بإجماع المحبين والنقاد، مثّل مسلسل The Sopranos بداية "العصر الذهبي" لمسلسلات الدراما التلفزيونية الأمريكية
فقبل العمل الذي أدى دور بطولته الراحل جايمس غاندولفيني، كانت المسلسلات الأمريكية لا تجرؤ على تقديم القصص الطويلة التي تمتد عدة مواسم، كما كان من الصعب تناول شخصية الشرير بالطريقة التي قدمها غاندولفيني.
ومع مرور 20 عاماً على بداية عرض The Sopranos، سلطت صحيفة The New York الأمريكية الضوء على 20 مسلسلاً درامياً شبيهاً يستحق المشاهدة.
قمنا في "عربي بوست" باستعراض المسلسلات التي اختارتها الصحيفة الأمريكية، على 20 حلقة منفصلة يمكنك الاطلاع عليها عبر الضغط هنا (مسلسلات أمريكية تستحق المشاهدة)
2004-2007
Veronica Mars
لأن الأشداء والضعفاء لم يسيروا معاً على نحو جيد قط.
تدور أحداث المسلسل حول فيرونيكا مارس، التي قتلت صديقتها وأزاحت والدها عن مأمورية المقاطعة، وتكرس فيرونيكا حياتها لفكّ أصعب الألغاز في البلدة الثرية التي تعيش بها "نبتون".
أذيع المسلسل لأول مرة على قناة UPN، وبعد مرور عام على انتهاء بثِّ "Buffy the Vampire Slayer"، استمرَّ "Veronica Mars" في إثبات أن التلفزيون يمكن أن يكون ذكياً ومتطوراً في حكي القصص والتعقيدات العاطفية للجمهور الأصغر سناً.
كانت فترة إذاعته قصيرة، وموسمه الثالث والأخير على قناة CW بعد الاندماج كان ضعيفاً بعض الشيء. لكن في فترة بثه كان مزيجاً لا نظير له من الغموض والدراما الرومانسية، وكلاهما توليفة تُجرب كثيراً، لكنها نادراً ما تُتقن.
كان مستغرباً بالنسبة لمسلسل جمهوره الأساسي من طلاب المدارس الثانوية أن يكون واضحاً وغير عاطفي لهذه الدرجة.
وإبداء أن فساد وشر جماعة الطبقة العليا على شاطئ جنوب كاليفورنيا التي أقصيت منها فيرونيكا لم يقدم لأجل الضحك. وعلاقة الاعتمادية والولاء الرهيب بين فيرونيكا ووالدها المحقق الخاص المكافح كيث مارس، حوت عناصر من اليأس والحزن.
قبل وقت طويل من #MeToo كُشف أن فيرونيكا خُدِّرت واغتُصبت في حفلة، وهي تفاصيل غير مبرّرة ساعدت في تفسير حدتها الجريئة والساخرة.
قد تجعل هذه الأمور مجتمعة المسلسل يبدو قاسياً، لكنه كان مرحاً، كان ذلك بسبب التوظيف الذكي من قبل المؤلف روب توماس لتقاليد الأفلام، بجانب معرض شخصيات المراهقين المميز الذي أنشأه.
لكن السبب الأساسي كان الأداء الفذ والمفعم بالعاطفة من كريستين بيل وإنريكو كولانتوني في دور فيرونيكا وكيث، الغريبان المحطمان اللذان يتشاركان موهبة السعي الدؤوب للعدالة. ولعبت بيل دور العنيدة ذات السبعة عشر عاماً، وهي تكبُرُ وتتأقلم مع خسارة أمها وأعز أصدقائها، فكانت محطمة قلوب موجعة.