بعدما قضت أسابيع عصيبة في قاعات المحاكم الأمريكية، ظهرت الممثلة الأمريكية آمبر هيرد بالحجاب فجأة في مسجد السلطان أحمد خلال زيارة لتركيا، قضت كثيراً منها متجولةً في مساجد إسطنبول ضمن جولة وصفتها بـ"الرائعة".
قبل ذلك بشهر واحد، انشغلت هيرد بالإدلاء بشهاداتها في النزاع القضائي بينها وبين زوجها السابق جوني ديب، علماً بأن الحارس الشخصي لزوجها جوني ديب شهد في المحكمة العليا في لندن بأنها ضربت نجم هوليوود.
الفارق بين الخبرين أسابيع قليلة، لكن دائماً ما كانت هناك محطات غاية في التناقض في حياة حسناء هوليوود الشابة (34 عاماً) التي بدأت تعرف بأدوار ثانوية في أفلام هوليوود قبل 16 عاماً، قبل أن تزداد شهرتها وتتزوج بأحد نجومها. عموماً، أخبار هيرد الشخصية إما تدور حول مشاكلها والعنف الأسري الذي تعرضت له من ديب أو عرضته له، وإما أن تكون حول أعمالها الخيرة وانفتاحها على الثقافات والأديان الأخرى.
لذلك، هنا سنسلط الضوء على الحياة المتناقضة للحسناء آمبر هيرد.
الفنانة الحسناء آمبر هيرد
ظهرت هيرد لأول مرة في فيلم وهي بعمر الـ 18 عاماً، إذ شاركت بدور ثانوي في Friday Night Lights في 2004، وفي العام نفسه شاركت في أدوار ثانوية في أعمال أخرى مخصصة للمراهقين نظراً لصغر سنها، لكن هذا الفيلم كان بمثابة الباب لدخول عالم هوليوود والاستمرار فيه سواء بأدوار ثانوية وأعمال ضعيفة، أو أعمال ضخمة مثل Aquaman.
جمال هيرد كان عاملاً كبيراً لجعل حياتها محط أنظار، والبعض قال إنه سبب من أسباب دخولها عالم هوليوود، لكنها رفضت ذلك، وقالت في حوار مع مجلة Interview إن أي شخص يُمكن أن يستغل هذا لكنها ليست "هذا الشخص"، وإن عليها أن تطور آليات دفاع تمنع تحويل الآخرين لها إلى مجرد "سلعة على الشاشة".
بعيداً عن جمالها وحياتها على الشاشة، كانت حياة هيرد لغزاً آخر، فمن العلاقات المتوترة، إلى الأمور المالية المربكة، وحتى الأعمال الخيرية الكثيرة كلها أشياء متضاربة تجعلنا نقف عندها للحظات لنسأل أي حياة هي حياة آمبر هيرد، أم أن لها "حياة مزدوجة".
"ابتزاز" جوني ديب بالعنف المنزلي.. وانقلاب القضية عليها
كانت آمبر في ريعان شبابها (26 عاماً) وفي بداية طريق النجومية عندما التقت زوجها السابق جوني ديب (كان عمره 49 عاماً وقتها) لأول مرة في العام 2012، وبعد 3 سنوات تزوجا رغم فارق السن الذي يتجاوز 23 عاماً، ولكن هذا لم يكن "تغيراً جذرياً" بالنسبة لها، كما أخبرت مجلة Elle الفرنسية، ونقلت عنها صحيفة Mirror البريطانية.
لكن بعد 4 أشهر فقط، رفعت هيرد دعوى لطلب الطلاق واتهمت جوني بالعنف المنزلي، وكتبت في الإعلان الذي نقلته مجلة Variety الأمريكية: "طوال علاقتنا، كان جوني مسيئاً لفظياً وجسدياً معي. لقد تحملت الإساءة العاطفية واللفظية والجسدية المفرطة من جوني، والتي تضمنت اعتداءات غاضبة وعدائية ومهينة وتهديدية كلما شككت في سلطته أو اختلفت معه". وقدمت هيرد صورة لها بكدمات في الوجه، وزعمت أن ديب ضربها بهاتفه.
وعلى الجانب الآخر، اتهمت لورا واسر -محامية ديب-، هيرد بمحاولة الحصول على حل مالي سابق لأوانه من خلال ادعاء إساءة المعاملة، ثم شهد حارس ديب ضدها في المحكمة بأنها صفعته ولكمته، كما لم تجد الشرطة أي دليل على وقوع اعتداء بعد الإبلاغ عن اعتداء في منزل الزوجين في مايو/أيار 2016. لكن الممثلة الأمريكية استمرت على موقفها باتهام زوجها بالتعدي عليها عشرات المرات خلال الفترة بين 2013: 2016 (أي قبل الزواج بعامين).
زوجات جوني السابقات تدخلن للدفاع عنه بعد اتهامات هيرد
علاقة الثنائي كانت أعقد من مجرد الاتهام بالعنف المنزلي واتهامه بـ "الكاره للنساء"، إذ اتهمت هيرد ديب بتعاطي المخدرات والكحول إلى حد فقد السيطرة على نفسه، بينما كان لا يزال ديب غير مرتاح بشأن علاقة زوجته السابقة (كانت على علاقة بصديقة لها لـ 5 سنوات)، وفق تقرير الموقع المهتم بالمشاهير Nicki Swift.
