أثار مسلسل "لعبة نيوتن" جدلاً شرعياً وقانونياً حول صحة وقوع يمين طلاق شفوي، والزواج بآخَر بعد انقضاء العدة.
ففي المسلسل طلق حازم (محمد ممدوح) زوجته (هنا) عبر رسالة على واتساب، وبانقضاء عِدَّتها، بمجرد وضع طفلها إبراهيم، تزوجت مؤنس (محمد فراج)، وقد أكد مؤنس، وهو شيخ وداعية إسلامي يعيش في أمريكا، صحة هذا الزواج. لكن حازم أكد لاحقاً نيته إرجاع زوجته خلال فترة العِدَّة، التي لم يكن يعلم أنها تنتهي مع الولادة؛ وهو ما دفعه إلى اتهامها بالزواج الثاني وهي لا تزال على ذمته.
لكن جدلاً كبيراً ملأ صفحات الشبكات الاجتماعية تحت هاشتاغات #الطلاق_الشفهي، و#توثيق_الطلاق، ومن خلالها تساءل المتفاعلون عن حقوق المرأة الضائعة بعدم توثيق عقود الطلاق والاكتفاء بالكلمة الشفهية، فيما تساءل آخرون عن قانونية وشرعية الزواج الثاني دون وثيقة طلاق تثبت أن المرأة لم تعد على ذمة أي رجل آخر.
وقد بحث بعض المغردين عن الإجابة في دار الإفتاء المصرية، إذ صدرت فتوى شرعية قبل أكثر من 15 عاماً، على الموقع الرسمي، تبيح زواج المطلقة التي لم تعلم بردِّ زوجها الأول لها.
ففي هذه الفتوى، تقول السائلة: "تزوجت في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1983م، ثم طلقني زوجي غيابياً في 24 يناير/كانون الثاني 1987م، وبعد تسلمي وثيقة الطلاق علمت أن طليقي قد سافر، ثم في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1989م، قابلني طليقي وقال لي: إنه أرجعني إلى عصمته في شهور العدة ولم يُعلمني، مع العلم أنني كنت قد تزوجت في 2 مايو/أيار 1989م. فما حكم الشرع في ذلك؟".
وكان الجواب: "إذا كان الحال كما ورد بالسؤال، من أن السائلة لم تُعْلَم برجعة الزوج المدَّعاة خلال فترة العدة؛ فزواجها الذي تم في 2 مايو/أيار 1989م صحيحٌ إذا كان قد تم بعد انقضاء عدتها والذي لا يُعلم إلا من جانبها، وإذا لم تكن هناك موانع شرعية أخرى بين المتزوجين -ككونه متزوجاً بأربعٍ غيرها مثلاً، أو كانت أختاً له رضاعاً مثلاً- ولا تكون بذلك جامعةً بين زوجين، والتحقيق في عدم علمها بالرجعة -إن كانت هناك رجعة من عدمه- محله القضاء، والأصل عدمه حتى يدلِّل عليه المطلق".
كما اهتمت بعض البرامج التلفزيونية بالحصول على رد من شيوخ الأزهر، عطفاً على ضجة المسلسل. الشيخ الأزهري أحمد الدرملي أكد خلال مداخلة على قناة "الحدث اليوم"، وقوع الطلاق بمجرد النطق به حتى لو لم يتم توثيقه، لكنه شدد على ضرورة توثيق عقد الطلاق؛ حتى لا تضيع حقوق المرأة المادية، وحقوقها في الزواج بعد انتهاء العدة.
لكن أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أحمد كريمة، أشار إلى خطأ قانوني وشرعي بخصوص سيناريو المسلسل، فقال لموقع "في الفن"، إن المأذون يسأل الزوجة خلال العقد عما إذا كانت ثيّباً أم بِكراً، حتى لو سبق لها الزواج يتأكد من وجود شهادة طلاق تُثبت أن المرأة لم تعد على ذمة رجل آخر.
لكنه أكد أيضاً وقوع الطلاق الشفهي، حتى لو في لحظة غضب أو مزاح، أما في حالة رد الزوج لزوجته، فعليه أن يُعلمها، وفي حالة رفضها ردَّه فإن الطلاق يسري شرعاً.
رغم كل هذا الجدل، فإن كاتبة المسلسل مها الوزير نفت في مقابلة تلفزيونية، أن يكون هدفه إثارة تلك القضية، وأنها جاءت في سياق درامي ضمن المسلسل الرمضاني.