ممثلون يحظون بمكانة لا يستحقونها، جميعنا لدينا قائمة شخصية بممثلين ينطبق عليهم هذا الوصف، ولا عجب في ذلك؛ إذ إن هوليوود دأبت على أن تمنح المكانة العالية لمن لا يستحقها، سواء في صورة تحقيق الإيرادات العالية أو في صورة الثناء الموجَّه من النقَّاد.
سنركز في هذا المقال على فئة الممثلين الذين حازوا على استحسان لا يستحقونه من النقاد، وسنمر في هذا الصدد ببعض الأسماء التي احتفى النقاد بروعة أدائها، مع أنها في الواقع لم تترقِ لمستوى توقعاتنا.
وبعض هؤلاء الممثلين قد تم ترشيحهم لجائزة الأوسكار أو غيرها من الجوائز أو فازوا بها بالفعل.
من الضروري أن نوضح أن ضم هؤلاء الممثلين إلى القائمة المذكورة هنا لا يعني أننا نراهم معدومي الموهبة تماماً؛ وإنما يعني أننا نراهم في منزلة أعلى مما يستحقون، وذلك بطبيعة الحال دون توجيه نقد مباشر لعملهم. فيما يلي قائمة بأسماء الممثلين العشرة.
10- آن هاثاواي
تنصب على آن هاثاواي مشاعر كراهية جمة لا تستحقها. فشخصيتها الملائكية المثالية تثير أعصاب البعض، ولكننا لسنا هنا لنتحدث في هذا الأمر.
قبل أن تحصل هاثاواي على جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم Les Miserables، أبلت بلاءً حسناً في فيلم Rachel Getting Married، من إخراج جواناثان ديم.
فأداء هاثاواي في الأدوار البسيطة الخالية من التنميق أفضل بكثير من أدائها في أدوارٍ جامحة مثل دور فانتين.
لهذا السبب نرى أنَّ هاثاواي تحظى بأكثر مما تستحق. وفي فيلم Interstellar كانت الممثلة الوحيدة التي عجزت عن الاندماج مع القصة الحساسة التي كتبها كريستوفر نولان
وفي فيلم The Intern الذي عُرض عام 2015، حاولت تقديم أفضل ما لديها؛ غير أنَّ السيناريو الذي كتبته نانسي ميير أفسد أبعاد شخصيتها بالكامل.
ناهيك عن أدوارها في Song One و Don Peyote ودورها المزعج في شخصية الملكة البيضاء في فيلم Alice in Wonderland، وجميعها أدوارٌ لا تؤهلها بأي شكل لأن تكون في قائمة أفضل الممثلين.
-
جاريد ليتو
تحب هوليوود أساليب التمثيل المنهجي، لا سيما إذا ضمت ممثلاً يشوِّه جسده بنفسه ليؤدي دوره.
يمكن أن نضع أداء جاريد ليتو في فيلم Dallas Buyers Club ضمن هذه الفئة؛ إذ إن دور رايون الذي لعبه في الفيلم لم يكن مجرد مثال آخر على ممثل متوافق الجنس يؤدي دور شخص متحول جنسياً،
وإنما لأن أداءه أيضاً كان في غاية السطحية من وجهة نظرنا. وعلى النقيض من ذلك، يضمن دور الممثل ماثيو ماكونهي في الفيلم نفسه تحقيق أثر عاطفي أكبر على المشاهد.
على مدار مشواره المهني الطويل نسبياً في مجال التمثيل، قدم ليتو أداءً مذهلاً في أفلام Fight Club و Requiem for a Dream و Panic Room و Chapter 27 و Mr. Nobody،
ولكن هذا لا يعني أنّه ممثل خارق كما يصوره البعض. وأبسط مثال على ذلك دور الجوكر الذي لعبه في فيلم Suicide Squad؛ حيث قام بأداء مسرحي ظريف، خالٍ من أي عمق.
