قالت صحيفة Financial Times البريطانية إنه من المتوقع أن يصل سعر تمثال حجري يبلغ عمره 3 آلاف عام يحمل ملامح توت عنخ آمون، وهو أشهر الفراعنة من المصريين القدماء، إلى 4 ملايين جنيه إسترليني (حوالي 5 ملايين دولار أمريكي) على الأقل عندما يُعرض للبيع بالمزاد العلني في يوليو/تموز 2019 في لندن.
تمثال لتوت عنخ آمون سيُباع في لندن بـ5 ملايين دولار أمريكي
وحسب الصحيفة البريطانية، فإن التمثال ذا العينين المميزتين على شكل اللوز وشفة سفلية متدلية للملك الشاب الشهير، مصنوع من صخر الكوارتزيت المنحوت منه تمثال أكبر لتوت عنخ آمون وكأنه آمون، وهو الإله الأعظم في تلك الحقبة.
يعتقد الخبراء في فرع دار كريستيز للمزادات في لندن، حيث سيُعرض التمثال للبيع في 4 يوليو/تموز المقبل، أن التمثال وُضع لأول مرة في معبد الكرنك في صعيد مصر، حيث عُثر قبل ذلك على تماثيل أخرى تُشبه توت عنخ آمون. واعتلى توت عنخ آمون العرش في سن التاسعة، وظل في الحكم أقل من 10 سنوات حتى عام 1323 قبل الميلاد.
لكنه حفظ مكانته في الوعي الثقافي بعد أن اكتشف عالم المصريات هوارد كارتر قبره الملكي دون أن يُمس في عام 1922، مليئاً بالذهب والمجوهرات والقطع الأثرية المصنوعة بإتقان.
وأثار هذا الاكتشاف المثير حالة "الهوس بالملك توت" في جميع أنحاء العالم، إذ اقتبس المهندسون المعماريون ودور الأزياء والمجوهرات الأفكار والزخارف المصرية. فقد زاد الطلب على التماثيل المنحوتة خلال "حقبة العمارنة" التي امتدت 20 عاماً وسبقت فترة حكم توت عنخ آمون، لأنها كانت فترة ثورة دينية وفنية عندما رفض نحاتو البلاط الأنماط الموحدة لتصوير الملامح الفردية بطريقة أكثر واقعية.
وقالت لاتيتيا ديلالوي، رئيس قسم الآثار في معرض كريستيز بلندن، إن الفنانين احتفظوا بالنمط الجديد حتى بعد أن استعاد توت عنخ آمون التقاليد الدينية القديمة. وأضافت: "يعد جمال الخطوط وطريقة نحتها شاهداً على نمط العمارنة".
ويعتبر تمثال توت عنخ آمون من التماثيل نادرة الظهور في السوق
ويدل ارتفاع سعر القطعة الأثرية، التي تبيعها مجموعة خاصة تعرف باسم مجموعة Resandro، على حقيقة أن تماثيل توت عنخ آمون نادرة الظهور في السوق، إذ يستقر معظمها الآن في المتاحف.
وتثير القطع الأثرية بشكل متزايد المطالبات بالإعادة إلى الوطن عند طرحها للبيع. فقد واجهت كريستيز احتجاجات خلال 2018 عندما باعت نحتاً آشورياً بارزاً من القصر الملكي للنمرود مقابل 31 مليون دولار -ثلاثة أضعاف قيمته- إلى مشترٍ مجهول. وأدانت وزارة الثقافة العراقية عملية البيع، وطلبت إعادة الأثر إلى البلاد. بينما رفضت كريستيز أي أساس قانوني للإعادة للوطن.
ونظمت مصر عمليات البيع لتراثها الثقافي منذ عام 1835، وأصدرت قوانين في عام 1983 تحظر نقل القطع الأثرية خارج البلاد. وفي الآونة الأخيرة، شددت تلك القوانين في محاولة لتضييق الخناق على الاتجار بالأشياء غير المشروعة.
ومن غير المعلوم متى وأين عُثر على رأس توت عنخ آمون، لكن ظهوره يعود إلى فترة الستينيات، حين أعلنت كريستيز أنها شكلت جزءاً من مجموعة Prince Wilhelm von Thurn und Taxis، وهو جامع آثار ألماني. ثم تنقلت بين أيدي التجار حتى اشتراها مُلاكها الحاليون عام 1985. ووجود الرأس أمر معروف جيداً بين العلماء: فقد أُقرضت لمعارض المتاحف في ألمانيا وإسبانيا ووُثقت في الدراسات الأكاديمية للفن المصري القديم منذ الثمانينيات.
وذكرت كريستيز أنها كانت على اتصال دائم بالسلطات المصرية بشأن عمليات بيع الآثار المخطط لها، مضيفةً أنها سترسل بيانات الرأس وغيرها من القطع الأثرية ضمن عملية البيع إلى السلطات عند الإعلان عن كتالوج البيع في مطلع هذا الأسبوع.