خلال الحرب العالمية الثانية، شكلت الولايات المتحدة تحالفاً مع الاتحاد السوفييتي ضد قوى المحور. ومع ذلك، كانت العلاقة بين البلدين متوترة؛ إذ كان الأميركيون قلقين من الشيوعية السوفييتية ومن الحكم الاستبدادي للرئيس الروسي جوزيف ستالين. ومن جانبهم، استاء السوفييت من تأخر دخول الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية؛ ما أدى إلى وفاة الملايين من الروس.
وبعد انتهاء الحرب، أدت التوسعية السوفييتية في أوروبا الشرقية إلى تغذية الكثير من مخاوف الأميركيين من وجود خطة روسية للسيطرة على العالم، وقد ظهر مصطلح "الحرب الباردة"، أول مرة، في مقال نشره الكاتب الإنكليزي جورج أورويل عام 1945 بعنوان "أنت والقنبلة الذرية".
وخلال عام 1949، بدأ سباق التسلح النووي بين القوتين العالميتين؛ إذ اختبر السوفييت أول قنبلة ذرية خاصة بهم، وردَّ الرئيس الأميركي ترومان بأن الولايات المتحدة ستبني سلاحاً نووياً أكثر تدميراً؛ وهو القنبلة الهيدروجينية.
ولم تكن الحرب الباردة تستدعي جنوداً ولا أسلحة، ولكنها ارتكزت بشكل أساسي على المعلومات، وعليه فقد كان أهم محاورها هو الجواسيس، الذين تجلى دورهم في اقتفاء قدرات الآخر النووية. وهذا التقرير يرتكز على أفلام الجاسوسية التي تناولت حقبة الحرب الباردة.
تحذير: التقرير يحتوى على حرق لأحداث الأفلام الواردة فيه
Charlie Wilson's War: الولايات المتحدة تحارب الاتحاد السوفييتي بالوكالة من خلال الأفغان
ترتكز أحداث فيلم Charlie Wilson's War على قصة حقيقية، كتبها جورج كريل عن حياة عضو الكونغرس الأميركي السيد تشارلي ويلسن وتعاملاته السرية في أفغانستان؛ إذ تسببت مساعدته المتمردين الأفغان بحربهم ضد الاتحاد السوفييتي في انسحاب السوفييت من أفغانستان وانتهاء الحرب الباردة.
الفيلم من بطولة توم هانكس الذي أدى دور البطل تشارلي ويلسون، وجوليا روبرتس التي جسدت شخصية جوان هيرينج، وفيليب سيمور هوفمان في دور جاست أفراكتوس، وأخرج الفيلم مايك نيكول.
بلغت ميزانية إنتاج الفيلم نحو 75 مليون دولار، وحقق إيرادات بلغت 119 مليون دولار، وحصل على تقييم 7.1 بموقع lMDB.
تدور قصة الفيلم حول النائب البرلماني تشارلي ويلسن، الذي يتلقى طلباً من المليونيرة اليمينية بمدينة هيوستن جوان هيرنج، بتمويل الأفغان محاربة الاتحاد السوفييتي، وذلك بصفته عضواً في لجان الدفاع الفرعية بالكونغرس. ومن ثم يمكنه الحصول على التمويل اللازم لتلك العملية. وقد رتبت هيرنج لقاء بين ويلسن والرئيس الباكستاني محمد ضياء الحق، الذي كانت على صلة قوية به.
وبسبب صعوبة تحمُّل الولايات المتحدة نقل أسلحة أميركية الصنع إلى أفغانستان، فقد استعان ويلسن بإسرائيل، التي كانت تملك الكثير من الأسلحة المضادة للطائرات السوفييتية، واستعان بالسعودية للمشاركة في تلك تمويل العملية. كما اعتمد على مصر في توصيل السلاح لأفغانستان. وخلال عام 1988، دمر المجاهدون الأفغان أكثر من 73 مروحية سوفييتية، و28 طائرة ذات أجنحة ثانية، و75 دبابة، و43 ناقلة للجنود.
