خلال الحرب العالمية الأولى، كانت الخسائر البشرية والمادية رهيبة، فقد قتل أكثر من 20 مليون شخص خلال 4 سنوات، وكانت مشاهد الرعب والدمار الطاغي الأساسي على يوميات أوروبا التي كانت الميدان الرئيسي لتلك الحرب.
وبحجم القصص الواقعية والبطولية التي عرفتها الحرب، كانت هنالك العديد من القصص الأسطورية والخرافات التي رافقت الحرب العالمية الأولى، وفيما يلي اخترنا لكم ستاً من أغرب الأساطير والخرافات التي شهدتها هذه الحرب.
عندما يسقط تمثال العذراء تنتهي الحرب
في عام 1897، تمّ وضع تمثال قام بتصميمه النحات الفرنسي ألبرت روز، يصوّر السيدة مريم العذراء، وهي تحمل الطفل المسيح عالياً فوق رأسها إلى السماء على برج الجرس، في كنيسة نوتردام دي بريبير، وهي كنيسة كاثوليكية في ألبرت الفرنسية.
ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914م، اشتبه الألمان في وجود نقطة مراقبة فرنسية في برج الجرس الذي يحمل التمثال، فابتداءً من أكتوبر/تشرين الأول 1914م، قاموا بقصف القبة، وبحلول 7 يناير/كانون الأول 1915، تم تدمير قبة الكنيسة تدميراً كلياً.
دمرت قذائف المدفعية الكثير من مدينة ألبرت، لكن تمثال ماري ظل مرتبطاً بالكنيسة وكان مائلاً بشدة، رغم استهداف قاعدته في 21 يناير/كانون الأول 1915، والتي جعلت التمثال "مائلاً بشكل مخيف".
في تلك الأثناء، ظهرت أسطورة بريطانية على الأفق ترتبط بالتمثال المائل للسيدة العذراء، وذلك بعد أن أشيع أنه "عندما يسقط تمثال العذراء، فستنتهي الحرب".
عند سماع الألمان لهذه الأسطورة، ظلوا لثلاث سنوات يحاولون قصف الكنيسة وإسقاط التمثال، وهو نفس ما قامت به القوات البريطانية، فتسابق الخصمان البريطاني والألماني على من سيسقط التمثال، لكن أحداً منهما لم ينجح، وبقي التمثال معلقاً.
مع عجز القوات البريطانية عن إسقاط التمثال، ونجاح الألمان في الدخول إلى مدينة ألبرت الفرنسية، سارع البريطانيون في إصدار أسطورة ثانية للتمثال، مفادها أن من يسقط التمثال سيخسر الحرب، فقام الألمان بربط التمثال بالحبال، في محاولة لتثبيته.
ومن المفارقات الغريبة أن التمثال سقط أخيراً في يوليو/تموز 1918م، لكن بقصف بريطاني، بينما انتهت الحرب بعد بضعة أشهر من سقوطه بحسب the star.
الملائكة تقاتل مع البريطانيين في مونس
في 23 أغسطس/آب 1914، وبعد أقل من شهر من بداية الحرب العالمية الأولى، اندلعت معركة مونس، بين القوات البريطانية والألمانية، كانت تلك المعركة إحدى معارك الحدود، التي دارت بين قوات الحلفاء والقوات الألمانية على الحدود الفرنسية بالقرب من مونس. حاول خلالها الجيش البريطاني الحفاظ على خط قناة مونس- كوندي أمام هجمات الجيش الألماني.
نجح الألمان البالغ عددهم 21 ألفاً، إلى دخول مونس من الشرق. وتمكنوا من احتلال المدينة، وصاروا يهددون العمق البريطاني، بينما كان عدد البريطانيين زهاء 4 آلاف جندي فقط.
وأمام التفوق العددي، اضطرّ البريطانيون إلى الانسحاب من المعركة، ونجحوا في الانسحاب دون خسائر كبير.
بعد المعركة، انتشرت شهادات بين الجنود البريطانيين، يدعي البعض أنهم رأوا الملائكة على شكل رماة، واستطاعوا إيقاف الألمان في مساراتهم، حتى يتمكن البريطانيون من التراجع خلال المعركة.
وبدأت القصة حين روى جندي بريطاني هذه الأسطورة، بالقول إن ملكاً ساعد رماة في الهروب من مخالب الجيش الألماني. و بالرغم من أنه اعترف لاحقاً بأنه اختلق القصة بأكملها، غير أن هذه الأسطورة أخذت أشكالاً مختلفة. فتارة تمّ تقديم الأسطورة، إما كسحابة من الضوء أو فارس مجنح قام بإنقاذ البريطانيين في تلك المعركة.
شبح الطيار الإيرلندي ديزموند آرثر يطارد رفاقه!
في 27 مايو/أيّار 1913، قُتل الطيار الأيرلندي الملازم ديزموند آرثر، عندما كانت طائرته تحلق فوق مونتروز في اسكتلندا، لكن بعد ثلاث سنوات، عادت روحه إلى المشهد لتطارده، لتصبح قصته واحدةً من أغرب قصص الأساطير في الحرب العالمية الثانية.
ففي إحدى ليالي خريف 1916، شوهد شبح آرثر في المحطة الاسكتلندية للطيران لأول مرة.
