ننصحك بالتريث قليلاً قبل مشاهدتها، فهي أفلام مثيرة للأعصاب بشكل كبير، وقد تسبب لك صدمة، ولكن في الأغلب ستضطر إلى الجلوس في مقعدك لكي تستكملها، ولن تستطيع المغادرة إلا قبل نهايتها.
فهناك بعض الأفلام التي قد تأثرك بسحرها، وفي نفس الوقت تُجبرك على الوقوف أمامها مُرتبكاً وحائراً.
إنها ليست بأفلام رعب بالمعنى الدقيق، ولكن يمكن وصفها بالأفلام النفسية.
فهي من جهة: أفلام عظيمة فنياً، تحمل أفكاراً مُختلفة ومُثيرة للتأمل، لن تعرف كيف تتوقف عن التفكير بها وبمُلابساتها.
الأصعب أنه قد تضع نفسك مكان أبطالها مُستشعراً حيرتهم وعجزهم الإنساني الذي يُبرر لهم ولو قليلاً مما ارتكبوه بحق أنفسهم أو بحق آخرين.
ومن جهة أخرى، تُصَنَّف تلك الأفلام بأنها مُثيرة للأعصاب، تُشاهدها جالساً على أطراف مقعدك، مُنتظراً -بفارغ الصبر- لحظة النهاية لتتنفس الصعداء. وهو ما يضعك في حيرة، لأنك وبقدر ما أحببتها ووجدتها جديرة بالمُشاهدة، إلا أنك تُشفق على مَن سترشحها لهم.
إليك 7 أفلام مثيرة للأعصاب تستحق المشاهدة، ولكن فقط إذا كنت تمتلك الجرأة الكافية
1- The Killing of a Sacred Deer: عندما يجب عليك اختيار موت واحد من أسرتك لإنقاذ البقية
ماذا لو أخبرك أحدهم أن أقرب ثلاثة أفراد إلى قلبك على حافة الموت بسبب ذنب اقترفته أنت، وأن الطريقة الوحيدة لنجاتهم هي اختيارك أحدهم وقتله من أجل نجاة الباقون؟
هذا هو تماماً ما حدث لبطل الفيلم الذي عاش لسنوات حياة هادئة مع زوجته وطفليه، دون أن يعرف ما يُخبئه له القدر، لكن دعونا نعود قليلاً للخلف قبل الوصول لذروة الأحداث.
الفيلم حصل على تقييم 7 نقاط من قبل موقع Imdb.
القصة تدور حول جراح قلب يُجري إحدى عملياته بعد احتساء الكحول، ما يتسبب بارتكابه خطأً طبياً يذهب ضحيته المريض.
وبالرغم من كبرياء البطل الذي يمنعه من الاعتراف بذنبه، فإن ذلك لا يمنعه من التعاطف مع نَجل المُتَوَفي، فيتقرَّب منه ويُقرر تعريفه على أسرته.
ولكن سيندم على ذلك أشد الندم.
فبدون مُقدمات تبدأ أعراض مَرَضية غريبة بالظهور على أفراد الأسرة، وحين يعجز الطب عن التفسير أو العلاج، ويصبح أفراد الأسرة مهددين بالموت.
يعترف الفتى بأنه وراء كل ما يحدث، وأنه لم يفعل ذلك سوى انتقام لوالده.
ويضع الطبيب أمام خيار مرير.
أن يقتل أحد أفراد أسرته بنفسه، لتزول اللعنة عن الاثنين الآخرين، الأمر الذي يضع البطل أمام مأزق لا مثيل له.
الفيلم أخرجه وكتبه يورجوس لانثيموس، المعروف بأفلامه التي تميل للرعب النفسي، ووَضْع أبطاله أمام اختبارات قاسية ما مِن إجابة نموذجية لاجتيازها فلا صواب مُطلقاً ولا خطأ أكيداً.
القصة مُستوحاة من أسطورة يونانية عالجها المُخرج بشكل معاصر.
تُوّج العمل بالفوز بجائزة أفضل سيناريو بمهرجان كان لعام 2017 وسط حفاوة نقدية هائلة، وتقييم جماهيري منحه 7 نقاط بموقع IMDb.
2- Perfect Strangers: ماذا يحدث إذا أصبحت محتويات هاتفك المحمول بمتناول الجميع؟
فيلم إيطالي، إنتاج 2016، وهو بطولة جماعية تدور في قالب درامي-اجتماعي مُعاصر.
