سواء أكانت قصة خيال علمي مبتكرة، أم محاولة تصوير تجربة رواد فضاء واقعية، يجد صانعو الأفلام أنفسهم أمام تحدٍ كبير عند تصوير أفلام الفضاء، سواء أكانت محاولة جعل الفيلم مثيراً للاهتمام، أم جعل المشاهد في الفيلم أكثر واقعية.
ولذلك قد يلجأ بعضهم إلى اتباع أساليب قد تبدو مبالغاً فيها، ولكن في بعض تلك الأفلام كانت النتيجة النهائية لتلك الأساليب، تستحق تلك الخطوات الإضافية، وفي هذه القائمة 10 حقائق مدهشة عن أفلام الفضاء استُخدمت فيها أساليب مماثلة:
1- التربح من زراعة الذرة في فيلم "Interstellar"
يُعرف عن المخرج كريستوفر نولان رفضه استخدام المؤثرات الخاصة، أو توليد المشاهد بالحواسيب (CGI)، وتفضيله استخدام المؤثرات الواقعية كلما أمكن ذلك، حتى إنه نفذ بعض الأفكار المجنونة للقيام بذلك.
قدم نولان في فيلم Interstellar، عام 2014، قصة وباء يُدعى "The Blight" قضى على المحاصيل الزراعية على كوكب الأرض. ولم تتبقّ سوى الذرة التي يمكن للبشر أن يقوموا بزراعتها.
تتابع حبكة الفيلم شخصية "جوزيف كوبر" الذي يمتلك حقلاً كبيراً للذرة، ولكنه يضطر للذهاب إلى الفضاء لإنقاذ البشرية، وعلى الرغم من أن ذلك الحقل لا يظهر سوى في مشاهد معدودة من الفيلم، لكن نولان قرر زراعة حقل ذرة حقيقي على مئات الفدادين لتصوير تلك المشاهد.
أنفق نولان حوالي 100 ألف دولار لزراعة الذرة، وهي خطوة محفوفة بالمخاطر بالنظر إلى أنَّ موقع التصوير في مدينة كالغاري الكندية. لكنه أراد منظراً للجبال من بعيد، على الرغم من تحذيره من أنَّ الذرة نادراً ما تنمو جيداً في المناطق الجبلية.
لكن المخاطرة أتت ثمارها -حرفياً- إذ نمت ذرة نولان جيداً بما يكفي لبيعها في نهاية التصوير. قال نولان: "في النهاية، حصلنا على محصول جيد جداً، بل وفي الواقع ربحنا المال منه من خلال بيع بقايا الذرة التي لم يتم إتلافها أثناء التصوير، حققت 162 ألف دولار".
2- مدرسة لتعليم لغة الكائنات الفضائية في Galaxy Quest
حين يتعلق الأمر بالمخلوقات الفضائية "العاقلة"، في كثير من أفلام الفضاء المختلفة يحاول صناع الأفلام إيجاد لغة مناسبة لتلك المخلوقات، وأحياناً الاستعانة بخبراء لغويين لابتكار تلك اللغة المتخيلة واختراع مفرداتها.
وبينما لم يكن مخرج فيلم الخيال العلمي الكوميدي Galaxy Quest مضطراً لاختراع لغة فضائية جديدة، لأن المخلوقات الفضائية في الفيلم تعلمت تحدث اللغة الإنجليزية، لكن الممثل "إنريكو كولانتوني" الذي يلعب دور زعيم المخلوقات الفضائية أراد إدخال عنصر غريب في أدائه.
فقرر نطق الكلمات بصوت مختلف قليلاً عن الطريقة التي يتحدث بها البشر، والتحدث من الحنجرة بشكل مبالغ به، يقول كولانتوني: "جاء الصوت من تمرين صوتي تعلمته في جامعة ييل".
أحب مخرج الفيلم دين باريسو الصوت وطريقة نطق الكلمات التي قدمها "كولانتوني"، وأنشأ "مدرسة للكائنات الفضائية" للممثلين الذين شاركوا في أدوار الفضائيين في هذا الفيلم لتعلم تلك الطريقة.
3- تصميم الصوت في WALL·E.. كل صفير و"فرقعة" لها معنى
قدم فيلم WALL·E من إنتاج Disney لعام 2008، قصة تتخيل الحياة في مستقبل الأرض، بعد بقاء إنسان آلي وحيداً لتنظيف الأرض، لذا فإن بداية الفيلم ليست مليئة بالحوار. بدلاً من ذلك، كل صفير، وقعقعة، وصوت يصدره WALL·E له معنى.
كانت مهمة إنشاء هذه الأصوات في أيد أمينة: تولى المهمة بن بيرت، هو مصمم صوت حائز على جائزة الأوسكار، ويعتبر أباً لتصميم الصوت في هوليوود.
وبحسب موقع ديزني تم إنشاء صوت WALL • E بالفعل عن طريق تشغيل صوت بن بيرت نفسه عبر جهاز كمبيوتر. بمساعدة جهاز كمبيوتر معدّل مخصص تم إنشاؤه بواسطة بن بيرت وبرمجيات من برنامج synthesizer يسمى "Kyma". تم تحليل صوت بن وتقسيمه إلى أجزاء، ما يؤدي إلى تغيير حجمه ودرجة صوته.
4- طائرات خاصة من وكالة ناسا لتصوير انعدام الجاذبية في Apollo 13
بعد أن نجحت وكالة ناسا في إنزال رجال على القمر بمهمة أبولو 11، كانت مهمة أبولو 13 جاهزة للإطلاق في عام 1970، كان أعضاء الطاقم جيمس لوفيل وفريد هايس وجون سويجر على متن المركبة الفضائية بهدف نهائي يتمثل في أن يسيروا على سطح القمر هم أيضاً.
