يعدّ مسلسل الفصول الأربعة من كلاسيكيات الدراما السورية التي تركت بصمة فنية في تاريخ الفن الشامي، وبمشاركة نخبة من نجوم الصف الأول على الشاشة الرمضانية.
المسلسل الذي عُرض في عام 1999 ثم مجدداً عام 2002، تناول الحياة اليومية لأسرة دمشقية والعلاقات الأسرية التي تربط بين أفرادها والأسر المحيطة بها.
منهم الأرستقراطي، والعامل والعزباء والمتزوج والعانس، وما إلى هنالك من تنوُّع فسيفساء في أفراد المجتمع، أي مجتمع.
ديناميكية عائلة مسلسل الفصول الأربعة
الأسرة الأولى مكونة من الأب كريم والأم نبيلة والعمة جميلة، لهما 5 بنات هن: ليلى، وفاتن، وماجدة، وشادية، ونادية.
- ليلى متوفاة ولها ابنة من زوجها المحامي عادل تسمى نارة.
- أما فاتن -التي تفضّلها العمة جميلة لأنها تشبهها- فمتزوجة بمالك الجوربار التاجر الغني، ولها ولدان هما مايا ومازن.
- ماجدة متزوجة بنجيب، المثقف الذي درس الفلك ويعمل موظفاً في الأرصاد الجوية، ولها ولدان رامي وإسعاف الملقبة بسوسو التي تحب ابن خالتها مازن.
- وشادية متزوجة بإبراهيم ويلقب بـ"برهوم" شاعر وليس لديهما أطفال، تزوجا بعد قصة حب.
- أما نادية فهي ثلاثينية عزباء لا ترغب في الزواج كعمّتها.
عدد حلقات الجزء الأول من مسلسل الفصول الأربعة 35 حلقة والجزء الثاني 39، وهو من تأليف دلع الرحبي وريم حنا، وإخراج حاتم علي، أما المخرج المنفذ المثنى صبح. وقد لاقى الجزآن نجاحاً غير معتاد في تاريخ الدراما السورية.
وتتناول الحلقات شرائح اقتصادية واجتماعية وفكرية لثلاثة أجيال تضم عدة أسر من الجدَّين حتى الأولاد والأحفاد.
طاقم العمل يضم نخبة من نجوم الصف الأول
وشكَّل طاقم العمل نقاط قوة العمل، إذ ضم نخبة من نجوم الصف الأول، منهم جمال سليمان وخالد تاجا وبسام كوسا وسلمى المصري ومها المصري وديما بياعة ويارا صبري وغيرهم الكثير.
وكان يتم استضافة بعض الفنانين المرموقين لحلقة واحدة فقط، نذكر منهم: دريد لحام، وغسان مسعود، وفرح بسيسو وسلاف فواخرجي، وغيرهم الكثير.
امتازت حلقات الجزأين بأنها متصلة ومنفصلة وغنية بالمواضيع والتفاصيل الكوميدية التي أخذت الطابع الاجتماعي على الأغلب.
نجاح العمل مستمد من واقعية الشخصيات
تم تصوير العملين في دمشق، واعتبر بطل العمل جمال سليمان وقتها أن أهم ما يميز مسلسل "الفصول الأربعة" هو المواضيع والأفكار التي يطرحها، والتي تبدو بعيدةً كل البعد عن التكرار والمبالغة، خاصة أن العمل كوميدي يحتمل كثيراً
من المبالغة والتهويل.
أما الفنانة النابلسي فرأت أن مسلسل الفصول الأربعة يستمد نجاحه من شخصياته الدرامية والإنسانية الواقعية، والتي تشبه إلى حد كبيرٍ شخصيات موجودة في الواقع.
بسام كوسا: شكراً لمن صنع تلك المرحلة
وقبل عدة شهور، أعاد النجم كوسا المسلسل إلى الأضواء، قائلاً إنه حالة من الحنين إلى الماضي، وذلك بعد مرور أكثر من 20 عاماً على عرضه أول مرة.
وأضاف بسام كوسا: "مَن صنع تلك المرحلة شكراً لهم؛ لأنهم قدَّموا لنا تاريخاً نعتز به، ولكن برأيي الشخصي، هذا الماضي، بحاجة إلى أن نضعه بمكانه اللائق والمحترم، لنبدأ نفكر في الحاضر والمستقبل".
وصرح في لقاءٍ إذاعي: "نحن أمة لديها توق إلى الماضي، وتتمتع بهذا الشيء المتعلق بالحنين إلى الماضي، وأحد هذه الأسباب هو الوضع البائس في الوقت الحاضر".
وأردف قائلاً: "الحياة فقدت سريتها وخصوصيتها بعد وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت المجتمعات تنظر إلى بعضها بطريقة مختلفة وبشكل عدائي".
ويؤدي بسام في المسلسل شخصية نجيب، وهو رجل ميسور الحال درس الجغرافيا، ويصف نفسه بأنه نصير الطبقة الكادحة.
المسلسل كان انطلاقة عديد من النجوم الشباب
هذا ويعد العمل انطلاقة نجومية لعدد من النجوم الشباب الذين شاركوا فيه، بسبب جماهيرية المسلسل التي امتدت إلى أنحاء الوطن العربي كافة.
كما شهد المسلسل ظهوراً مميزاً لنجمين لبنانيَّين في بداية مشوارهما الفني، وهما الفنانة اللبنانية رولا سعد التي شاركت في حلقة حملت اسم "غرام وانتقام" بالجزء الأول من العمل.
كما ظهر الفنان اللبناني رامي عياش في الجزء الأول أيضاً بالحلقة التي حملت اسم "أنا وابنتي والحب".