رحل عن عالمنا الفنان المصري الكبير سمير غانم، أمس، مخلفاً وراءه حالة كبيرة من الحزن بين جمهوره ومحبيه، حيث انتشرت على مواقع السوشيال ميديا آلاف المنشورات التي تنعى الفنان الراحل، راسم البسمة على وجوه الجميع، وتزينت المواقع بصوره المختلفة في كل أعماله.
الأيام الأخيرة في حياة سمير غانم كانت تمثل معاناة كبيرة له ولعائلته بعد إصابته بفيروس كورونا، واحتجازه في مستشفى الصفا بالمهندسين هو وزوجته الفنانة دلال عبدالعزيز التي أصيبت هي الأخرى بالفيروس، ولكنها شُفيت منه منذ أيام قليلة، وتم احتجاز سمير غانم في غرفة منفردة ومنع الزيارة عنه.
مصدر داخل المستشفى الذي كان يُعالج به سمير غانم حكى لـ"عربي بوست" التفاصيل الكاملة من بداية الأمر وحتى إعلان وفاة الفنان سمير غانم.
كيف بدأت القصة؟
بداية احتجاز الفنان سمير غانم في المستشفى جاءت بالصدفة، فقد ذهب إلى مستشفى الصفا بمنطقة المهندسين في محافظة الجيزة ليزور هو وزوجته الفنانة دلال عبدالعزيز زميلتهما الفنانة مها أبوعوف التي أجرت عملية الزائدة الدودية في ذلك المستشفى، وأثناء تواجده بالمستشفى شعر بإعياء شديد، وتم احتجازه لإجراء فحوصات طبية له.
وبعد عمل الفحوصات الطبية، تبين للمستشفى إصابة الفنان الكبير بفيروس كورونا، وتم عمل مسحة لزوجته الفنانة دلال عبدالعزيز ليتم التأكد من إصابة الثنائي بالفيروس.
أزمة عائلة سمير غانم مع المستشفى
المستشفى من جانبه قرر خروج سمير غانم ودلال عبدالعزيز بعد ساعات من احتجازهما، ولكن مع وجود ابنتيه الممثلتين إيمي ودنيا سمير غانم تعقد الأمر بسبب عدم رغبتهما في إخراج والدهما ووالدتهما من المستشفى في هذا الوقت، خاصة مع التدهور المستمر لحالة سمير غانم بصفة خاصة.
حدثت مشادات بين الابنتين وبين إدارة المستشفى، لأن الأخير ليس من ضمن مستشفيات العزل وغير مصرح لها من قبل الوزارة بعزل المصابين بكورونا وعلاجهم.
ومع تهديد عائلة سمير غانم إدارة المستشفى بإيصال الأمر لأعلى مستوى، قررت إدارة المستشفى الخضوع لهم وقامت بعزل دور كامل في المستشفى وتخصيصه لسمير غانم ودلال عبدالعزيز.
حاولت إدارة المستشفى التكتم على ما قامت به فأبلغت العاملين بها أن سمير غانم ودلال عبدالعزيز تم نقلهما إلى مستشفى العاصمة.
وتم عزل الدور بالكامل عن المستشفى عن جميع العاملين فيما عدا طاقم الأطباء والتمريض المسؤولين عن علاج سمير غانم ودلال عبدالعزيز، حيث تم الفصل بينهما وتم عزل كل منهما في غرفة منفصلة.
كما كان يقيم بجانبهما بشكل دائم الفنان حسن الرداد، زوج ابنتهما إيمي، الذي حجز جناحاً كاملاً في المستشفى وأقام معهما إقامة كاملة، وكان معه من حين لآخر الإعلامي رامي رضوان، زوج دنيا، حتى آخر يوم لهما في المستشفى، وكان يأتي لهما بشكل يومي إيمي ودنيا للاطمئنان عليهما والعودة مرة أخرى للمنزل.
