كان فيلم Bohemian Rhapsody من أهم الأفلام المرشحة للأوسكار 2019، لقد فاز رامي مالك بالفعل بجائزة أفضل ممثل يستحق اللقب بجدارة.
لذلك استغرقتُ وقتاً لمشاهدته بعد ردود الأفعال المتباينة التي انتشرت بعد الفيلم.
كتب ستيف روز عن قصة فيلم Bohemian Rhapsody قائلاً: "إنها تقترب بشكلٍ خطيرٍ من منطقة فرقة Spinal Tap"، لكنها ليست بنفس الطرافة.
أما AO Scott فكتب في صحيفة the New York Times أن الفيلم "يبدو وكأنه صُنع ليكون غير جديرٍ بالذكر قدر الإمكان، باستثناء الأسنان الصناعية التي ارتداها رامي مالك".
ناهيك عن موقف الفيلم الأخلاقي من ميول فريدي ميركوري الجنسية.
يصف ذلك أليكسيس بيتريديس بقوله: "يبدو أن الفيلم يتعرض لحقيقة أنه كان مثلي الجنس على اعتبارها أمراً أشبه بالمأساة"، ثم أُطلق الفيلم لجمهورٍ كان غافلاً عنه، وكان قنبلة الموسم.
حقق الفيلم إيراداتٍ بلغت 844 مليون دولارٍ (ضعف ما حققه فيلم A Star Is Born) ما يجعله الفيلم الدرامي صاحب الإيرادات الأعلى في التاريخ.
قصة فيلم Bohemian Rhapsody
الفيلم مميز جداً، تماماً كالأغنية التي يحمل اسمها، لكن بطريقة مُسلِّية بشكل مُنمَّق، العنصر الوحيد الذي يستحق ثناءً لا لبس فيه هو رامي مالك
الذي استطاع أداء دور ميركوري عبر الأسنان الاصطناعية الأغرب منذ أن لعب كريستوفر لي دور دراكولا.
فتراه يقول: "لديّ أربعة قواطع إضافيةٍ"، حين تسخر منه فرقة Queen قائلين له: "ليس بأسنانك تلك"، حين تقدم لهم ليكون مطربهم الرئيسي.
أما المقطع الأخير من الفيلم، والذي يصور مشاركة فرقة Queen لخمس عشرة دقيقةً على مسرح حفل Live Aid
فيشهد تحريك مالك لشفتيه تزامناً مع الأغاني كما لو أن حياته تقف على ذلك. يجدر بعشاق الفرقة حول العالم أن يرفعوا شعورهم المستعارة تقديراً لذلك الأداء.
النقاط البارزة الأخرى يصعب تحديدها، تظل أغاني الفرقة التي أصبحت مرتبطة في أذهان المشاهدين بشكل كبير.
قد يكون باول برنتر مدير أعمال ميركوري، الذي لعب دوره ألان ليتش، مُقدماً في الفيلم على أنه الشرير الذي استدرج ميركوري للمثلية الجنسية.
لكن ذروة الجمال في الفيلم كانت في اللقطة التي يمر فيها فريدي بين قططه المحبوبة ليفتح الستائر صباح يوم حفل Live Aid: كانت اللقطة استعراضيةً، وتشبه أجواء المعسكرات التدريبية.
يحقق الفيلم كذلك تعاطفاً أصيلاً في المشهد الذي يخبر فيه ميركوري بقية أعضاء الفرقة أنه مصابٌ بالإيدز.
ويبدو أن رفضه السماح للآخرين بإبداء الشفقة عليه، وإصراره على أن يستمر العرض يمسّ قلب شخصيته.
الأشياء السيئة في هذا الفيلم -بدءاً من الكتابة المبتذلة إلى التسلسل المحموم الذي يعترف في نهايته ميركوري بميوله لوالديه، ويجد حبه الحقيقي، ويلعب في حفل Live Aid- قد وُثِّقَت بكثافة.
لقد فاز فيلم Bohemian Rhapsody بجائزة أوسكار أفضل فيلم، واعتقد أنه سيأكل النقاد -من هوليوود إلى هانوي- قبعاتهم الجلدية. لأن الفيلم، رغم إخفاقاته، يقدم لحظاتٍ من المتعة الجريئة.