من غزو الفضاء والمنازل المسكونة بالأشباح إلى الانبعاث من الموت والقوى الخارقة، جميعنا نعلم أن أفلام الخيال العلمي والفنتازيا وحتى أفلام الأكشن والإثارة مليئة بالمبالغات والخرافات والأحداث غير الواقعية.
وبالنسبة لمحبي هذا النوع من الأفلام، تعتبر هذه المبالغات مهمة ومحببة لأنها تمنح هذا النوع من الأفلام عنصر الإثارة والتشويق الذي تحتاجه.
إلا أن الأفلام الواقعية والدرامية أصبحت مليئة أيضاً بالمغالطات غير الدقيقة والمفاهيم الخاطئة التي أصبحنا نعتقد أنها حقيقة صحيحة بسبب تكرارها في الأفلام.
من الصعقة الكهربائية لإعادة نبض القلب إلى فقدان الذاكرة الدائم، في ما يلي بعض من أغرب الخرافات التي تسببت الأفلام في اعتقادنا لها على أنها حقيقة.
فقدان الذاكرة يمحو كل الذكريات للأبد
يشبه فقدان الذاكرة في الأفلام إلى حد ما الممحاة، عادة ما يحدث بسرعة، وفي معظم الحالات، ينسى المريض كل شيء قبل وقوع الحادث إلا أن قدراته العقلية الأخرى لا تتأثر وكذلك مهارات المحادثة الأساسية لديه تكون طبيعية تماماً.
لكن علمياً، هذه ليست الطريقة التي يحصل بها فقدان الذاكرة. فمن النادر أن تفقد الكثير من ذاكرتك لدرجة أنك تنسى أقساماً كاملة من حياتك أو حياتك السابقة بأكملها كما يحصل في الأفلام.
عادةً ما يسبب فقدان الذاكرة نسيان أجزاء من ذكريات معينة، إلا أنه يمكن استرجاعها بالعلاج طالما أن الإصابة ليست خطيرة أو مع مرور الوقت.
أما في حال كان الحادث خطيراً وسبب فقدان الذاكرة كاملاً دون القدرة على استرجاعها بالعلاج أو مع الوقت، فغالباً ما يكون ذلك مصحوباً بأعراض أخرى مثل الأضرار الجسدية والإدراكية الجدية وحتى تأثر معدل الذكاء.
النوبات القلبية في الأفلام مختلفة عن الواقع
تصور الأفلام أعراض النوبات القلبية على أنها شديدة وغالباً ما نرى الشخص الذي يمر بها يسقط بشكل مفاجئ من أي مكان يتواجد فيه حتى لو كان جالساً للتأكيد على خطورة الموقف.
لكن في الحقيقة، لا تكون النوبات القلبية عنيفة دائماً ويمكن أن يشعر الشخص بألم خفيف في الصدر فقط. وهذا سبب التغاضي عن أعراضها من قِبل الكثيرين لأن معظمنا لا يأخذ آلام الصدر العشوائية على محمل الجد ويرجعها لأسباب مختلفة.
يشير موقع جريدة The Telegraph إلى أن تصوير الأفلام الخاطئ للتعرض للنوبة القلبية يشكل خطراً حقيقياً، لأنه يجعل الناس يهملون ألم الصدر الذي يتعرضون له لاعتقادهم أنه ليس خطيراً طالما أنه ليس شديداً لدرجة سقوطهم!
إيقاف نزيف الأنف في الأفلام قد يُعرضك للاختناق!
نظراً لكثرة مشاهد العنف في سينما هوليوود، فإن نزيف الأنف هو أحد المشاهد الأكثر شيوعاً في الأفلام. وبالتأكيد لإيقاف النزيف، سنشاهد الشخص ينحني إلى الخلف ويضغط على أنفه، وهو ما يفعله معظمنا عندما نشعر بنزيف في الأنف في الواقع. لكن في الحقيقة، هذه الحركة ليست فقط غير فعالة في إيقاف النزيف بل تزيد من خطر إصابتك بالاختناق حتى الموت!
عندما تقوم بإمالة أنفك للخلف، فقد يتسرب الدم إلى قناة التنفس ويمنع تدفق الهواء. كما يمكن أن ينتقل أيضاً إلى المعدة ويحدث مضاعفات، لأن المعدة ليست مصممة لمعالجة الدماء.
