لماذا اندلعت الحرب العالمية الثانية؟ ذلك النزاع الأكثر دموية في تاريخ البشر الذي قتل بسببه 85 مليون إنسان -بشكل مباشر أو غير مباشر حسب إحصاءات المؤرخين- لماذا تنازعت كل القوى العظمى وقتها وخاضت حرباً طالت كل ركن في العالم تقريباً؟
توقيت اندلاع الحرب العالمية الثانية: بين سبتمبر/أيلول 1939 وسبتمبر/أيلول 1945
أطراف النزاع الرئيسية في الحرب العالمية الثانية: من ناحية كانت دول المحور، بقيادة ألمانيا وإيطاليا واليابان، ومن الناحية الأخرى كان الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والاتحاد السوفييتي.
والأهم، لماذا اندلعت الحرب العالمية الثانية؟
هناك أسباب عدة لاندلاع الحرب العالمية الثانية، من طموحات الحكام الديكتاتوريين عديمي الرحمة المصابين بجنون العظمة، إلى الهجمات دون استفزازات مسبقة على بلادٍ أدت إلى دخولها الحرب، قدم موقع WorldAtlas المهتم بالمواضيع التاريخية الأسباب الرئيسية لاندلاع الحرب العالمية الثانية، أكثر النزاعات تدميراً في تاريخ البشرية.
الحكام الديكتاتوريون وطموحاتهم الاستعمارية
قبل بداية الحرب العالمية الثانية، صعد رجلان إلى الحكم في ألمانيا وإيطاليا؛ أحدهما هو بينيتو موسوليني، الذي صار رئيس وزراء إيطاليا في 1922. والآخر هو أدولف هتلر، الذي صار مستشار ألمانيا في 1933. وفي وقتٍ قصير، حول الرجلان بلديهما إلى ديكتاتوريتين.
حيث سعى موسوليني إلى إعادة إحياء الإمبراطورية الرومانية، في حين سعى هتلر إلى تكوين إمبراطورية ألمانية جديدة، وهي الرايخ الثالث، التي أرادها أن تمتد من جبال الأورال في الشرق وحتى الساحل الغربي لأوروبا.
معاهدة فرساي والرغبة في الانتقام
تمكن هتلر من الصعود إلى السلطة في ألمانيا جزئياً، لأنه نجح في استغلال غضب الشعب الألماني بسبب شروط الاستسلام في الحرب العالمية الأولى، إذ أجبرت معاهدة فرساي ألمانيا على التخلي عن جزء كبير من أراضيها، ودفع تعويضات عن الحرب ألحقت ضرراً جسيماً بالاقتصاد الألماني. ووعد هتلر شعبه بالانتقام من الحلفاء، وتوسع القوة والأراضي الألمانية.
الكساد الاقتصادي الكبير
الخراب الاقتصادي الذي جلبه الكساد الكبير في الثلاثينات إلى صعود العديد من الحركات المتطرفة في أوروبا، وكانت النازية والفاشية حركتين منهما. أثناء الكساد الكبير، تصارع النازيون والفاشيون مع الشيوعيين، وانتصر النازيون والفاشيون في نهاية المطاف.
مناوشات ما قبل الحرب العالمية
قبل بداية الحرب العالمية الثانية رسمياً، كانت القوى التي اندمجت فيما بعد لتكون حلف دول المحور قد شنت غزواتها بالفعل. بعد وقت قصير من اعتلاء هتلر الحكم، تمكن من السيطرة على النمسا وجزء من تشيكوسلوفاكيا دون أي معارك كبرى.
وكانت إيطاليا قد احتلت بالفعل إثيوبيا وألبانيا، وكانت اليابان توسع نطاق إمبراطوريتها قبل عقود من بدء الحرب العالمية الثانية باحتلال شبه الجزيرة الكورية وتايوان والنصف الجنوبي من جزيرة سخالين في أقصى شرق الاتحاد السوفييتي.
وفي عام 1931، بدأت اليابان في محاولة احتلال الصين عن طريق غزو منشوريا. وحقيقة أن دول المحور تمكنت من زيادة رقعة أراضيها بمقاومة لا تذكر من المجتمع الدولي أكسبها جرأة على المزيد والمزيد من الغزوات.
فشل سياسة التهدئة
كان أحد قادة القوى الغربية، رئيس الوزراء البريطاني نيفل تشامبرلين، يؤمن بأن بإمكانه اتقاء شر أدولف هتلر عن طريق تهدئته، بالسماح للديكتاتور النازي بالسيطرة على رقعة صغيرة من الأرض في تشيكوسلوفاكيا دون بدء حرب، وانتزاع وعدٍ من هتلر بحل النزاعات على الأرض مستقبلاً بوسائل غير عنيفة. لكن بعد بضعة أشهر، نكث هتلر عهده واستولى على تشيكوسلوفاكيا بالكامل.
هجمات دون استفزاز مسبق على قوى غير مشاركة في الحرب
الغزو النازي لبولندا، الذي بدأ في 1 سبتمبر/أيلول، 1939، كان حافزاً أيضاً وراء اندلاع الحرب العالمية الثانية، وبعده تخلت قوى الحلفاء عن الدبلوماسية والتهدئة، وقررت أن القوة وحدها يمكنها إيقاف قوى الحلفاء عن أي غزوات مستقبلية.
لكن حتى بعد غزو النازيين لبولندا، كانت الحرب ما تزال نزاعاً أوروبياً. فحتى هذه اللحظة، لم يبدأ الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة في محاربة دول المحور، لكن الهجوم عليهما دون استفزاز مسبق غير هذا الوضع.
في صيف 1941، غزا النازيون الاتحاد السوفييتي، وجلبوا بذلك الدولة الديكتاتورية الشيوعية إلى الصراع، وبعد ستة أشهر فقط، أدى هجوم آخر إلى دخول الولايات المتحدة الحرب إلى جانب الحلفاء، حين قصفت القوات اليابانية في 7 ديسمبر/كانون الأول 1941 القاعدة البحرية الأمريكية في بيرل هاربور.
واجتماع كل هذه العوامل الاقتصادية والسياسية والتوسع الجغرافي والمناوشات والاستفزازات على الأرض لدور المحور كانت جميعها أسباباً لاندلاع هذه الحرب التي دمرت حياة الملايين حول العالم.