-
إيدي ريدماين
كان أداء إيدي ريدماين مذهلاً في فيلم Savage Grace الذي لا بأس به، وهو واحدٌ من أوائل أدواره عام 2007،
ولكن بمجرد ما وصل إلى ذروة مشواره الفني في فيلم Les Miserables (في أداء ضعيف مقارنة بسائر ممثلي الفيلم)، بدأ ينتقي أدوار تقدم الحيل التمثيلية على العمق.
وكان هذا هو الحال أيضاً في دوره الذي فاز عنه بجائزة الأوسكار في فيلم The Theory of Everything،
وهو فيلمٌ مكرسٌ بشكل كبير للشخصية التي يحكي قصتها، على نحو لم يترك مساحة للممثل للتصرف بشكل بحرية وبشكل طبيعي أمام الشاشة.
أضف إلى هذا دوره في شخصية متحول جنسي، في فيلم The Danish Girl الذي أفرط في سوء فهمه لهوية المتحولين جنسياً.
وربما كان أكثر أدواره مرحاً في الآونة الأخيرة هو أداؤه المميز في دور الوغد في فيلم Jupiter Ascending،
حيث أدى دور الشخص الديكتاتور الذي يلجأ إلى الهمس أحياناً وإلى الصراخ أحياناً أخرى لفرض رأيه، وهي شخصية غير عميقة في بنيتها.
-
رايتشل ماك آدامز
رُشحت رايتشل ماك آدامز مؤخراً لجائزة الأوسكار عن دورها في فيلم The Spotlight.
ورغم أنّها كانت أحد أفراد طاقم العمل المذهل لهذا الفيلم، إلا أن أداءها كان خالياً من أي تميز.
كما أنّ أداءها كان أفضل بكثير في مسلسل True Detective، الموسم الثاني، ولكن كثيراً من الناس لم يلحظوا ذلك بسبب حالة الإحباط العام التي شاعت في أوساط الجمهور من هذا الموسم.
الثابت تاريخياً أن رايتشل ماك آدامز ليست جيدة كما يجري تصويرها؛ كان أداؤها جيداً في دور ريجينا جورج في فيلم Mean Girls،
ولكنها ما لبثت أن التزمت بالأدوار الكوميدية العاطفية اللزقة (في أفلام The Notebook، The Time Traveler's Wife، The Vow)، مع تقديم بعض الأدوار "الجادة" المثالية.
وكان حضورها خجولاً في فيلم Southpaw، مع أن الفيلم في الأساس كان من بطولة جيك جيلنهول؛
وكان أداؤها مريعاً في فيلم Aloha من إخراج كاميرون كرو وفيلم Everything will be Fine للمخرج فيم فيندرز؛ ومملاً في أفلام بالغة التشويق مثل Red Eye لويس كرافن،
وMidnight in Paris لوودي ألين، وTo the Wonder لتيرينس ماليك، و Passion لأنتون كربيجن. ربما ينظر البعض لهذا الأمر باعتباره أدواراً سيئة،
ولكن حين تعمل مع كل هؤلاء المخرجين الموهوبين، يصعب أن تستمر في الإخفاق لكل هذه المرات المتتالية.
-
هيو جاكمان
لا شك أن هيو جاكمان صاحب صوت جميل في الغنائي. ربما لهذا السبب كان أداؤه في فيلم Les Miserables محتملاً؛ إذ إنه يغني من بداية الفيلم وحتى نهايته.
وأقسم أنه ذكر هذا الفيلم تحديداً عدة مرات في هذا المقال لا يعني أن لديّ عداءً شخصياً معه، كل ما في الأمر أن الصدفة جمعت كثيراً من الممثلين الذين أراهم أقل مما يراهم الناس في فيلم واحد.
وهذا الدور الذي ترشحه بسببه لجائزة الأوسكار ربما يكون دوره الجاد الوحيد؛ إذ إنه يظهر دائماً في صورة الشخص المهرج اللاهث خلف رضا الناس كدوره في مسلسل X-Men.