أفضل طريقة لإيقاف نزيف الأنف هي الجلوس منتصباً، بحيث يكون الرأس أعلى من القلب، لأن هذا يقلل من ضغط الدم ويبطئ حدوث المزيد من النزيف. ثم قم بالضغط على الأنف، والانحناء إلى الأمام، لمدة لا تقل عن 5 دقائق وحتى 20 دقيقة، حتى يتجلط الدم ويتوقف تماماً.
وإذا استمر النزيف لأكثر من 20 دقيقة، عليك الحصول على رعاية طبية لإيقافه.
الإنعاش القلبي الرئوي لا ينجح في معظم الأوقات
كم مرة رأيت شخصية تغرق تماماً في فيلم قبل أن يأتي شخص ما وينفذ الإنعاش القلبي الرئوي لتعود وتتنفس فوراً؟ نراهن أن الإجابة ستكون أن معظم المشاهد كذلك.
من خلال الأفلام، يمكن أن تنظر إلى الإنعاش القلبي الرئوي على أنه حل سحري يمكنه بث الحياة في الأشخاص الذين ماتوا بالفعل وأنه ينجح في كل مرة.
لكن إذا سألت فرق الطوارئ الطبية وغيرهم من المتخصصين في الحالات الإسعافية، فسيخبرونك أن الإنعاش القلبي الرئوي هو أفضل تقنية لإنعاش شخص ما بالتأكيد، ولكنه لا يعمل دائماً أو إلى الحد الكبير الذي تصوره الأفلام، كما تشير وكالة Reuters الإخبارية.
أجهزة تنظيم ضربات القلب لا تعمل كالأفلام
على الرغم من أهمية أجهزة تنظيم ضربات القلب المعروف طبياً باسم "مزيل الرجفان"، فإن الأفلام تستخدمها في جميع أنواع الصدمات تقريباً، في حين أن فائدتها مقصورة على حالات طبية معينة.
يمكنك أيضاً رؤية الجراحين في الأفلام يضربون طرفي الجهاز معاً قبل استخدامهما دائماً لكن في الحقيقة لا حاجة للقيام بذلك على الإطلاق.
يتم تصوير أجهزة تنظيم ضربات القلب على أنها وسيلة ناجحة بشكل يبعث على السخرية في الأفلام، لكنها في الواقع ليست بالفاعلية التي تصورها الأفلام في إنعاش المرضى من السكتة القلبية.
جروح السهام خطيرة أيضاً!
تعمل جروح السهام والرصاص بشكل مختلف تماماً في الأفلام. فبينما يُنظر إلى جروح الرصاص على أنها ضربات قاتلة نهائية، يتم تصوير جروح السهام وكأنها خدوش طفيفة لا تسبب أي خطر حقيقي ويمكن أن تشفى بسرعة.
حتى إن الشخصيات التي تتعرض لضربات السهام في صدورها تظهر وهي تتحرك وتقاتل بالسيوف وكأن شيئاً لم يحصل.
لكن الحقيقة هي العكس تماماً، ففي حين أن جروح الرصاص قد لا تمنعك من القدرة على الحركة، فمن شبه المؤكد أن الأسهم ستعيقك تماماً عن التحرك. وفي كثير من الحالات، يمكن أن يتسبب السهم في مشاكل أكثر خطورة من جرح الرصاص، لأن الأسهم يمكن أن تكون سامة أيضاً.
لا توجد عودة بعد ظهور خط نبضات القلب المستقيم
معظمنا قد يتذكر هذا المشهد مرات عديدة بأعصاب مشدودة وترقب، عندما يتوقف قلب المريض عن النبض في غرفة الإنعاش ويظهر الخط المستقيم على جهاز تخطيط نبضات القلب، ثم يهرع الطبيب والممرضة لصعق جسم المريض كهربائياً وبعد ثوانٍ يعود قلبه للنبض، ونتنفس الصعداء كمشاهدين فرحاً بعودة البطل للحياة.
لكن وفقاً لموقع The Conversation، فإن هذا يحصل فقط في الأفلام وفي حالات نادرة الحدوث تشبه المعجزة.
بمجرد أن يتوقف القلب عن العمل ويصبح الخط مسطحاً، من المستحيل إعادة القلب إلى الحياة، بغض النظر عن مقدار الكهرباء الذي تصعقه به.