نحتار أحياناً في الحياة عندما نصادف أشخاصاً لا نستطيع تحديد مشاعرنا تجاههم، حالة يشعر فيها الإنسان برغبة في بغض أحدهم، دون أن يتمكن من ذلك.
المشاعر التي نمر بها في حياتنا تنطبق على الشخصيات التي نتابعها في المسلسلات التلفزيونية.
فيما يلي، نستعرض شخصيات شريرة وقع المشاهد المتابع للدراما الأجنبية في حبها:
فرانك اندروود House of Cards
يعلم فرانك اندروود جيداً ما الذي يريده، ويدرك تماماً كيف يبلغ مراده. وهو بالتأكيد يفعل ذلك من خلال أساليب أكثر إيذاءً من التي يمكن أن يلجأ لها الناس بغية تحقيق أهدافهم.
تطّلع اندروود إلى قمة السلطة، ولجأ من أجل ذلك إلى العديد من الطرق الملتوية والابتزاز وحتى القتل، كل هذا والمشاهد لا يملّ من التعلق بلهجته وكسره للحاجز الرابع الذي يخاطب به الجمهور مباشرةً، ما زاد المتفرج تعلقاً به ورغبةً في معرفة ما الذي يدور في خَلَد الرجل الداهية؟ وما خطوته القادمة؟
وربما كان لسان حال المشاهد يقول إن ذنبه مغفور، فلا أحد يستطيع أن يبلغ تلك الدرجة من النجاح داخل دوامة الدوائر والعلاقات السياسية بالغة التعقيد في واشنطن، مثلما يفعل هو دون أن يرتكب أخطاءاً تذكر.
دون درايبر Mad Men
نتطلع بإعجاب إلى نجاح دون درايبر في عمله كشريك في شركة إعلانات تقع في مانهاتن بنيويورك، فهو مليونير عصامي، لكنه ظل طوال المسلسل شخصية قسمتنا؛ فمن ناحية هو رجل صريح، ومن ناحية أخرى شخصية شديدة الأنانية.
أضف إلى ذلك أناقته الشديدة وربطات عنقه المميزة التي قد تجعل منه رجلاً مغفور الأخطاء، وهذا لا يعني أن المشاهد الذي يشعر بذلك يعاني من خلل ما في الشخصية يجعله يميل إلى تمجيد الأشخاص الظالمين، بل يعني أن الدماغ يقود الإنسان إلى سيكولوجية انتقاء الأجمل من الصورة العامة.
وصفه شريكه في العمل جيم كالتر بأنه متنمّر وسكّير ولاعب كرة يرتدي بدلة، بينما وصفته طليقته بالصديق السيئ القديم، ورغم ذلك استطاع درايبر أن ينتصر عليهما معاً دون أن يشعر الجمهور بالحرج من الفرح بذلك.
لايدي ماري Downton Abbey
تقف وراء نجاح مسلسل Downton Abbey حبكة درامية ممتازة، ناهيك عن شخصيات آسرة، تأتي على رأسها شخصية لايدي ماري كراولي الابنة الكبرى لروبرت كراولي الرجل شديد الثراء.
شخصيتها مغرورة ونرجسية تعشق ذاتها إلى أبعد الحدود بسبب طريقة تربيتها وحياتها شديدة الرفاهية، لكن مهما كان رأي الجمهور بهذه الشخصية فلا شك أن عنادها ورفضها طاعة الآخرين جعل شخصيتها طاغية ومنتظرة حلقة بعد أخرى، وزادت من نجاح العمل ككل، فهي باردة ووقحة وسريعة البديهة عندما يتعلق الأمر بالرد في أي نقاش تخوضه.
ولكن بالرغم من كل هذا ليست بلا مشاعر، لكن مشاعرها غريبة وغير مفهومة، وقد بكت بالفعل في أولى حلقات المسلسل عندما علمت بغرق خطيبها، أحد ضحايا "تايتانك"، لكنها لبّت دعوة إلى العشاء في نفس الليلة قائلةً، "أنا أبكي لأني لست حزينة كفاية على ما جرى وهو أمر محزن!". وهي جملة من حوار عبقري دار بينها وبين أختها لخّص للمشاهد من البداية ملامح هذه الشخصية المركبة.
