احتفل مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ بعيد ميلاده الـ 40 مرتدياً قميصاً كُتب عليه "يجب تدمير قرطاج"، ما أثار جدلاً واسعاً خاصةً في تونس؛ حيث تقع بقايا هذه المدينة التاريخية.
قميص مؤسس فيسبوك يثير غضب التونسيين
بالتزامن مع عيد ميلاده الـ 40، نشر زوكربيرغ صوراً له مرتدياً قميصاً أسود كُتب عليه باللغة اللاتينية عبارة Carthago delenda est والتي تعني "يجب تدمير قرطاج".
مجموعة الصور له بالقميص كانت إحداها بينما يجلس أمام جهاز حاسوب قديم، وأخرى يجلس مع مؤسس مايكروسوف بيل غيتس في غرفة أثاثها صغير، وصورتان مع أفراد عائلته، وصورة أخرى بينما يستمتع مع أصدقائه في حفل.
تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي الصور وعبروا عن غضبهم من استعمال هذه العبارة، كأن استعمالها أصبح نوعاً من أنواع العزيمة والقوة للوصول لهدف شبه مستحيل.
فيما انتقد آخرون الاستهانة بشعارات تدميرية بهذا الشكل، وذهب آخرون إلى الحديث عن نظرة غربية لا تزال مسيطرة لا تتمنى الخير للمنطقة حتى لو كان على سبيل المزاح، بينما رأى غيرهم أن تزامن ذلك مع إبادة جماعية في غزة لا يبالي بها زوكربيرغ، ثم استخدامه عبارة تحمل "تاريخاً دموياً".
تساءل بعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي عن وجود معنى آخر تحمله العبارة غير ما تعنيه. بينما اعتبر البعض هذه فرصة للقيام بحملة ترويجية للمدينة التاريخية.
كما تداولت الصحف التونسية الخبر مظهرةً استياءً من الاستخدام الذي بدا غير مبالٍ لوقع العبارة، وكان من بينها جريدة "الشروق" التونسية.
قصة عبارة "يجب تدمير قرطاج"
بالإضافة إلى الجدل الذي أثارته الصورة خصوصاً في تونس، هناك قصة لاستخدام هذه العبارة، إذ شاع استخدام هذه العبارة من قبل السياسي والعسكري الروماني البارزماركوس بورسيوس كاتو الشهير بلقب كاتو الأكبر، وذلك في ختام جميع خطاباته من أجل الدفع إلى الحرب.
العبارة المشؤومة استخدمها كاتو الأكبر أمام مجلس الشيوخ الروماني قبل الحرب البونية الثالثة بين روما وقرطاج، وكانت بمثابة إعلان عن نهاية الإمبراطورية القرطاجية.
شكل تدمير الإمبراطورية القرطاجية نقطة تحول مهمة لمسار التاريخ القديم، حيث أصبح العالم أحادي القطب، به قوى مسيطرة واحدة، بعدما كان متوازناً بثنائية القطب، تتصارع فيه إمبراطوريتان وتتوازنان.
إذ أصبحت الإمبراطورية الرومانية هي المسيطرة على العالم من حينها، واستمر ذلك لمدة قرون، كما أشار تقرير سابق لشبكة "الجزيرة".
وقد تصارعت روما وحليفها ماسينيسا ملك نوميديا مع القرطاجيين أكثر من أربعين عاماً بعد فوز روما وحليفها في معركة زاما الشهيرة، وذلك قبل الدفع نحو تدمير المدينة التاريخية.
كاتو الكبير زار أفريقيا وشهد ازدهار التجارة في قرطاج وتكدس السلع في موانئها، وذلك رغم الضرائب التي كانت تدفعها سنوياً لروما، بعدما فرضتها في معاهدة استسلامها بعد معركة زاما.
كاتو الذي كان مبعوثاً لمجلس الشيوخ الروماني أراد تدمير المدينة القرطاجية لمنع تشكّل مملكة قوية توحّد كامل شمال أفريقيا، إذ رأى في ذلك تهديداً لوجود الإمبراطورية الرومانية، خصوصاً مع أطماع حليفها ماسينيسا في السيطرة على مدينة قرطاج.
وبمجرد عودته إلى روما من هذه الزيارة لقرطاج، قرر أن يقنع أعضاء مجلس الشيوخ بتدمير قرطاج.
وتقول المصادر التاريخية إنه دخل مجلس الشيوخ حاملاً حبات من التين قطفها من قرطاج، وألقى بها لأعضاء المجلس بعدما فرغ من خطابه، وأعجبوا بها كونها كانت طازجة.
هنا؛ قال لهم إنه قطفت هذه الثمار الشهية منذ ثلاثة أيام فقط، وأن هذه "هي المسافة التي تفصلنا عن العدو"، ثم ختم خطابه بالعبارة الشهيرة "يجب تدمير قرطاج" أو "قرطاج يجب أن تُدمّر".
حتى إن مؤرخين يشيرون إلى أن هذا الهدف أصبح هاجساً له، وكرر استخدام العبارة كثيراً في خطاباته أمام مجلس الشيوخ الروماني، حتى قرر عام 149 قبل الميلاد إرسال جيش إلى أفريقيا لتدمير المدينة.
زوكربيرغ استخدم عبارة "يجب تدمير قرطاج" مراراً
يبدو أن زوكربيرغ معجب بعبارة "يجب تدمير قرطاج" التي استخدمها أكثر من مرة سابقاً عندما كان يتحدث عن منافسيه في قطاع التكنولوجيا، كما أشار تقرير لصحيفة "القدس العربي".
إذ قالت إنه استخدم العبارة في عام 2011 أمام حشد من المهندسين ومسؤولي التسويق في الشركة، خلال مناقشة خطة الرد على خدمة جوجل الجديدة حينها "جوجل بلس".
زوكربيرغ أشار إلى الجملة بالحديث عن كتاب كلاسيكي قديم درسه في جامعة هارفارد، وقال: "كان أحد الخطباء الرومان المفضلين لدي ينهي كل خطاب بعبارة (يجب تدمير قرطاج) لسبب ما أفكر في ذلك الآن"، ثم شجع مهندسيه على أداء أعلى يجذب المستخدم ويزيد ثقته بفيسبوك.
كذلك؛ استخدمها في عام 2014، خلال احتفاله بالذكرى العاشرة لتأسيس فيسبوك، إذ قال في مؤتمر F8 السنوي، لكن عند الإشارة لمنافسه الجديد "سناب شات" الذي حاول الاستحواذ عليه في العام السابق للمؤتمر بصفقة لم تكتمل بقيمة 3 مليارات دولار.
قد يهمك أيضاً:
صورة مارك زوكربيرغ في ماكدونالدز تثير الجدل: أعطاه تقييم 10/10 في ظل حملة مقاطعة