في البداية، كان الضباط الذين رأوا شبح ديزموند آرثر، مترددين في نسبها لأي شخص، لكن مع مشاهدتها لمراتٍ عديدة، تمّ نسبها إلى الطيار الشبح آرثر، واختفى هذا الشبح في يناير/كانون الثاني 1917، ولم يره أحد مرة أخرى بحسب مدونة jaquo.
شبح صديقه ينقذه من الموت خلال معركة إيبرس
شهدت منطقة إيبرس في بلجيكا واحدةً من أشد المعارك خلال الحرب العالمية الأولى، حيث سقط مئات الآلاف من الضحايا من الجانبين، كان أحد هؤلاء الضحايا صديقاً للملازم الأول ويليام سبايت.
وخلال معركة إيبرس التي شهدت أول استخدام ألماني للغاز السام ضد البريطانيين، ذكر الملازم البريطاني سبايت أن صديقه الذي كان قد قتل في المعركة، عاد إلى الحياة مرة أخرى وأنقذه من الموت بعد أن كان محاصراً رفقة كتيبة في أحد الخنادق، حسب سبايت، جاء صديقه الضابط القتيل وأشار إليه بالحرف على أرضية الخندق، ثم اختفى بحسب ما نقله موقع angels in the trenches.
أمر سبايت رجاله بالحفر حيث أشار شبح صديقه، وبعد بضع أقدام، اكتشفوا أن المكان كان مليئاً بالمتفجرات، حيث نجح الألمان في تفخيخ الخندق، وكان من المفترض أن يتم تفجيرها في غضون 13 ساعة، قام سبايت وجنوده على الفور بتفكيك القنابل وتجنبوا الموت بمساعدة ظهور شبح صديقه!.
الشاعر البريطاني التقى صديقه الميت في بيثون الفرنسية!
في إحدى أمسيات يونيو/حزيران 1915م، كان الشاعر والضابط البريطاني روبرت جريفز ورجاله يستمتعون بقضاء ليلة عطلة بعد جولة مريرة ودموية في كوينشي، بالقرب من بيثون الفرنسية.
اختلق الشاعر البريطاني قصة ضمنها في إحدى قصائده الشعرية تحت عنوان "قصائد مكتوبة قبل La Bassée – 1915″، عن وقته "في الرعب والوحل والأرق"، خلال الحرب العالمية الأولى، وتضمنت ما سماه "ظل الموت" الذي لا يُنسى.
خلال تلك القصيدة، يذكر روبرت جريفز أنه كان في إحدى أمسيات يونيو/حزيران 1915م، برفقة رجاله يستمتعون بقضاء ليلة عطلة بعد جولة مريرة ودموية في كوينشي، بالقرب من بيثون الفرنسية، بينما ظهر صديقه الجندي تشالونر واستمتع معهم في تلك الليلة.
كان الجندي تشالونر قد قتل في مايو/أيار 1915 م، خلال المعارك ضد الجيش الألماني، لكن تشالونر ادعى أنه بينما كان جريفز يحتسي الخمر في بيثون الفرنسية، لمح الجندي تشالونر عند النافذة.
كان جريفز قد عرف هذا الجندي لأول مرة في مستودع الفوج في ريكسهام البريطاني، خلال ذلك اللقاء، صافح الجندي تشالونر يد جريفز وقال: "سألتقي بك مرة أخرى في فرنسا، سيدي".
كان ذلك اللقاء أوّل وآخر بينهما على قيد الحياة بحسب angels in the trenches.
طيف الشاعر البريطاني روبرت بروك بقي في منزله
في 23 أبريل/نيسان 1915، وبينما كان في طريقه للقتال في جاليبولي، تعرض الشاعر الإنجليزي الشهير روبرت بروك إلى لسعة من قبل بعوضة، فمات بسبب تعفن الدم، واشتهر بروك بقصيدته "The Old Vicarage Grantchester"، وهي قصيدة هزلية عن إنجلترا ما قبل الحرب، ورسالة حب إلى المنزل اليعقوبي الكبير بالقرب من كامبريدج، حيث استأجر بروك غرفاً في أوائل عام 1910.
استمرت شهرة الشاعر الإنجليزي حتى بعد وفاته، إذ ارتبط بأسطورة جديدةٍ لها علاقة بالحرب العالمية الأولى، وذلك بعد أن روى الدكتور كولاند قصة من قصص الأشباح تعود إلى سنة 1919م، عندما كان يعيش في غرف في Old Vicarage في Grantchester.
ذكر كولاند أنه وفي في إحدى الليالي الشتوية الباردة، كان يسترخي في غرفة الجلوس، يدخّن ويقرأ بجوار النار "في ضوء المصباح الناعم الذي كان روبرت بروك يدخّن ويقرأ من خلاله أيضاً".
استيقظ كلبه فجأة، وصرخ على النافذة. وضع الطبيب كتابه. ثم سمع خطوات "بطيئة ومنتظمة" تتحرك في أرجاء المنزل وتقترب من النوافذ الفرنسية المجاورة له، بحسب ما ورد في تقريرٍ لموقع history.
قفز كولاند و"فتح" النافذة لكنه لم ير أي أثر على الإطلاق، بعد ذلك أخبر مالكو المنزل كوبلاند، أن خطى المنزل الوهمية سُمعت منذ مقتل روبرت بروك في عام 1915 في إحدى معارك الحرب العالمية الأولى.