حتى إن أبناء ديب المراهقين وإخوته وأمه الراحلة كانوا جميعاً غير مرتاحين بشأن علاقته بهيرد ويكرهونها، حتى إن ابنته ليلي روز ديب كانت تتابع القضية ونشرت تقرير قسم شرطة لوس أنجلوس يفيد بأن رجال الشرطة لم يعثروا على "أي دليل على أي جريمة عنف منزلي".
كما دخلت زوجات ديب على الخط، إذ كتبت الممثلة فانيسا بارادي خطاب دعم، قالت فيه: "في كل السنوات التي عرفت فيها جوني، لم يسبق أن كان يسيء معاملتي جسدياً وهذا لا يشبه الرجل الذي عشت معه لمدة 14 عاماً رائعة"، كما قالت زوجة ديب الأولى، لوري آن أليسون، إنه لم يكن عنيفاً أبداً خلال علاقتهما، وفقاً لـ TMZ.
رغم أن تاريخ جوني لا يبرئه تماماً من تهمة العنف، إذ ذكرت صحيفة Daily Mail البريطانية أنه دمر غرفة فندق وتسبب في خسائر تجاوزت الـ10 آلاف دولار، خلال مشادة وحشية مع صديقته آنذاك كيت موس في العام 1994، كما ذكرت BBC News أن ديب اعتقل في عام 1999 بعد شجار مع مصور.
تهمة العنف المنزلي لاحقت هيرد خلال علاقتها بصديقتها السابقة
بينما اتهمت آمبر هيرد جوني ديب بالعنف المنزلي، تم القبض على نجمة Aquaman باتهامات العنف المنزلي ضد شريكتها السابقة، المصورة Tasya van Ree، في نهاية عام 2009. وفقاً لـ TMZ، دخلت هيرد وفان ري في جدال في مطار تاكوما الدولي، ثم ضربت هيرد، فان ري. وقد تم القبض عليها وحجزها بتهمة ارتكاب جنحة عنف منزلي، لكن المدعي العام برأها.
بعد سنوات من الحادث، أخبرت ري مجلة People أن الضابط الذي اعتقلهما كان معادياً للمثلية ولذلك اعتقلهما بسبب علاقتهما، وفي العام 2016 قالت في تصريحات إعلامية أخرى إن أمبر "امرأة رائعة وصادقة وجميلة ولديها أقصى درجات الاحترام لها"، وذلك بعد علاقتهما التي استمرت 5 سنوات.
ثم فجأة، حجاب آمبر هيرد وزيارة المساجد
بعيداً عن مشاكلها في علاقاتها العاطفية، فإن آمبر تروج لنفسها على أنها شخص منفتح للغاية على الثقافات الأخرى ويحبها، ففي رحلتها الحالية إلى تركيا وبعد جولة سياحية في مدينة بودروم (جنوب غربي)، زارت أكثر من مسجد أثري في إسطنبول، كما نشرت صورتها بالحجاب.
إذ التقطت صوراً بالحجاب من أمام مسجد آيا صوفيا بعد أسابيع قليلة من تحويله من متحف إلى مسجد (بعد 86 عاماً ظل فيها متحفاً، وقبلها 481 عاماً كان مسجداً، وسبقتها 916 عاماً أخرى كان آيا صوفيا كاتدرائية)، وأخرى من داخل مسجد السلطان أحمد في إسطنبول (أسس بالعام 1609 ويتسع لأكثر من 10 آلاف مصل)، وكذلك زارت مسجد السليمانية (بناه المهندس المعماري معمار سنان في العام 1550).
وبخصوص آراء هيرد الدينية، فقد تربت كاثوليكية حتى سن الـ 16، لكنها بعد حادث وفاة صديقة لها قررت أن تكون ملحدة لا تتبع أي ديانة، وفق موقع The Hollowverse. لكنها منذ فترة ليست بالقليلة تظهر انفتاحاً على الدين الإسلامي والثقافة الشرقية بشكلٍ عام.
وقبلها، زيارة اللاجئين
شاركت هيرد في أكثر من حملة لمساعدة اللاجئين السوريين، وزارت مخيمات اللاجئين السوريين، ففي ربيع 2018 زارت مخيم الزعتري للاجئين السوريين، وعدداً من مراكز إعادة التأهيل للمصابين السوريين في الأردن، حيث مكثت أسبوعاً بعد دعوة مع الجمعية الطبية السورية الأمريكية (Sams).
كما استخدمت حساباتها على الشبكات الاجتماعية لدعم بعض اللاجئين وجمع تبرعات لهم، ففي العام 2018 أعلنت عن جمعها التبرعات للاجئة سورية اسمها وئام عمرها 12 عاماً كانت التقتها في رحلتها الإنسانية إلى سوريا. مؤكدةً حاجتها إلى 1000 دولار كلّ 20 يوماً لمتابعة علاجها لأنها مصابة بالـ"تلاسيميا" أو فقر الدم الوراثي، فيما أخذت آمبر على عاتقها مهمة جمع المبلغ الذي حددته بقيمة 100 ألف دولار، وبالفعل جمعت 88 ألفاً من هذا المبلغ عبر موقع Crowdrise.
وبما أننا تحدثنا عن اهتمام آمبر بالشرق، فهناك اهتمام واضح وصل حد الاستماع للموسيقى العربية، فبعد وقت قصير من زيارتها لمخيم الزعتري، نشرت آمبر مقطع فيديو لنفسها وهي تستمع إلى المطربة المصرية الراحلة أم كلثوم، معبِّرة عن إعجابها بصوت كوكب الشرق بنشر إيموجي❤ على الفيديو.