دلال عبدالعزيز لم تتركه رغم شفائها
في الوقت الذي كانت فيه حالة الفنان سمير غانم تتدهور، كانت حالة الفنانة دلال عبدالعزيز تتحسن، فقد كانت الأعراض شديدة في الأيام الأولى للمرض، وتم وضعها على جهاز CPAP، وهو جهاز يستخدم في علاج حالات توقف التنفس أثناء النوم ويعمل بطريقة ضغط الأوكسجين ودفعها داخل الرئة لزيادة نسبة الأوكسجين في الدم وتحسين اضطرابات التنفس، والجهاز متصل بقناع شفاف يغطي الوجه بالكامل.
ومع الوقت تحسنت الحالة الصحية للفنانة دلال عبدالعزيز التي شُفيت من المرض منذ يومين، ولكنها على الرغم من ذلك لم تترك سمير غانم وحده وظلت مقيمة معه في المستشفى، ولكن في غرفة بجانبه وليس في نفس الغرفة، حيث تأكد الطاقم الطبي من سلبية المسحة الخاصة بها.
سمير غانم توفي إكلينيكاً منذ 10 أيام
مع الوقت ظلت حالة الفنان سمير غانم تسوء، حتى توقفت كل أجهزة جسمه وتوفي إكلينيكاً وتم وضعه على أجهزة تنفس صناعي، ودخل في غيبوبة تامة، فلم يكن يعمل من كل أجهزة جسمه سوى المخ فقط.
وظل الطاقم الطبي المعالج له يقوم بعمل غسيل كلى يومي بناء على طلب حسن الرداد، وكان يتم نقله يومياً بسريره وجهاز التنفس الصناعي لغسل الكلى والعودة مرة أخرى لحجرته، لعل وعسى يكون هناك نتيجة إيجابية، ولكن لم يفلح الأمر.
وظلت عائلة سمير غانم متمسكة بالأمل على الرغم من أن طاقم الأطباء أبلغهم بالوفاة إكلينيكاً، لذلك ظلت جلسات الكلى مستمرة، حتى تم الإعلان عن وفاة الفنان الكبير مساء الخميس 20 مايو/أيار.
هنيدي آخر من زاره
على الرغم من أن سمير غانم كان معزولاً وفي غيبوبة تامة ولا يدري ما يدور حوله ولم يكن مسموحاً بزيارته، فإن هذا لم يمنع الفنان محمد هنيدي من الذهاب للمستشفى صباح الخميس للاطمئنان على صحته، وجلس مع حسن الرداد ودنيا وإيمي سمير غانم واطمأن على صحة سمير غانم ثم غادر المستشفى.
وبعد وفاته توافد على المستشفى عدد من الفنانين وكان أولهم منة شلبي، ثم وفاء عامر، ومن بعدهما كريم فهمي، وشيماء سيف، وعمرو وهبة.
لماذا نفى حسن الرداد وفاة سمير غانم بكورونا؟
بعد الإعلان عن وفاة الفنان سمير غانم بشكل رسمي، أعلن الفنان حسن الرداد أن وفاة والد زوجته الفنان سمير غانم لم تكن بسبب إصابته بفيروس كورونا، وهو ما أثار استغراب الجميع، حيث إن الجميع كان يعلم أن سبب حجز سمير غانم في المستشفى هو إصابته بكورونا.
ولكن الحقيقة أن هذا الأمر يأتي في إطار اتفاق بين حسن الرداد وإدارة المستشفى الذي كان يُعالج به سمير غانم لحمايتهم من عقوبات وزارة الصحة المصرية التي قد تصل لغلق المستشفى، وذلك لأنهم ليسوا من ضمن مستشفيات العزل، وبالتالي ليس مسموحاً لهم بعلاج المصابين بفيروس كورونا، ولكن ضغط عائلة سمير غانم عليهم في بداية الأزمة هو ما جعلهم يحجزون الفنان وزوجته، فالأمر يأتي في إطار حماية المستشفى وليس أكثر.