زوال إسرائيل، وعودة الأراضي الفلسطينية إلى أصحابها من جديد، هكذا صور المخرج الإسرائيلي يارون كفتوري مصير الاحتلال، سنة 2048، أي بعد مضي أول قرن على الاستيطان اليهودي في فلسطين.
إذ استوحى هذا المخرج فكرة فيلمه، الذي أصدره نهاية سنة 2010، من الأوضاع الداخلية في إسرائيل، والتي يزداد فيها الفساد السياسي والمجتمعي.
إضافة إلى غياب الترابط الديني بين اليهود في الأراضي التي يتم احتلالها، الأمر الذي سيؤدي إلى زوال هذه الدولة القائمة على سرقة وقتل ونهب الغير، خصوصاً أن هذه الفكرة ليست جديدة، وإنما هو أمر يتوقعه كثيرون، ليس فقط العرب، وإنما في العالم الغربي كذلك.
قصة فيلم "2048"
يحكي فيلم "2048"، الذي لا تتعدى مدته 50 دقيقة، قصة تهديدات خارجية في إسرائيل بسبب الفساد بين المواطنين والسياسيين، ستؤدي إلى زوال الدولة بعد مضي قرن على الإعلان عنها، ليصبح كل من يعيش فيها لاجئاً في مخيمات حول العالم.
إذ يتصور المخرج يارون كفتوري، الأسباب المؤدية إلى زوال إسرائيل، والنتائج المحتملة بعد ذلك، في قالب درامي سوداوي، يكشف مدى البؤس الذي سيحل بهم.
فيما سيستعرض كذلك، فرحة الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم بعد انتهاء الاحتلال، وبداية فصل جديد في حياتهم، التي تخلو من الحرب والقتل بغير حق.
ويقول المخرج، إن الفيلم جاء ليكشف أن مؤسسي الصهيونية لم يتعلموا شيئاً من إدارة الدولة، وأنهم عالقون في تقاليد بالية منذ بداية الحركة الصهيونية.
وأشار إلى أن هناك العديد من الأساطير الأخرى التي تناقضها، منذ بداية تأسيس إسرائيل، الأمر الذي جعل قيام الدولة بشكل صحيح، غير وارد.
انهيار إسرائيل وعودة الأراضي لأصحابها
الفيلم يدخل في خانة الوثائقي في شقه الأول، حيث يبدأ بلقطات لشاب يهودي يدعى يوجو نيتسر، تعود لسنة 2008، وهي السنة الـ60 لتأسيس إسرائيل، والتي تبرز فيها الأزمات السياسية الداخلية عند الاحتلال، وتعتبر بداية النهاية حسب تصور المخرج.
أما الجزء الثاني من الفيلم، فهو ما يرويه المخرج حول حقيقة الزوال سنة 2048، وذلك بطريقة وثائقية مرة أخرى، من خلال لقاءات مع أشخاص يحكون عن إحساسهم بعد انتهاء الاحتلال، ليجدوا أنفسهم لاجئين.
إذ يُظهر المخرج في فيلمه كيف يطرد العرب بعض حاملي الجنسية الإسرائيلية من الأراضي المحتلة، في الوقت الذي هرب فيه آخرون من قبل إلى قبرص؛ لتوقعهم ما سيحدث، بعد تفشي الفساد الديني والسياسي بشكل كبير، على أمل العودة مرة أخرى في حال تأسست الدولة من جديد.
الفرحة الفلسطينية سنة 2048
من بين المشاهد التي صورها المخرج في فيلمه 2048، فرحة وسعادة الفلسطينيين بعد استرجاع الأراضي التي تم الاستيلاء عليها في النكبة سنة 1948، وحرب الأيام الستة، سنة 1967.
إذ يقوم أبناء الأرض الأصليون ببيع تذكارات من زمن الحكم الإسرائيلي الزائل، والتي تحكي قصتهم مع الظلم الذي وصل عمره إلى مئة سنة، حسب تقدير المخرج.
فيما تقام في برلين مكتبة لتوثيق "الثقافة الصهيونية"، إلا أنه لا أحد يزور هذا المكان، باعتبار أن لا وجود لهذه الثقافة، أو الدولة التي عملت على تأسيسها لكنها فشلت.