تقدم الصحفي السابق في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، مارتن بشير، باعتذار إلى نجلي الأميرة الراحلة ديانا، وليام وهاري، الأحد 23 مايو/أيار 2021، بعدما واجه انتقادات على خلفية المقابلة النارية التي أجراها مع الأميرة سنة 1995، لكنه رفض الربط بين ما حصل خلال اللقاء وبين وفاتها المأساوية.
جاء ذلك بعد أكثر من ربع قرن من مقابلة الأميرة ديانا، التي أغرقت العائلة الملكية البريطانية في أزمة، وعقب تنديد تقرير نُشر يوم الخميس الماضي بما اعتبره بأساليب "مخادعة" استخدمها الصحفي مارتن، الذي يبلغ اليوم 58 عاماً لإجراء هذا اللقاء، ما دفع قناة "بي بي سي" إلى الاعتذار.
كان تشارلز سبنسر، شقيق الأميرة ديانا، قد أكد أن مارتن عرض له كشوفاً لحسابات مصرفية تبيّن أنها مزورة، تُظهر أن أجهزة الأمن كانت تدفع لشخصين في مقابل التجسس على الأميرة. وهو ما قال إنه دفعه لتعريف الصحفي بالأميرة ديانا، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
ورداً على سؤال لصحيفة "صنداي تايمز"، أبدى مارتن بشير "عميق الأسف" تجاه نجلي الأميرة وليام وهاري، وقال "لم أُرد يوماً إيذاء ديانا بأي شكل من الأشكال، ولا أظن أننا فعلنا ذلك".
كان الأمير وليام قد اعتبر أن هذه المقابلة ضمن برنامج "بانوراما" الاستقصائي أمعنت في تحطيم العلاقة بين والديه، و"أجَّجت المخاوف والبارانويا والوحدة خلال السنوات الأخيرة" في حياة الأميرة ديانا.
أما شقيقه الأصغر الأمير هاري فذهب إلى حد إقامة رابط بين وفاة والدته و"الأثر غير المباشر لثقافة الاستغلال هذه والممارسات التي تتعارض مع أي أخلاقيات"، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
لكن مارتن (صحفي بريطاني من أصل باكستاني) قال: "لا أظن أنه من الممكن تحميلي المسؤولية عن أمور كثيرة كانت تحصل في حياتها، ومشكلات معقدة كانت تحيط بهذه القرارات". وأضاف "أظن أن التلميح إلى مسؤوليتي الفردية أمر غير منطقي وغير عادل".
أشار الصحفي أيضاً إلى أن المقابلة التي أجريت عام 1995 وتابعها حوالي 23 مليون مشاهد في بريطانيا وحدها، جرت وفق الشروط التي وضعتها الأميرة ديانا، التي قال إنه بقي على صداقة معها بعد اللقاء التلفزيوني.
أبدى مارتن أسفه لعرضه كشوف حسابات مزيفة، لكنه قال إن هذه الوثائق "لا علاقة لها البتة" بالتصريحات التي أدلت بها الأميرة ديانا خلال المقابلة، وأكدت فيها وجود "ثلاثة أشخاص" في زواجها، في إشارة إلى العلاقة التي كان يقيمها زوجها آنذاك الأمير تشارلز مع كاميلا باركر بولز. وأقرّت الأميرة أيضاً بأنها في علاقة مع رجل آخر.
كان مارتن صحفياً مغموراً في تلك المرحلة، لكن هذه المقابلة فتحت أمامه أبواب النجاح، إذ أتيحت له بعدها مقابلة نجوم كثر، بينهم مايكل جاكسون.
لكن بعد ذلك قدّم "ملك البوب" الراحل إثر هذه المقابلة شكوى أمام الهيئة الناظمة للقطاع المرئي والمسموع في بريطانيا، اتهم فيها مارتن بتقديم صورة مشوهة عن سلوكه كأب.
كانت "بي بي سي" قد أعلنت الأسبوع الماضي، قبيل صدور التقرير بشأن مقابلة الأميرة ديانا، مغادرة مارتن بشير عمله فيها لأسباب صحية، بعد تكليفه منذ 2016 التغطية الدينية لحساب المجموعة الإعلامية البريطانية العامة.
هذه التطورات دفعت رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للتعليق، إذ أعرب عن شعوره بالقلق إزاء نتائج تقرير اللورد دايسون، مضيفاً: "لا يمكنني حتى تصوُّر ما تشعر به العائلة المالكة، وأتمنى كثيراً أن تتخذ (بي.بي.سي) كل الخطوات الممكنة لضمان ألا يحدث شيء كهذا مرة أخرى أبداً".
يشار إلى أن الأميرة ديانا تُوفيت في حادث سيارة بباريس عام 1997، عن عمر 36 عاماً، بعد أن نبذتها العائلة المالكة، وظنت أنها تحاول تقويضها بسبب انهيار علاقتها بالأمير تشارلز.