يمكن أن يكون هذا الممثل مرحاً في بعض الأحيان، كما نرى في فيلم Pan عام 2015.
ولكن هذا الممثل عاجز عن أن يكون حقيقياً أمام الكاميرا؛ ولم يرتقِ لمستوى الأحداث في فيلم The Fountain لدارين أرونوفسكي وفيلم The Prestige لكريستوفر نولان، وفيلم Prisoners لدينيس فيلينوف؛
وهي الأفلام الثلاثة الأكثر رقياً في سجله المهني. بالطبع جميعنا نحبه، وهو صاحب كاريزما طاغية؛ ولكن دعونا نتوقف عن ترديد أنه ممثل "عظيم".
-
زوي ديشانيل
ثمة خصوصية يتمتع بها فيلم 500 Days of Summer للمخرج مارك ويب، أعادت تعريف ما ينبغي أن تبدو عليه أفلام الكوميديا العاطفية؛
وهذا الفيلم كما نعرف جميعاً هو المسؤول عن مكانة زوي ديشانيل باعتبارها أعظم ممثلة في هوليوود تؤدي دور فتاة الأحلام العابثة،
رغم أنها قاربت الأربعين من عمرها الآن. وتعززت هذه الصورة بسبب دورها في المسلسل الكوميدي New Girl لستة مواسم الآن، رغم أن شخصية سمر كانت في حقيقة الأمر سخرية من هذه الصورة النمطية لأعمال الكوميديا العاطفية.
يمكن أن تكون زوي شخصية مرحة في بعض الأحيان (شاهد مثلاً فيلم Yes Man) وشخصية حزينة تحطم القلوب بعض الشيء (كما في Bridge to Terabithia)،
ولكنها محصورة في الدور نفسه منذ زمن طويل، لدرجة أننا لا نعرف ما إذا كان بإمكانها التحرر منه أم لا.
وخير دليل على ذلك فيلم الدراما الذي ظهرت فيه مؤخراً The Driftless Area. وأخيراً، نود أن نقول إن إيميلي ديشانيل، شقيقة زوي، تفوقها في الأداء كثيراً.
-
جوينيث بالترو
لم تكن جوينيث بالترو جديرة بجائزة الأوسكار عام 1999. فرغم أنها كانت متألقة في فيلم Shakespeare in Love، فإن السباق في ذلك العام ضم باكورة الممثلين وأفضلهم أداءً ممن هم أفضل منها بكثير.
وكانت نتيجة حصولها على الجائزة أنها أصبحت مهووسة بذاتها، وانخرطت نتيجة لذلك في مجموعة من الأفلام لم تسمح لها باكتشاف أفضل ما لديها.
ولا نريد أن نطلق أحكاماً قاسية هنا، ولكن إذا كانت بالترو ترغب حقاً في أن تكون رئيسة فرقة Goop الغنائية، ربما عليها أن تفعل ذلك، ولكن في مجال التمثيل، فإنها لم تكن أبداً في المكانة التي أوحت جائزة الأوسكار بأنها ستكون عليها.
بل والأدهى من ذلك أنها كانت تملك مقومات الممثلة العظيمة قبل هذا التاريخ، وظهر ذلك في دورها في فيلمي Emma و Sydney على سبيل المثال.
ومن العار أن الشرف العظيم الذي تضفيه جائزة الأوسكار على الممثل، لم يزد بالترو إلا انحداراً في أدوارها وحولها بشكل مؤسف إلى أدائها في أفلام
مثل View from the Top و Possession و Shallow Hal، وSylvia. وبذلك اختفت تماماً بوادر التميز التي بدت عليها في بداية مشوارها الفني.
-
باتريك ويلسون
يتمتع باتريك ويلسون بسمعة جيدة في أوساط النقاد، ويعود هذا في المقام الأول إلى أنه يحسن اختيار أفلامه في معظم الأحيان. تم ترشيحه مرتين لجائزة غولدن غلوب، آخرهما عن دوره في فيلم Fargo، وهو فيلم رائع أدى فيه ويلسون أداءً لا بأس به.