فيلم Bridge of Spies.. قضية جاسوسية بُنيت على أحداث حقيقية
بُنيت أحداث فيلم Bridge of Spies على قصة حقيقية لأحد المحامين الأميركيين من مدينة بروكلين؛ وهو جيمس دونافان، الذي وكّلته الاستخبارات الأميركية للدفاع عن جاسوس الاتحاد السوفييتي رودولف إيفانوفيتش أيبل.
شارك في بطولة الفيلم توم هانكس الذي أدى دور جيمس دونوفان ببراعة، ومارك رايلانس الذي مثّل شخصية الجاسوس أيبل، وأوستين ستويل الذي جسّد شخصية الطيار الأميركي فرانسيس غاري باورز.
الفيلم من إخراج ستيفن سبيلبيرغ، وبلغت ميزانيته 40 مليون دولار، وحصد إيرادات تعدت 165 مليون دولار، وبلغت درجة تقييمه 7.6 بموقع IMDB.
وتدور أحداث الفيلم خلال عام 1957، حين ازداد سعي كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي لمعرفة قدرات الآخر النووية. وعليه، فقد استعملت الدولتان الجواسيس بهدف نقل الأسرار الدفاعية النووية لصالح الطرف الآخر.
يبدأ الفيلم بإلقاء السلطات الأميركية القبض على رودولف أيبل بتهمة التجسس لصالح السوفييت، فتُوكّل وكالة الاستخبارات الأميركية المحامي دونوفان للدفاع عنه، ولكن بشكل صوري؛ حتى تظهر أمام العالم كأنها الدولة التي توفر محاكمة عادلة للأعداء. ولكن، سيكون لدونوفان رأي آخر، وهو ما يمكن معرفته خلال مشاهدة الفيلم.
فيما بعد، يجد دوناوفان نفسه أمام مهمة أخرى، بتوكيل من الاستخبارات الأميركية أيضاً، وهي التفاوض من أجل تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي؛ إذ سعت الولايات المتحدة لمبادلة الجاسوس السوفييتي أيبل بالطيار الأميركي باورز، الذي أرسلته الولايات المتحدة للتجسس على السوفييت. وقد تمت مبادلة الأسرى على أحد أشهر جسور العاصمة الألمانية برلين؛ وهو جسر غلينيك الذي يُعرف باسم جسر الجواسيس؛ وذلك لأنه شهد العديد من عمليات تبادل الجواسيس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.
فيلم Trumbo.. الرعب الأحمر يسيطر بشدة على الولايات المتحدة الأميركية
خلال أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات، انتشر الرعب والذعر في الولايات المتحدة من احتمال التخريب الشيوعي بالداخل والخارج، ما عُرف حينها باسم "الرعب الأحمر".
وقد قاد هذا الانتشار السيناتور الجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي جوزيف مكارثي، الذي قضى ما يقرب من 5 سنوات في محاولة عبثية لفضح الشيوعيين والمشتبه بتورطهم في التجسس داخل المجتمع الأميركي، وقد كانت اتهامات مكارثي مرعبة للغاية، وطالت الكثير من الأميركيين، حتى إنها وصلت إلى المبدعين في هوليوود.
وفيلم Trumbo هو أحد أشهر أفلام السِّيَر الذاتية التي تتناول قصة حياة كاتب السيناريو الأميركي دالتون ترامبو، الذي يعد واحداً من أشهر مؤلفي هوليوود خلال حقبة الأربعينيات، والذي تعرَّض للإيقاف من قِبل الكونغرس الأميركي؛ بسبب اتهامه بالشيوعية والتجسس لصالح الاتحاد السوفييتي.
الفيلم من بطولة بريان كرانستون وديان لين، ومن إخراج جاي روتش، وحصل الفيلم على تقييم 7.5 بموقع IMDB، وأُنتج بميزانية بلغت 15 مليون دولار، وحقق أرباحاً بلغت 11 مليون دولار.