لكن قبل تحقيق هدفهم فإن انفجار خزان الأكسجين وضع حياتهم على المحك من خلال تدمير المكونات الرئيسية للأنظمة الكهربائية وأنظمة الدفع. أُجبر رواد الفضاء على حل المشكلة بأنفسهم بتوجيه من وكالة ناسا من أجل العودة إلى ديارهم أحياءً.
حين قرر المخرج رون هوارد تحويل القصة إلى فيلم عام 1995، كانت المشكلة الأولى التي يجب معالجتها هي تصوير لقطات انعدام الجاذبية بحيث تبدو المشاهد في الفضاء واقعية.
لأن المؤثرات الخاصة والمشاهد التي يتم توليدها بالحاسوب "CGI" لم تكن متقدمة ومقنعة كما هي في وقتنا الحالي.
قرر رون هوارد اللجوء إلى وكالة ناسا، من أجل استخدام طائرة KC-135 التي تستخدم لتدريب رواد الفضاء على انعدام الجاذبية. واستخدامها لـ6 أشهر بواقع رحلتين يومياً، لأن الطائرة في كل رحلة لم تقدم سوى 25 ثانية فقط من انعدام الجاذبية.
أتى التفاني في التفاصيل ثماره لصانعي الأفلام. أصبح فيلم "أبولو 13" ثالث أعلى فيلم يحصد إيرادات في عام 1995، وحصل على عدة ترشيحات لجوائز الأوسكار، بما في ذلك أفضل فيلم.
5- فزع حقيقي على وجوه الممثلين في Alien
بالنسبة للمشهد الأيقوني في فيلم Alien عام 1979، حيث بدأ كين (جون هارت) فجأة بالتشنج قبل أن ينفجر كائن فضائي خارجاً من صدره، أدرك مخرج الفيلم ريدلي سكوت أن ردود فعل الممثلين الآخرين ستكون حاسمة.
يشرح قائلاً: "إذا كان الممثل يمثل أنه مرعوب فقط، فلا يمكنك الحصول على المظهر الحقيقي للخوف الخام". فحرص سكوت من أن فريق الممثلين يعرفون أقل قدر ممكن من المعلومات عن المشهد، لضمان أن تكون صدمتهم حقيقية.
تتذكر الممثلة سيغورني ويفر، قائلةً إن كل ما قيل لنا في النص هو: "يظهر هذا الشيء"، فقط دون تفصيل. جميع الممثلين باستثناء "جون هارت" لم يُسمح لهم بالوجود قبل تصوير ذلك المشهد.
يوضح روجر كريستيان، المخرج الفني للفيلم، أن لوحة من طاولة الطعام في الفيلم أُزيلَت بحيث يمكن أن يرقد هيرت تحتها، ثم وُضِعَت قطعة صناعية على جسده. كانت تلك القطعة مليئة بـ"أحشاء الحيوانات الملطخة بالدماء… الكبد والأمعاء والكلى والرئتين، كل الأعضاء التي يمكن العثور عليها".
أراد سكوت المزيد من الدم، لذلك أضاف أنبوب دم آخر موجهاً إلى الممثلين حتى تناثرت عليهم الدماء جميعاً. وعندما بدأ التصوير وظهر المخلوق الفضائي وتناثرت الأحشاء، كانت ردة فعل الممثلين في تلك اللحظة حقيقية وليست تمثيلاً.
6- نظرية علمية اعتمد عليها فيلم Gravity
في فيلم Gravity عام 2013. أراد المخرج القيام بالكثير من "لقطات التتبع" لجعلها تبدو كأنها لقطات من فيلم وثائقي. في الواقع، لا يوجد سوى 156 لقطة في الفيلم، بمتوسط 45 ثانية لكل لقطة. وحتى في فيلم قصير مدته 91 دقيقة، يكون هذا عدداً منخفضاً بشكل غير عادي من اللقطات لأي فيلم بهذا الطول.
أما الفكرة الرئيسية للفيلم حول اصطدام المركبة الفضائية بحطام فضائي، فإنها وإن لم تحدث على أرض الواقع، لكنها نظرية علمية حقيقية، طورها عالم من وكالة ناسا يُدعى دونالد كيسلر في عام 1978 حول احتمال وجود الكثير من الحطام الفضائي، والذي يؤدي إلى تفاعل متسلسل من الاصطدامات بين الحطام المذكور.
7- مشاركة الشخصية الحقيقة لبطلة قصة فيلم Hidden Figures
جاء فيلم Hidden Figures عام 2016، استناداً إلى القصة الحقيقية عن ماري جاكسون ودوروثي فوغان و كاثرين جونسون، 3 نساء أمريكيات من أصل إفريقي يعملن على حل معادلات رياضية في وكالة ناسا أثناء سباق الفضاء.
للأسف ماتت ماري جاكسون ودوروثي فوغان قبل بدء تصوير الفيلم، لكن كاثرين جونسون وافقت على مقابلة الممثلة "تراجي هينسون" التي كانت ستجسد شخصيتها.
كانت جونسون متواضعة بشكل لا يصدق على الرغم من دورها المهم في صعود رواد الفضاء إلى هناك، وعلقت الممثلة "هينسون" قائلةً: "لا أعتقد أنها ترى نفسها بطلة". ورغم أن التحدث مع جونسون عن تجربتها ساعد هينسون في الاستعداد للدور، إلا أنه "لم يساعدها في افتقارها إلى القدرة الحسابية".