وبالرغم من كَون فكرته بسيطة، إلا أن ذلك لا ينفي أنها مُثيرة للقلق، خاصةً لمَن يملكون بحياتهم أسراراً أقرب الناس إليهم لا يعرفون عنها شيئاً.
فالعمل يتمحور حول سبعة أصدقاء: ثلاثة أزواج، وصديق أتى وحيداً، يلتقون في منزل أحدهم على العشاء.
وأثناء اجتماعهم معاً يقترح أحدهم لعبة قاعدتها الوحيدة: مشاركة بعضهم أي مكالمات هاتفية أو رسائل نصية تصل على هواتفهم المحمولة.
يبدو الأمر مرحاً في بدايته، لكن مع الوقت يتوتر الجميع، فكل منهم لديه ما يُخفيه.
ومع التصاعد الدرامي بالأحداث يتوالى انكشاف الأسرار، فتصبح الصداقات التي تجمعهم، بل والزيجات نفسها على المَحَك.
حقق الفيلم نجاحاً كبيراً، حتى إنه كان الأعلى من حيث الإيرادات الافتتاحية -3 ملايين يورو- وقت عرضه بإيطاليا، وتجاوز إجمالي إيراداته 31 مليون دولار.
كما حظي الفيلم باستحسان النقاد وفاز بالكثير من الجوائز، منها: جائزة أفضل سيناريو بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في حين أتى تقييمه الجماهيري 7.8 على موقع IMDb.
ويبدو أن حبكة العمل أثارت الحماس بشكل غير مسبوق لدرجة إعلان الكثير من المنتجين في عدد من الدول عن نيتهم لإعادة إنتاج العمل، مثل: أميركا، وإسبانيا، وفرنسا، والمكسيك، وتركيا، والهند، وألمانيا، واليونان، وكوريا الجنوبية، والسويد، وبولندا، وقطر، والكويت، والإمارات وآخرها مصر.
علماً أن النسخ الإسبانية، والفرنسية، والهندية قد خرجت للنور بالفعل، حسب IMDb.
3- The Lobster: ديستوبيا مُربكة بين عالمين الأول يُجبرك على الحب والثاني يمنعك عنه!
الديستوبيا (dystopia) هي عالم وهمي يتجرد فيه البشر من إنسانيتهم، تحكمهم مصالحهم، فيَعُمّ الخراب والفوضى.
في ذلك العالم السوداوي، ثقيل الوطأة، نشهد قصة The Lobster.
الفيلم فانتازي-رومانسي، أنتج في 2015 مُحققاً نجاحاً فنياً تأكد بترشحه للأوسكار وفوزه بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان.
أما جماهيرياً فصَنَّفه المشاهدون فيلماً عظيماً لكن مُزعجاً.
أحداث العمل تدور بين جماعتين:
الأولى/السائدة: البشر فيها مُجبرون على العَيش أزواجاً، فَمن كان بلا شريك عليه الذهاب لمكان يُشبه الفندق، يمكث فيه الوحيدون 45 يوماً فقط، يبحثون خلالها -بنفس المكان- عن شخص للارتباط به، بشرط أن يتشارك الاثنان صفة بارزة.
مَن يُحقق ذلك يُسمَح له بالمغادرة مع الطرف الآخر للعالم الفسيح، أما الفاشلون فيُحّوَّلون لحيوانات من اختيارهم، ويصبحون عُرضَه للصيد من باقي المُقيمين.
أما الثانية: فتضم هؤلاء الذين استطاعوا الهرب من جحيم الفندق إلى غابة مُتطرفة، حيث يختبئون ويعيشون دون شريك.
وعلى النقيض من المجموعة السابقة، تضع هذه الجماعة قيوداً صارمةً تمنع الارتباط العاطفي بين المُقيمين، ومن يُخالف ذلك يُعرِّض نفسه للموت بأقسى الطرق.
وبين الجماعتين نشاهد قصة البطل الذي رحلت عنه زوجته فاضطر لمعاودة البحث عن شريكة جديدة.
ومع اقتراب الـ45 يوماً من الانتهاء يَدَّعي البطل وجود تشابه لديه مع امرأة ما للارتباط بها، رغم أنه ليس هناك ما يربطهما.
ولكن حين ينكشف أمره يهرب لينضم للجماعة الأخرى، وهناك يقع بالحب، وعلى عكس المسموح، فتنقلب الدنيا رأساً على عقب.