تبدأ أحداث الفيلم بالقبض على ترومبو بتهمة الانضمام للحزب الشيوعي، ويتعرَّض الكاتب للسجن لمدة 11 شهراً بسبب رفضه الإجابة في التحقيقات الموجَّهة إليه. وبعد خروجه من السجن يجد ترومبو نفسه مفصولاً من شركات الإنتاج، وممنوعاً من الكتابة والعمل بتهمة الشيوعية، إذ تصدَّر اسمه قائمة هوليوود السوداء. وتحت هذا الضغط يضطر ترومبو إلى الكتابة تحت أسماء مستعارة.
فيلم The Good Shepherd.. تاريخ إنشاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية
يقدم فيلم الجاسوسية الأميركي The Good Shepherd الذي أُنتج خلال عام 2006 تاريخ وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية، التي أُنشئت خلال عام 1947، عشية الحرب الباردة.
الفيلم من بطولة مات ديمون وروبرت دي نيرو وأنجيلينا جولي، ومن إخراج روبرت دي نيرو، وتقييمه 6.7 في موقع IMDB، وحقق الفيلم إيرادات 99 مليون دولار، وبلغت ميزانية إنتاجه 90 مليون دولار.
تبدأ أحداث الفيلم خلال عام 1961 بحادثة خليج الخنازير، وهي عملية عسكرية فاشلة حدثت في 17 أبريل/نيسان 1961 في كوبا، وكانت تهدف إلى الانقلاب العسكري على الرئيس فيدل كاسترو، من قِبل 1500 من المعارضين الكوبيين.
وقد تم تمويل هذه العملية من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وهنا يبدأ أعضاء وكالة الاستخبارات الأميركية في البحث عن الجاسوس الذي سرّب معلومات العملية لكاسترو، وتقع تلك المهمة على بطل الفيلم إدوارد ويلسون، الذي يبدأ سلسلة من التحريات في البحث عن الخائن تقوده إلى الشك في جميع من حوله لتتغير شخصية البطل بشكل كبير.
وتُعرض الكثير من مشاهد الفيلم على هيئة الفلاش باك، إذ تكشف لنا تاريخ ويلسون منذ انخراطه في المجتمع السري لجامعة يال، ومروراً بتعيينه في منصب خارج البلاد خلال حقبة الحرب العالمية الثانية، ثم ترقيته للعمل في وكالة الاستخبارات الأميركية التي يُعرض تاريخها خلال الفيلم جنباً إلى جنب مع تاريخ ويلسون السري.
فيلم Tinker Tailor Soldier Spy.. عالَم الحرب الباردة شديد التعقيد والضبابية
قصة الفيلم مقتبسة عن رواية تحمل الاسم ذاته، وتتناول خلفية الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي؛ إذ يسعى رئيس الاستخبارات البريطانية للكشف عن الجاسوس السوفييتي الموجود في أعلى مناصب الحكومة البريطانية.
وعليه، يستعين بالعميل السري المحترف جورج سمايلي من أجل تنفيذ المهمة. الفيلم من بطولة غاري أولدمان وكولين فيرث، ومن إخراج توماس ألفردسون.
بلغت إيرادات هذا الفيلم 80 مليون دولار، وتكلفت ميزانية إنتاجه نحو 20 مليون دولار وحصل على 7.1 كدرجة تقييم بموقع IMDB.
يروي هذا الفيلم، الذي تبدأ أحداثه خلال عام 1973، قصة العميل السري جورج سمايلي، الذي يُستدعى بعد تقاعده للكشف عن جاسوس سوفييتي في جهاز الاستخبارات البريطاني.
وتنتقل المَشاهد بين لندن وبودابست وإسطنبول، وببراعة شديدة ينقل ألفردسون صعوبة المهمة التي تنتظر سمايلي؛ إذ يكتشف أن الوكالة تضم الكثير من العلاقات المتشعبة والمتشابكة، ما يجعله لا يستطيع الإمساك بطرف خيط للوصول لهذا الجاسوس، في الوقت نفسه الذي يكتشف فيه خيانة زوجته، والحقيقة أن ألفردسون برع في تقديم عالَم تلك الحقبة الضبابية التي كان يصعب فيها التمييز بين الأعداء والأصدقاء.