الأمر نفسه ينطبق على دوره في فيلمي The Conjuring و Insidious، فيلمي الرعب للمخرج جيمس وان.
غير أن زملاء ويلسون في هذين الفيلمين قد قاموا بمعظم العمل. كان غريباً في فيلم Hard Candy ، وكان حضوره متواضعاً ومكملاً في فيلم Watchmen للمخرج زاك سنايدر.
ومن الأدوار التي بذل فيها ويلسون جهداً طيباً دوره في أفلام Bone Tomahawk و Young Adult ودوره في حلقة One Man's Trash في مسلسل Girls في الموسم الثاني؛ وإن كان أداؤه فيها هستيرياً.
ولا ندري بصراحة كيف أسندت إليه هذه الأدوار من الأساس.
ربما كان ويلسون رجلاً طيباً يحبه المخرجون/الكتاب، وفي هذه الحالة نحن لا نمانع أن يكون ناجحاً. إذ إن الممثل المتواضع يبدو أفضل حالاً حين تكون شخصيته طيبة، وهذا ربما هو الحال مع ويلسون.
-
جوش برولين
نعم، شاهدنا جوش في فيلم Milk وفي فيلم No County for Old Men. وأظهر أفضل ما لديه في فيلم W للمخرج أوليفر ستون.
غير أنّ أداءه فيه كان مصطنعاً على نحو ساعد في تجسيد الفيلم للشخصية التي يتناولها.
منذ أدائه في فيلم Milk الذي ترشحه بسببه لجائزة الأوسكار، وهو يقدم أفلاماً لا بأس بها، بدءاً من جهده المشترك مع الأخوين كوين،
ومروراً بدوره في فيلم Inherent Vice للمخرج بول توماس أنديرسون، وفيلم Sicario لدنيس فيلنوف، ووصولاً إلى دوره العام الماضي في Everest وهو فيلم مغامرة ومعاناة مثير.
الأمر المشترك بين جميع هذه الأفلام هو أن برولين يؤدي الدور الأقل إثارة فيها جميعاً، بحيث يظهر وهو يحصر شخصياته في سمة واحدة ويظهرها بشكل سطحي بدلاً من أن يقدمها بشكل مركب وثلاثي الأبعاد.
يخلو أداء برولين من أي خصوصية وتميز، خصوصاً إذا ما ظهر مع ممثلين كبار من ذوي الأداء المميز.
-
كريس هيمسوورث
يتمتع كريس هيمسوورث بأداء عظيم كممثل. كما أظهر كاريزما طاغية في دور إله الرعد في فيلم The Marvel of Cinematic Universe، وقد كان أداءً غريباً ومذهلاً في آن واحد للشخصية الشهيرة.
غير أن الممثل الأسترالي لم يقنع بكونه نجم أفلام حركة، أو حتى بكونه سلاح الكوميديا السري في أفلام من قبيل Vacation وGhostbusters
إذ إنه يتطلع إلى أن يكون ممثل دراما محل احترام، لذا عمل مع مخرجين من أمثال رون هاورد ومايكل مان، ولكن بلا جدوى.
في الواقع، قدم فيلمين لا بأس بهما مع هاورد. فيلم Rush هو فيلم رياضي مذهل شهد أداءً مميزاً، ولكن هذا الأداء المميز كان من نصيب الممثل دانيال برول.
كما يعد فيلم The Heart of the Sea فيلماً مميزاً لهاورد، ولكن الفضل في ذلك مرةً أخرى لا يعود إلى هيمسوورث.
وكذلك فإن فيلم الرعب Blackhat لمان هو فيلم حاسم لم يمنح هيمسوورث فرصة لبناء أداء جيد. لا شك أن الممثل الأسترالي لا يزال في مرحلة بناء القدرات، ولكنني أنا شخصياً لا أرى له مستقبلاً في صفوف أفضل الممثلين في أي وقت قريب.