موسيقى غريبة سمعها رواد الفضاء قبل 47 عاماً عندما مروا خلف القمر، ولم يعلم عنها أحد شيئاً طيلة تلك السنوات، وكشفت عنها وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، التي نشرت مقاطع صوتية مسجلة لأفراد طاقم بعثة مكوك أبولو 10 وهم يتحدثون عن سماع ذبذبات لاسلكية تشبه الموسيقى.
ففي عام 1969، أي قبل شهرين من هبوط مكوك أبولو 11 التاريخي للمرة الأولى على سطح القمر حاملاً بعض رواد الفضاء، دخل مكوك أبولو 10 مدار القمر واجتاز الجانب الأقصى له بينما انقطعت صلة المكوك تماماً بكوكب الأرض لنحو ساعة تقريبا ولم يستطع أحد على الأرض رؤية رواد الفضاء أو الاستماع إليهم، وفق تقرير نشرته النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست"، الأحد 21 فبراير/شباط 2016.
وسارت أمور البعثة على ما يرام، ولم يعلن عن أي أمر طارئ وفقاً لما تم الإعلان عنه رسمياً.
وانقضت 4 عقود قبل أن تظهر التسجيلات المفقودة التي كشفت أن هناك ما أثار قلق رواد الفضاء الـ3 أثناء التحليق على الجانب الأقصى لسطح القمر.
الأشرطة المسجلة تضمنت "موسيقى غريبة غير معتادة صادرة عن أجهزة اللاسلكي"، بحسب سلسلة قناة العلوم التي نشرت تقريرها بعنوان "ملفات غير مبررة لوكالة ناسا".
المحادثات بين رواد الفضاء الـ3 أشارت إلى سماعهم أصواتاً لم يسمعوها من قبل.
"تبدو كما لو كانت موسيقى الفضاء الخارجي".
"هل سمعت ذلك؟ صوت ذلك الصفير؟
"حسناً، من المؤكد أنه موسيقى غريبة".
استغرقت الموسيقى الغريبة نحو ساعة، وقبيل استعادة رواد الفضاء الاتصال بكوكب الأرض ثانية، ناقشوا ما إذا كان ينبغي إبلاغ مركز مراقبة البعثة عما استمعوا إليه.
"أمر لا يصدقه عقل، أليس كذلك؟"
"هل نبلغهم بذلك الأمر؟"
"لا أدري. ينبغي أن نفكر في الأمر".
وقال آل وردن، رائد فضاء أبولو 15، خلال استضافته بأحد برامج قناة العلوم: "كان فريق مكوك أبولو معتاداً على مثل هذه الضوضاء. وإذا كان هناك شيء مسجل، فمن المنطقي أن يكون هناك شيء بالفعل. سوف تحجب وكالة ناسا تلك المعلومات عن الجمهور إذا ما تراءى لها أن ذلك من المصلحة العامة".
وتم الاحتفاظ بسرية النصوص الصادرة عن بعثة أبوللو 10 ضمن أرشيف وكالة ناسا حتى عام 2008، ما أثار جدلاً متواصلاً حول طبيعة ومصدر الأصوات الغريبة التي سمعها رواد الفضاء.
ونقل "هافينغتون بوست" عن وردن قوله: "لا نسمع بخبر كهذا إلا بعد مضي سنوات على حدوثه، ثم نتساءل لماذا الآن تم كشف هذه الحوادث القديمة؟ ويصيبنا قلق، أتُراها قصصٌ مُختَـلقة أم أنها فعلاً كانت واقعاً وحقيقة؟ فالمرء لا يمكنه معرفة الحقيقة كما تعلم".
وأضاف وردن: "إذا كنت خلف القمر وسمعت ضجة غريبة على جهازك اللاسلكي وكنت تعرف أنك فاقد للاتصال بالأرض، فما هذه الأصوات في ظنك؟".
وتابع: "لدينا الكثير من الأمثلة التي استمع خلالها رواد فضاء وشاهدوا أموراً لم يدركوا ماهيتها، ونتساءل عن حقيقة كل ذلك. عقليتي متفتحة للغاية بشأن ما يمكن أن يحدث. إنه مجرد حدث مسموع أو مرئي ويصعب التحقق منه. الذكريات شيء، ولكن الدليل الفعلي شيء مختلف تماماً".
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست"، للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.