خامس المدن التركية من حيث تعداد السكان ورابعها من حيث الموارد الطبيعية والمعدنية، مدينة أضنة التركية إحدى المدن المتضررة جراء زلزال تركيا وسوريا في 6 فبراير/شباط 2023.
تقع المدينة في قلب منطقة شوروكوفا بضفاف نهر سيحان بالأناضول، توجد على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، كما تبعد قرابة 30 كيلومتراً عن جبال طوروس، فيما تبعد عن العاصمة التركية أنقرة قرابة 390 كيلومتراً.
تعد المركز الإداري لمحافظة أضنة، تبلغ مساحتها أزيد من 14 ألف كيلومتر مربع، فيما ترتفع على سطح البحر بـ23 متراً فقط.
سبب التسمية ومركز المدينة داخل الجمهورية
حسب موقع "britannica" اشتق اسم مدينة أضنة من كلمة "أضنيا" فيما قيل إنه اسم لقبيلة تدعى "دانا" من أصول يونانية، فيما ينسب البعض التسمية إلى دولة "ضنجانا" التي ظهرت بعد انهيار الحضارة الميسينية قبل أزيد من 3 آلاف سنة.
فيما ورد في بعض الأساطير الرومانية واليونانية القديمة أن اسم أضنة مقتبس من أضانوس وسيروس ابني أورانوس الذي جاء إلى قريبة من نهر سيحان في تركيا وأسس مدينة أضنة.
شهدت المدينة أعداداً كبيرة من الزلازل أبرزها كان سنة 1268، إذ ضرب جزءاً كبيراً من المنطقة زلزال مدمر. وعقب الزلزال المدمر تمت إعادة بناء مدينة أضنة من جديد.
تحتل مدينة أضنة المركز الرابع من حيث الموارد المعدنية، إذ تتوافر على مناجم الكروم والحديد والمنغنيز والرصاص، بالإضافة إلى الزنك.
فيما يعمل عدد كبير من أبناء المدينة في الزراعة والثروة الحيوانية والتي بدورها تشمل المواشي والأسماك والطيور وتصنيع منتجاتها، سواء كانت لحوماً أو أجباناً والاتجار بها فيما بعد.
ليس فقط المجال الزراعي والحيواني الوحيد المزدهر في أضنة، فهي مدينة سياحية بامتياز، إذ يزدهر فيها مجال الفندقة نظراً لقربها الشديد من البحر، كما أنها تحتوي على مزارات أثرية ومواقع طبيعية وسياحية.
أضنة مدينة صناعية ضخمة؛ إذ إنها مقر عدد من المصانع المتخصصة في المنتجات الغذائية والكيميائية، بالإضافة إلى الأسمدة والأثاث والزجاج والتعدين وقطع الغيار والسيارات.
فيما تضم أضنة شبكة حديثة من الطرق والمواصلات البرية، كما تضم مطار شاكر باشا الذي افتتح للرحلات الداخلية منذ العام 1918، ومطار أضنة الدولي وهو السابع على مستوى تركيا، إضافة إلى ميناء مصانع طوروس غوبرة وميناء بوتاش البحرين.
أهم المعالم التاريخية بأضنة
حسب موقع "haberturk" التركي تنتشر العديد من الأماكن التاريخية في مدينة أضنة التركية التي تعتبر واحدة من أهم المدن في منطقة الأناضول التركية، إذ يصل تاريخها إلى العهد الروماني، ومن بين أهم المعالم السياحية الموجودة في المدينة نذكر:
جسر نهر سيحان
نهر سيحان وسيهان يعتبر أطول أنهار تركيا بطول يصل إلى 560 كم يصب النهر في البحر المتوسط. يوجد على هذا النهر جسر حجري إضافة إلى عدة جسور، ولكن الجسر الحجري يعتبر الأقدم، حيث يعود إلى العصر الروماني، ويعتبر أحد أبرز رموز مدينة أضنة بتركيا ومن أقدم الجسور في العالم.
برج الساعة
يعتبر برج الساعة من أبرز معالم السياحة في أضنة التركية يعود تاريخ بنائه إلى العام 1882 ويصل ارتفاعه إلى حوالي 32 متراً، وهو بذلك الأعلى من بين أبراج الساعة في تركيا، ويسمع صوت أجراس هذه الساعة في شتى أنحاء المدينة عند بلوغ كل ساعة صحيحة.
المسجد المركزي سابانجي
يعتبر المسجد المركزي "سابانجي" في مدينة أضنة التركية من أكبر مساجد تركيا على الإطلاق، فهو يتسع لقرابة الـ20 ألف مصلٍّ، ويتميز بموقعه القريب من نهر سيحان ضمن الحديقة المركزية في المدينة.
يضم المسجد 6 مآذن و5 قباب؛ حيث يبلغ قطر القبة الرئيسية منها حوالي 32 متراً، وعلى ارتفاع 54 متراً. ويعد المسجد أحد معالم السياحة في أضنة.
قلعة أنافارزا
تقع القلعة في منطقة دينليكايا في منطقة كوزان في أضنة والمعروفة أيضاً باسم "المدينة التي لا تقهر" في التاريخ؛ لها آثار ثقافية مهمة، مع استضافتها للحضارات الهلنستية والرومانية والبيزنطية والساسانية والعثمانية.
تظهر قلعة أنافارزا كواحدة من أكبر المدن القديمة في العالم بمساحة 1143 متراً مربعاً، لديها سور المدينة، والطريق ذو الأعمدة، والحمام والكنيسة، والمسرح القديم، والملعب، والممرات المائية، والمقابر الصخرية، والفسيفساء، والقنوات المائية والمقابر الصخرية والملعب والمسرح والقلعة.
قلعة يلانكال
تقع قلعة يلانكال أو الأفعى كما يسميها البعض داخل حدود مدينة أضنة، إذ تبعد عن وسط المدينة قرابة 30 كيلومتراً فقط، وهي قلعة صليبية بُنيت في القرن الحادي عشر. يُعتقد أن البيزنطيين بنوها.
وتخفي أضنة، التي استضافت العديد من الحضارات المختلفة لآلاف السنين، ثروات تاريخية مختلفة في جغرافيتها الواسعة.
تتمتع القلعة بتاريخ أسطوري ثمين للغاية من حيث التاريخ والجغرافيا والسياحة بين هذه الثروات، وترتفع في منتصف السهل على تل شديد الانحدار، مع إلقاء نظرة على القلاع الأخرى المحيطة بها. نظراً لموقعها الاستراتيجي، تتكون القلعة من ثلاث قلاع داخل بعضها بعضاً.