منذ بداية إنتاج الأفلام السينمائية، اهتم المخرجون بقصص الفضاء، بداية من خلال التعامل مع مفاهيم الخيال العلمي المبتكرة وصولاً إلى محاولة تصوير تجربة رواد الفضاء بواقعية، وهو ما وضع صانعي الأفلام أنفسهم أمام تحدٍّ كبير.
كواليس أفلام الفضاء
في ما يلي، قائمة ببعض أفضل الحقائق من وراء الكواليس حول صناعة أفلام الفضاء.
خطر حقيقي في موقع تصوير فيلم The Right Stuff
استناداً إلى كتاب توم وولف عام 1979 الذي يحمل الاسم نفسه، يرسم فيلم "The Right Stuff"، إنتاج عام 1983، رحلة تقدُّم الطيارين في اختبارات الطيران والذين استعان بهم برنامج الفضاء الأمريكي في بدايته.
وكانت هذه وظيفة خطيرة للغاية، فقد خلالها بعض الطيارين حياتهم، وهذا الخطر للأسف، انتشر إلى موقع تصوير الفيلم.
علّق مصمم الإنتاج جيفري كيركلاند قائلاً: "أعتقد أنها أخطر بيئة تصوير عملت بها على الإطلاق".
ووفقاً لما ذكره موقع Listverse الأمريكي، فقد توفي الممثل البديل لأداء الحركات الخطيرة، جوزيف سفيك، في أثناء أداء حيلة بالمشهد الذي يقفز فيه تشاك ييغر من طائرته NF-104A بعد أن خرجت عن السيطرة.
وفي أثناء تصوير الهبوط، لم تفتح مظلة سفيك، وتوفي عند الاصطدام بالأرض.
والسبب الدقيق للحادث غير معروف، لكن يُعتقَد أنَّ سفيك ربما فقد وعيه بسبب استنشاق الدخان المستخدم لمحاكاة الحادث، وبالتالي لم يتمكن من فتح مظلته.
التربح من الذُّرة في فيلم Interstellar
يروي فيلم Interstellar، إنتاج عام 2014، وصول البشر إلى النجوم بحثاً عن الكواكب المضيفة بعد أن تسببت آفة في قتل جميع المحاصيل على الأرض تقريباً، وبقيت الذرة المصدر الغذائي الوحيد الصالح للطعام.
لكن بدلاً من استخدام تقنية الصورة المولدة بالحواسيب لإنشاء 500 فدان من الذرة اللازمة لمزرعة عائلة كوبر، قرر المخرج كريستوفر نولان زراعة حقول ذرة حقيقية.
وأنفق نولان 100 ألف دولار لزراعة الذرة، وهي خطوة محفوفة بالمخاطر بالنظر إلى أنَّ موقع التصوير في مدينة كالغاري الكندية.
لكنه أراد منظراً للجبال من بعيد، على الرغم من تحذيره من أنَّ الذرة نادراً ما تنمو جيداً في المناطق الجبلية.
لكن المخاطرة أتت ثمارها -حرفياً- إذ نمت ذرة نولان جيداً بما يكفي لبيعها في نهاية التصوير والحصول على ربح كبير منها، وفقاً لما ذكره موقع CinemaBlend.
طريقة العمل المثالية في فيلم Sunshine
تدور أحداث الفيلم في عام 2057 في مهمةٍ لمدة 16 شهراً لإعادة إشعال الشمس المحتضرة، مما يعني أن أفراد الطاقم يعرف بعضهم بعضاً بالفعل عن كثب عندما تبدأ الكاميرا في التصوير.
أراد المخرج داني بويل أن تكون هناك رابطة حقيقية بين الممثلين، لذلك قبل بدء التصوير جعلهم يعيشون معاً لمدة أسبوعين في سكنٍ للطلاب.
يعتقد بويل أنهم "شكلوا تحالفاً جماعياً معاً واستمر ذلك لبقية الفيلم".
يؤكد هيرويوكي سانادا، الذي لعب دور كانيدا، أنه قبل بدء التصوير، كانوا قد "خلقوا هذا الإحساس بالعمل الجماعي بالفعل".
لم يكن العيش معاً الطريقة الوحيدة التي طلبها بويل في التمثيل بل جعلهم يشاهدون أفلاماً، مثل Das Boot – 1981 وAlien – 1979، ويحضرون محاضرات لخبراء علميين، من ضمنهم بريان كوكس، الذي عمل مستشاراً علمياً للفيلم.
أراد بويل أيضاً أن يعيش الممثلون انعدام الوزن، لذلك رتب لهم أن يذهبوا للغوص ويخضعوا لتدريب فضاء لمحاكاة الطيران.
زراعة البطاطس في فيلم The Martian
رواية ريدلي سكوت The Martian – 2015، المقتبسة من رواية أندي واير لعام 2011 والتي تحمل الاسم نفسه، تتابع رائد الفضاء الوحيد، مارك واتني (مات ديمون)، وهو يكافح من أجل البقاء على سطح المريخ بعد أن تُرك هناك بطريق الخطأ.
كان الطعام أحد أكبر التحديات التي يواجهها، لكن واتني عالم نبات وضع خطة لزراعة البطاطس باستخدام تربة المريخ التي استخدم البراز البشري لتسميدها.
هذا، بالمناسبة، ممكن علمياً، وقد احتاج طاقم الفيلم إمداداً مستمراً من البطاطس في مراحل نمو مختلفة.
وأوضح بطل الفيلم مات ديمون أنه بينما لم يتعلم أي شيء عن كونه رائد فضاء أو مهندساً، فقد "تعلم كيفية زراعة البطاطس".
مشاهد الجاذبية الصفرية في فيلم Apollo 13
عند تحويل قصة المهمة التي شارك فيها جيم لوفيل وجاك سويجيرت وفريد هايس إلى القمر إلى فيلم Apollo 13 – 1995، واجه رون هوارد تحدياً: كيف تحاكي انعدام الوزن في الفضاء؟
كان هذا قبل أن تكون التأثيرات الرقمية على مستوى التحدي، وكان هوارد يفكر في استخدام الأسلاك حتى واجه ستيفن سبيلبرغ.
ذكر المدير الزميل طائرات KC-135، التي تستخدمها ناسا لتدريب رواد الفضاء.
الطائرة، المعروفة باسم Vomit Comet، تخلق جاذبية قريبة من الصفر من خلال أداء قوس مكافئة، والتي تعطي ما بين 20 و25 ثانية من انعدام الوزن، وسأل هوارد ناسا عما إذا كان يمكنه استخدام الطائرة للتصوير، لكنهم رفضوا في البداية.
أوضح أن جيم لوفيل تدخل نيابة عنهم وقال: "لماذا لا تعطي هؤلاء الرجال رحلة تجريبية واحدة؟".
وبتشجيع منه، رضخت وكالة ناسا وسمحت لهوارد باستخدام KC-135 لمدة ستة أشهر.