لا تمر فترة بسيطة إلا ويظهر خبر خيانة أحد المشاهير لشريك حياته، كان آخرها خبر خيانة الممثلة آمبر هيرد زوجَها في ذلك الوقت، الممثل جوني ديب، وانتشار صور مسربة لها في المصعد وهي تُقبل عارضة الأزياء المثلية "كارا ديليفين".
وخبر خيانة "جيرارد بيكيه"، لاعب برشلونة الإسباني، لشريكته المغنية الكولومبية الشهيرة شاكيرا.
وقائمة أسماء المشاهير الذين خانوا شركاءهم تطول ولا تنتهي، حتى قد يصل البعض إلى استنتاج أن خيانة المشاهير هي في الحقيقة ظاهرة شائعة، فلماذا تتكرر هذه الحالة بين المشاهير؟ وهل هي شائعة فعلاً؟
توفُّر البدائل والخيارات المتعددة للشركاء المحتملين
من الناحية النفسية، وبحسب "غاري ليفاندوفسكي"، الدكتور في علم نفس العلاقات، السبب الرئيسي لخيانة المشاهير لشركائهم هو توفُّر البدائل الكثيرة للشركاء المحتملين، فالمشاهير قد تختلف ظروفهم، فغالباً لديهم خيارات أكثر للشركاء المحتملين، عن باقي الأشخاص.
بمعنى آخر، عندما يتعلق الأمر بفرص ارتكاب الخيانة قد لا يكون الجميع على قدم المساواة.
في حالة المشاهير مثلاً، لديهم "قيمة رفقة عالية" بسبب جاذبيتهم الجسدية أو ثروتهم أو مكانتهم الاجتماعية أو شهرتهم أو مزيج من كل ما سبق. نتيجة لكل هذا يجد المشاهير الكثير من الأشخاص المحتملين، الراغبين في أن يكونوا طرفاً في "قصص الخيانة".
وليس هذا فحسب، وفقاً لوجهة نظر بارزة في علم العلاقات تُعرف باسم "نظرية الترابط"، يتمتع المشاهير بوجود خيارات جيدة من "البدائل"، ما يعني أنه إذا لم يكونوا مع شريكهم الحالي فسيظل شريكهم المحتمل التالي رائعاً.
بعبارة أخرى، فإن وجود بدائل "جيدة" قد يقوِّض الالتزام. والمشاهير لديهم الكثير من الخيارات والشركاء المحتملين الذين لا يقلون جمالاً أو شهرة عن شريكهم الحالي.
ولسوء الحظ، حتى لو كانت علاقتهم العاطفية أو الزوجية مستقرة ورائعة، فإن الإغراء الغزير قد يقوِّض الالتزام والإخلاص، ما يعني أنه قد لا نكون نحن "الأشخاص العاديين" بالضرورة أكثر إخلاصاً، ولكن قد لا تكون لدينا نفس الإغراءات والفرص.
وهناك اعتبار آخر، وهو أن التواجد تحت الأضواء يمكن أن يكون مُرهقاً للغاية، وبالتالي مربكاً للإنسان، كما أن بعض المشاهير فقد بوصلته للتمييز بين الصواب والخطأ، وذلك ببساطة لأن شعبيتهم أقنعتهم بأنه لا يوجد شيء يمكنهم القيام به يعتبر خطأً.
أنت تسمع عن "خيانة المشاهير" كثيراً لأنهم من المشاهير
هناك جانب آخر للموضوع، وهو أنك تسمع بأخبار كثيرة لخيانة المشاهير، لأنهم مشاهير، ويتم تسليط الضوء عليهم باستمرار، ولأن الناس متعطشون لسماع قصصهم وأخبارهم وتفاصيل حياتهم الشخصية.
مع وجود العديد من الجهات الإعلامية التي تتنافس على إشباع ذلك الجوع لأخبار الفضائح لدى محبي المشاهير، ما يجعلها تنشر هذا النوع من الأخبار بكثرة للحصول على أكبر عدد من الجمهور.
ومن السهل إلقاء اللوم على وسائل الإعلام في هذه المسألة، لكن لا يمكن تبرئة الجمهور الذي يتابع هذه الأخبار.
لماذا يقدم المشاهير على الخيانة مع أنهم يمكن افتضاحهم بسهولة؟
مع ظهور التكنولوجيا والوصول الفوري إلى الصور ومقاطع الفيديو، قد يعتقد المرء أن المشاهير على وجه الخصوص سيشعرون بالقلق من ارتكاب الخيانة، خوفاً من افتضاح أمرهم، خاصة أن المصورين يلاحقونهم في كل مكان، وأن الأضواء مسلطة عليهم دائماً.
أضِف إلى ذلك أن تسرّب خبر مثل هذا للصحافة قد يؤثر على سمعتهم، وبالتالي فرص عملهم، أو قد يتسبب في انفصالهم أو طلاقهم من شريكهم الحالي؛ ما يعني أحياناً فقدان نصف ثروته بسبب تسويات الطلاق.
بحسب "لوريل هاوس"، مدربة المواعدة وتمكين المشاهير: "يمكن للكيمياء والرغبة الجنسية أن تلعبا الحيل على عقلك، وتجعلاك تشعر بأن المخاطر تستحق العناء، وتصبح تقريباً مفتوناً، الكيمياء تظهر في الدماغ في نفس مكان الكوكايين، ولها تأثير مشابه للمخدرات، خلاصة القول في هذه المرحلة، لا شيء آخر مهماً، وستفعل أي شيء للحصول على الجرعة التالية".
لهذا السبب، لا تتفاجأ هاوس بأنه رغم التقدم التكنولوجي والقدرة على كشف خيانة المشاهير بسهولة، يبدو الأمر كما لو أنهم "ببساطة لا يستطيعون منع أنفسهم، لأن عقولهم مُسيطر عليها من خلال الكيمياء، ولكن هذا لا يعفيهم من المسؤولية".