"شيرين عبَّرت عن قصة حياتي في 4 دقائق".. هكذا رأت الشابة المصرية آلاء (31 عاماً) أغنية المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب الجديدة، التي تميَّزت بطريقة إخراج غير معتادة.
ونجح مؤلف الأغنية، أمير طعيمة، في استعراض معاناة الكثير من الزوجات العربيات والمصريات، خصوصاً عبر الكلمات التي غنَّتها المطربة المصرية شيرين في أغنيتها الأخيرة "تاج راسك". الأغنية تناولت تضحيات الزوجات للحفاظ على بيوتهن من خلال عرض مبتكر بالرسوم المتحركة (أنيميشن).
آلاء المتزوجة منذ 6 سنوات، التي اكتفت بإعطاء اسمها الأول فقط خشية أن يتعرف عليها زوجها اشتكت من معاملة زوجها قائلة: "زوجي يُهملني بشدة، أدرك أنه يخونني وإن لم يكن معي دليل واضح، لكنني أحاول الحفاظ على بيتي حتى لا ينهار، حفاظاً على مستقبل ابنتي البريئة البالغة 3 سنوات".
وقالت فـ "عربي بوست" باستحياء واضح "حتى حقوقي الزوجية نادراً ما أحصل عليها"، قبل أن تنفجر في البكاء وتُنهي الحديث.
ولاقت أغنية شيرين نجاحاً لافتاً، إذ بلغت مشاهدات الأغنية نحو 5.4 مليون مشاهدة حتى اليوم الأخير من شهر أكتوبر/تشرين الأول.
كما تمت مشاركتها ملايين المرات على الشبكات الاجتماعية من قبل مصريات وعرب، يرون أنّها عبَّرت بشكل واضح وجريء عن مشاكلهن الشخصية، وأوغرت جراحهن اللاتي يحاولن محوها كي يواصلن الحياة.
الأغنية مبتكرة
دعاء محمد (30 عاماً)، ومتزوجة منذ أعوام قليلة، قالت لـ "عربي بوست" إن الأعنية لم ترق لها في البداية: "رأيتها تهين نفسها بالبقاء رغم هذه المعاملة السيئة".
لكنها لم تستطع إخفاء إعجابها بالنهاية "أعجبتني للغاية حين أنهت هذه العلاقة المؤذية".
ولم تقدم شيرين الأغنية في صورة فيديو كليب، بل استعرضت المأساة في صور أنيميشن مبتكرة، تروي معاناة امرأة تحاكي ملامحها السمراء ملامح المطربة شيرين نفسها.
ويصور الأنيميشن في البداية شيرين كأنها عروس لعبة يحركها زوجها بالخيوط كما يشاء، ثم تظهر حزينة نائمة بمفردها على سريرها وهي تبكي، قبل أن تخلع في إحباط ويأس دبلة الزواج التي تسقط أرضاً.
يصور الأنيميشن تأثير الإحباط الذي تعيشه البطلة التي أجلت دراستها وحصولها على شهادتها الجامعية، وبالتالي تتخلى عن أحلامها وطموحها من أجل أن تساعده هو على بلوغ أحلامه.
وتضطر أيضاً إلى تجاهل خيانته لها "كي تحافظ على بيتها وتكذّب نفسها وتصدقه عندما يبلغها أنه يحبها من قلبه، لكن اللقطة التالية تُظهرها وهي تُخفي آثار ضرب على يدها، وهو ما يصاحبه مقطع "ولما تِقل من قيمتي مَرَكِّزشي وأقول عادي".
قرب النهاية، تُعد حقيبة سفر تكتظ بالملابس رفقة صورة الزفاف وتسحبها نحو الباب. وهنا يعتقد المشاهد أنها قرَّرت مغادرة المنزل والرحيل.
لكن شيرين تفاجئ الجميع وهي تعطي الحقيبة الثقيلة لزوجها الذي يغادر المنزل، الذي تغلق شيرين بابه بقوة، رفقة مقطع "أنا مش جارية ولا عبدة أنا ستك وتاج راسك".
ثم يختفي الزوج في تفاصيل المدينة، فيما شيرين تتابعه من خلف النافذة.
المأساة عبر الأنيميشن
ليست آلاء وحدها، إذ تقول علا (26 عاماً)، التي طُلقت بعد عامين من زواجها إن الأغنية تتناول "حياة العديدات من المصريات والعربيات، اللاتي يسيء أزواجهن معاملتهن".
وتابعت الشابة بحزن لـ "عربي بوست": "اكتشفت منذ البداية أنَّ زوجي سيئ الطباع، لكنني حاولت تغييره دون جدوى. دخلت في معاناة طويلة استمرت عامين، قبل أن ينتهي الأمر بالطلاق".
وأعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي، أن هناك نحو 190 ألف حالة طلاق سجلت في العام 2017، مقابل 192 ألف حالة في 2016، و200 ألف حالة طلاق سُجلت في العام 2015. وأكد مركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء في مصر، في تقرير في العام 2013، أن نسبة الطلاق ارتفعت من 7% إلى 40% خلال الـ50 عاماً الأخيرة فقط، بمعدل 240 حالة طلاق يومية.
وأشار المركز إلى أنَّ عدد المطلقات في مصر وصل إلى 2.5 مليون مطلقة، وأن معظم هذه الحالات تقع في السنة الأولى من الزواج.
وأوضحت أرقام دراسة للأمم المتحدة في العام 2013، أن 47% من المطلقات أبلغن عن تعرضهن للعنف المنزلي.
وقالت الزوجة نوران مصطفى (23 عاماً) لـ "عربي بوست" إنه لا توجد امرأة تستحق هذه المعاملة أبداً. "لو حدث وتعرضت لهذه المعاملة يجب عليها أن تعيد حساباتها وتنهي العلاقة سريعاً، حتى لا تتعرض لكل هذا الأذى النفسي. لقد تأخرت شرين كثيراً في وضع كلمة النهاية".
لكن الزوجة الشابة التي تزوجت قبل ثلاثة أشهر أكّدت أن شيرين عبّرت عن كثيرات من صديقاتها اللاتي يعانين من مشاكل زوجية معقدة "لكنهن يقررن البقاء للحفاظ على بيوتهن".