4- Wild Tales: حكايات وحشية كان يمكن أن تكون أنت بطلها
فيلم أرجنتيني إنتاج 2014، تأليف وإخراج داميان سزيفرون، وهو عبارة عن 6 حكايات قصيرة منفصلة لكل منها أبطال مُختلفون.
منحه الجمهور تقييم 8.1 بموقع IMDb .
كما احتل المرتبة 180 بقائمة نفس الموقع لأفضل 250 فيلماً بتاريخ السينما، قبل أن يُكَلَّل كل ذلك بالترشح لأوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية والمنافسة على السعفة الذهبية في مهرجان كان.
وقد تميز العمل بأن مُخرجه ركَّز على تيمة واحدة بكل القصص: "الغضب".
إذ يحوي الفيلم 6 حكايات جاءت مُختلفة عن بعضها شكلاً وموضوعاً، وعلى ذلك تمحورت كلها حول فكرة:
كيف أننا جميعاً مهما بلغت إنسانيتنا ووازعنا الأخلاقي فإن مارد الغضب يظل قابعاً في ركنٍ خَفي من روحنا، ينتظر اللحظة المثالية للخروج والكشف عن أنيابه مُكتسحاً كل شيء بوحشية دون تردد.
قصة بعد أخرى تتصاعد وتيرة الأحداث وحِدَّة الأبطال، فإذا بهم ينفجرون غضباً، سواء كان بطل الأحداث هو الثري الظالم، أو العاملة المُستَضعفَة، أو المواطن الشريف، أو المُسافر المتَعَجِّل، أو المُحبَط المَوصوم بالفشل، أو العروس المصدومة.
ومع انتهاء كل حكاية والانتقال لقصة جديدة يجد المُتَفَرِّج نفسه أمام مرآة قاسية تؤكد أن كل الحكايات الطائشة التي يُشاهدها أمامه، لو كان هو بطلها، فعلى الأغلب، لم يكن تصرفه ليختلف بأي شيء عن هؤلاء الفوضاويين الحَمقى.
5- Dogtooth:البشر أشرار، عندما يتحول الأب والأم إلى جلادين
فيلم يوناني أُنتج عام 2009، وحقق نجاحاً كبيراً.
فقد حصل على تقييم 7.3 بموقع IMDb، و92% بموقع الطماطم الفاسدة، وفاز بجائزة مسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان.
كما ترشَّح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، ليصبح خامس فيلم يوناني يترشح لتلك الجائزة بتاريح السينما.
قصة العمل تدور في إطار يجمع بين الرعب، والإثارة مع بعض الكوميديا السوداء.
ورغم غرابة فكرته وفجاجتها فإن النقاد وصفوه بالرائع، حسبما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية.
الفيلم يحكي عن أسرة مكونة من أب وأم وثلاثة أبناء، يعيش الجميع بمنزل كبير أشبه بالقصر، تُحيطه أسوار عالية جداً.
يفصل الأب أبناءه عن العالم تماماً منذ ميلادهم.
فالمنزل غير مسموح لأحد بمغادرته سوى الأب، الذي يذهب لعمله ثم يعود، ولضمان مزيد من السيطرة يصَوِّر الأب والأم العالم الخارجي لأولادهما بشكل مُخالف للحقيقة، إيماناً منهم بأن الخوف مُحرِّك أفضل من الإقناع.
إذ يعطي الوالدان لأبنائهما معلومات مغلوطة، ومعاني غير صحيحة للمفردات البشرية المُستخدمة، كما يهمانهم بأنهم سيتعرضون للموت بوحشية إذا غادروا المنزل.
ولأن الأب والأم مصدر المعلومات الوحيد يُصدقهما الأبناء، لكن مع وصولهم لسن المراهقة يتمردون على السلطة الطاغية المسلطة عليهم، مُحاولين الخروج للعالم المجهول مهما بلغت شروره، حتى ولو كان الثمن الذي سيدفعونه لقاء ذلك مُفجعاً.
6- We Need to Talk About Kevin: عن الأم عندما يصبح ابنها الوحيد عدواً سرياً
يُخبروننا أن الأمومة غريزة فِطرية تُجبَل عليها النساء، وأنها مليئة بالتضحيات السامية التي لا تُفكر امرأة مرتين قبل الإقدام عليها.
لكننا لا ننتبه إلى أن كل أم تُجاهد نفسها ليلاً ونهاراً لتجعل أولويتها المُطلقة كائناً آخر غيرها، مؤجلةً أحلامها الخاصة بعض الوقت أو للأبد.
