأهلية.. كل هؤلاء المقاتلين.. كل هؤلاء الرجال.. تكدّسوا في ساحة المعركة الضيق المساحة.. عندما تقرأ عن مدى التواجد الكثيف للمقاتلين ستعرف أن تكدسهم كان في الواقع عائقاً في ساحة المعركة".
وكان هدف صنّاع العمل أن يعيش المشاهد في قلب المعركة وكأنهم داخلها، وكذلك تجسيد معركة غير مسبوقة بين جيشين بشكل لم يسبق أن قام به أحد حتى الآن.
يقول ويس، "منذ البداية كنا على دراية أن ما ينقص المسلسل هو معركة من معارك القرون الوسطى، حيث يلتقي جيشان عدوان ليتقاتلا بكل ما يملكان من قوة حتى ينتصر أحدهما ويهزم الآخر، ورجعنا إلى أرشيف الأفلام فلم نجد معركة واحدة أوصلت للمشاهد هذين العاملين: الأول أن تشعر وكأنك داخل المعركة، والثاني أن تشعر بجغرافية الحرب وما يحدث فيها".
وأنهى بينواف قائلاً، "أردنا أن يشعر المشاهد بمدى عبثية الحرب، فالمحارب تنهال عليه الأسهم من كل مكان، والناس تقتل.. الناس يتعثرون بالأحصنة.. أن تبقى على قيد الحياة يعود لكونك محظوظاً.. جون سنو مقاتل شرس لكن سبب نجاته هو أنه محظوظ".