جايمي لانستر Game of Thrones
من المهم ألا ننسى أن جايمي ابن واحدة من أهم العائلات، وهو متكبر وغني، وهو صاحب مهارات في القتال، ما يجعل مَنْ حوله يحقد عليه.
كل هذا يعتبر مسموحاً إذا ما قُورن بما فعله مع بران، حين ألقاه من ارتفاع شاهق محاولاً قتله، وأقدم بالفعل على قتل جوري كاسل، إضافة إلى قتله مجموعة من رجال ستارك.
كما أنه أقام علاقة محرمة مع شقيقته، وخان مليكه، مرات ومرات بل وتآمر ليستولي على العرش من الملك روبرت الذي هو أولى به.
ورغم أنه أنقذ كينغز لاندينغ من السقوط بيد آيرس، إلا أن شرّه أكبر بكثير من عمل واحد صحيح.
والتر وايت Breaking Bad
لم يكن تورط والتر في تجارة المخدرات من أجل كسب المال فقط، فقد دأب على التخلُّص من كل مَنْ أن أراد أن يرفض سيطرته عليه، وفي كل مرة شعر فيها بأنه سيكون تحت رحمة أحدهم في ذلك العالم المريب، كان يفلح في نصب شرك محكم تماماً كلاعب الشطرنج المحترف للإيقاع بالخصم.
وفي كل مرة كان الانتقام أكبر؛ لأنه نموذج حي لاجتماع الطمع والاعتزاز بالنفس في تركيبة شخص يرفض الاستسلام أو الخسارة.
كان هناك مشهد لا يُنسى من الجزء الأول من مسلسل Breaking Bad، عندما احتجز هايزنبرغ (اسم والتر الحركي) شخصاً كشف أمره، وتردد في إطلاق سراحه، ليكتشف بعدها أن المحتجز أخفى قطعةً من طبق مكسور فأدرك أنه يخطط لقتله لا محالة، وبالفعل دار عراك بين الرجلين انتهى لصالح هازنبيرغ الذي تحوّل في لحظة إلى قاتل يأبى الهزيمة.
أناليس كيتنغ How to Get Away with Murder
تعتبر هذه الشخصية من أكثر الشخصيات المثيرة للحيرة للمشاهد الذي يتابعها، خصوصاً أنها شخصية نسائية غامضة تجتمع فيها كل التناقضات.
أناليس تعمل محاضرةً في مجال الحقوق، أي أنها ينبغي أن تكون قدوة لطلابها الذين يتعلمون منها الكثير، لكنها تسترت على جريمة قتلهم لزوجها وتعمّدت أن تظهر جهلها بالموضوع.
ورغم ذلك فهي تتفنن في اختيار القضايا التي يرفضها كثيرون من زملائها، إما لإيمانها بحق أن المتهم مظلوم أو أن وراء القضية نصرة لقضية اجتماعية أو سياسية عادلة تجسدت أمامها في صورة نصرة إنسان واحد.
هي مخيفة حتى وهي تجامل غيرها، لأنها تدس الإهانة في المجاملة كما يدس السم في العسل.
تدرك تمام الإدراك أنها الأفضل في مجالها، وهي لا تخجل من أن تُرِي من حولها مهاراتها لتذكرهم دوماً بأنها لا تهزم.
آرثر ميتشل Dexter
قدّم الممثل الأميركي جون ليثجوز شخصية مركبة ومخيفة لرجل يعيش حياةً مثاليةً، يذهب إلى الصلاة في الكنيسة وينعم بحياة عائلية مستقرة لقيامه بكل واجباته كزوجٍ وأب، بل ومعلّمٍ محترمٍ ومحبوبٍ من كل تلاميذه، أضف إلى ذلك تطوّعه في مؤسسة تعنى ببناء بيوت لمن لا مأوى لهم.
لكنه وراء كل هذا يخفي سراً رهيباً أخفاه عن كل من حوله لما يزيد على 30 عاماً، فهو قاتل يتخفى وراء المؤسسة الخيرية التي يتطلب التطوع فيها الغياب والسفر لفترات تقصر أو تطول.
وهو يقتل 4 ضحايا في العام، ويقتل في كل مرة ضحيتين، وبلغ عدد ضحاياه على مدى الأعوام الـ 30 التي قضاها يعيش بوجهين 264 ضحية، أضف إلى ذلك قتله والده وشخصيتي كايل باتلر وريتا مورغان يكون العدد 267.