هذا الفيلم يعكس وجهاً للأمومة غير الذي يتحدث عنه الجميع، وبالرغم من أنه قد يبدو بغيضاً، لكن ذلك لا يَنفي كونه حقيقياً أحياناً.
يحكي الفيلم عن كاتبة عاشت حياتها كما يليق بامرأة مُنطلقة، تتبع أحلامها أينما كانت.
إلى أن تقع بالحُب، فتتزوج، وسُرعان ما تَحمل دون إرادة منها.
ولأن الإنجاب سيُعَطِّل خططها المستقبلية تُصاب بالإحباط والنفور من الحمل وابنها بعد أن تلده وكل ما يتعلق به.
وكما لو كان الابن يعلم بمشاعر أمه هذه.
إذ ينشأ الطفل دون الشعور بالحب تجاه أمه، بل والأسوأ من ذلك أنه يسعى للانتقام منها مُحاولاً تخريب حياتها، في الوقت الذي يتعامل فيه بلطف مع أي شخص آخر سواها.
الأمر الذي يجعل الآخرين لا يصدقون أن هذا الابن الهادئ هو نفسه العدو الماكر الذي تتحدث عنه الأم.
وعلى مدار الفيلم نشهد مراحل عمرية مختلفة للابن، في كل منها يكاد يدفع والدته لحافة الجنون.
ومع وصوله للمراهقة تزداد عدوانيته لدرجة ارتكابه جريمة يروح ضحيتها الكثيرون، فقط للتشفي من أمه التي تجد نفسها فجأة خسرت كل شيء، ولم يبق لها سوى مشاعر النبذ والفقد والوحدة.
الفيلم صدر عام 2011، وعلى مستوى التقييم الفني حقّق أصداء جيدة، حسب صحيفة The Guardian.
وهو عمل بريطاني-أميركي ترشَّح للغولدن غلوب، أما قصته فمُقتَبَسة عن واحد من أكثر الكتب مبيعاً. ورغم صعوبة مُشاهدة الفيلم فإن كل من اتخذ القرار بمشاهدته لم يستطع إشاحة نظره عن الشاشة، وصولاً للحظة النهاية التي تترك الجمهور أمام علامات استفهام عديدة، وأسئلة شائكة ظن الجميع أنهم يملكون إجابات حاسمة لها، لكن هيهات.
7- Eternal Sunshine of the Spotless Mind: هل تملك الجرأة على محو ذاكرتك؟
هذا هو السؤال الذي سيُطاردك في كل مرة تُشاهد فيها Eternal Sunshine of the Spotless Mind.
وهو فيلم أميركي، يجمع بين الفانتازيا والرومانسية.
فاز هذا الفيلم وقت عرضه بجائزة أوسكار وجائزتي BAFTA، واحتل المرتبة 85 بقائمة IMDb لأفضل 250 فيلماً.
وبالرغم من مرور ما يقرب من 15 عاماً على عرضه فإنه ما زال أحد أكثر الأفلام المُتصدرة للكثير من القوائم السينمائية المهمة بسبب الفلسفة الخاصة التي تبناها.
يحكي الفيلم عن جويل وكلمانتين المُتناقضين في كل شيء.
فجويل رجل هادئ، مُنطوٍ، ولا يملك أي ثقة بالنفس.
أما كليمنتاين فصاحبة روح جامحة وشغوفة بالحياة لدرجة الاندفاع.
يلتقي الاثنان مُصادفةً فينجذبان لبعضهما، اعتقاداً منهما أن الآخر هو مَن سيُكَمِلُه.
وبقدر ما تتجاذب الأقطاب المتضادة، إلا أنه مع الوقت سرعان ما تُزيل الأيام عن قلبيهما غشاوة البدايات والانبهارات الأولى.
ولأن كليمنتاين تميل أكثر إلى الحَسم، تُجري عملية من شأنها محو ذكرياتها المُتعلقة بجويل.
وهو ما يُصيب جويل بالغضب، فيُقرر هو الآخر إجراء نفس العملية، لكن أثناء خضوعه للتجربة وبالرغم من كونه غائباً عن الوعي، يُقرر -الجزء المُحِب داخله- عمل محاولة أخيرة لإنقاذ ذكرياته المتبقية، مُنتصراً للحب ولو على حساب كرامته، فهل ينجح؟