بدأت في القرن التاسع عشر ولم تشارك فيها النساء إلا من فترة وجيزة. إنها رياضة الدراجات الهوائية التي تحولت من وسيلة تنقل عملية وصديقة للبيئة إلى ميدان يتنافس عليه آلاف البشر.
منذ اكتشاف وتطور الدراجة الهوائية في القرن 19، اعتبرت في البداية وسيلة نقل متطورة على وسائل النقل التقليدية السابقة، لكنها تحولت لرياضة بفضل السباقات التي كانت تنظم في البداية كسباقات تنافسية للهواة.
ومع التطور الكبير التي عرفته الرياضة العالمية، تحولت الدراجة الهوائية لوسيلة رياضة مهمة لدى مختلف الرياضيين سواء الهواة أو المحترفين.
ولا تخلو صالة رياضية في العالم من دراجة هوائية ثابتة تستخدم في تنمية قدرات الرياضي العضلية والتنفسية.
بالنسبة للهواة، تعتبر رياضة الدراجات الهوائية من أفضل الرياضات التي قد يمارسها الإنسان يومياً، لما لها من تأثير إيجابي كبير على صحته.
وينصح عدة متخصصين في الطب باستعمالها كوسيلة رياضية غنية بالفوائد على التنفس والعضلات ومقاومة الاكتئاب.
كما تحولت لوسيلة رياضية وترفيهية في عدد من البلدان السياحية، لكونها تساهم في الحفاظ على البيئة والوصول لمناطق جبلية صعبة على السيارات.
رياضة الدراجات الهوائية تنضم للأولمبياد العام 1896
ودخلت الدراجات الهوائية كرياضة للألعاب الأولمبية الصيفية منذ النسخة الأولى في سنة 1896 في أثينا اليونانية.
وتطورت منافساتها لتشمل عدة تخصصات من السباق على الطريق إلى الحلبة، كما شاركت النساء لأول مرة في نسخة 1984 بلوس أنجلوس الأمريكية.
وتعتبر سباقات الدراجات الهوائية من أقدم الرياضات في العالم، حيث تم أول سباق على الطريق سنة 1868 في باريس وفاز به البريطاني جيمس مور وكان أول سباق يديره حكام.
وكان فريق فيلوس فيورنتينو الإيطالي أول فريق تأسس لرياضة الدراجات في 1870 وتبعه فريق هولندي في 1871.
ويعتبر الاتحاد الدولي لسباقات الدراجات الهوائية من أقدم الاتحادات الرياضية العالمية، إذ تأسس سنة 1892.
بينما تأسست أول صحيفة مهتمة بسباقات الدراجات الهوائية في نفس السنة وحملت اسم الدراجة "le vélo".
اخترعها بارون ألماني
عرفت الدراجة عدة تطورات منذ اختراعها سنة 1816 من قبل البارون الألماني كارل فون دراييس وطورها بيير ميشون وابنه إيرنيست في 1861، إذ أصبحت دراجة خشبية وبقرص أضراس ثابت وعجلات حديدية.
وساهمت رياضة سباق الدراجات الهوائية في المزيد من تطويرها لتصل لنسخها الحالية الأكثر تطوراً والتي تملك بعضها محركات صغيرة.
"The distance, the cobbles and the climbs make it a really hard race."
See what @AvVleuten 🇳🇱 has to say ahead of the @RondevDrenthe taking palce today which is part of the @UCI_WWT 🌎
🔗 https://t.co/fqcZ75Rz9x#UCIWWT pic.twitter.com/dn0CIJ8iGH
— UCI (@UCI_cycling) March 17, 2019
بريطاني يفوز بأول سباق
نظم أول سباق للدراجات الهوائية في 31 آذار/مايو 1868 في ضاحية سان كلو بباريس في مدار لم يتجاوز 1200 متر، وفاز به البريطاني جيمس مور.
الصحافة تساهم في انتشار سباقات الدراجات الهوائية
يعتبر طواف فرنسا الشهير أول طواف كبير نظم في رياضة الدراجات الهوائية.
وانطلق سنة 1903 من تنظيم صحيفة "AUTO" الشهيرة بهدف زيادة مبيعاتها، كما تحول لأحد أكبر التظاهرات الرياضية العالمية.
وكانت الصحافة المختصة في الرياضة وراء انطلاق عدة سباقات لرياضة الدراجات الهوائية في العالم وأشهرها بعد طواف فرنسا، طواف إيطاليا الذي كان من تنظيم الصحيفة الإيطالية الشهيرة "لاغازيت ديل سبورت"، وطواف إسبانيا الذي كان من تنظيم صحيفة "INFORMACIONES" .
وكان لعدة صحف رياضية فرنسية وإسبانية وإيطالية دور كبير في انطلاقة عدة سباقات مهمة على الصعيد العالمي ومنها باريس – نيس، الذي يجرى حالياً بفرنسا وانطلق من تنظيم صحيفتين إحداهما في باريس والثانية في نيس.
وينظم من أجلها حالياً بطولات عالمية
ينظم الاتحاد الدولي للداراجات الهوائية عدة بطولات عالمية بدأها ببطولة العالم لسباقات الدراجات الهوائية على الطريق منذ سنة 1927.
وهي مستمرة حتى الآن، كما تنظم بطولات في سباقات الصالة والدراجات الجبلية وعدة تخصصات.
سباقات عربية في أجندة الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية
يضم برنامج الاتحاد الدولي للدراجات في أجندته الخاصة بإفريقيا وآسيا عدة طوافات عربية؛ وهي طواف عمان والإمارات وقطر والمغرب والجزائر ولبنان ومصر والشارقة.
كما تجرى عدة سباقات في عدد من البلدان العربية تحث إشراف الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية وبمشاركة دولية.
وتنظم بكل من المغرب والجزائر 10 سباقات بواقع 6 في الجزائر و4 في المغرب.
أهم الفرق العربية
يشارك في فئة المحترفين الأولى عالمياً فريقان ينتميان لبلدين عربيين وهما البحرين والإمارات ويضمان أسماء عالمية.
كما تضم الجزائر فريقاً قارياً يضم أفضل المتسابقين الجزائريين، ويعتبر من أهم الفرق الإفريقية في سباقات الدراجات الهوائية.
البطالة تضرب رياضة الدراجات الهوائية
مرت هذه الرياضة بأزمات اقتصادية أدت لانتشار البطالة داخلها، وتخلى عدد كبير من المحترفين عنها ليلتحقوا بأعمال أخرى بحثاً عن مصدر رزق جديد.
ومن أبرز المراحل السوداء في تاريخ هذه الرياضة العام 1981، عندما هبط عدد المحترفين عن 500 عبر العالم؛ أغلبهم من 3 دول وهي بلجيكا 171 محترفاً وإسبانيا 115 محترفاً وفرنسا 22 محترفاً.
وقت أطول في السباقات الأولى وسباقات ليلية
كانت السباقات الأولى تتم نهاراً وليلاً وتمتد لساعات طويلة. وفي 1891 قطع البريطاني جورج بيلكينغتون مسافة 580 كيلومتراً بين باريس وبوردو في 26 ساعة و34 دقيقة 54 ثانية.
وفي بداية عهد الديكتاتور الإيطالي موسيليني في بداية العشرينيات من القرن الماضي، كانت السباقات تحدث ليلاً وفي ظروف صعبة على المتسابقين، منها أن يروا منافسيهم في الطريق.
إضافة إلى ذلك، كانت بعض السباقات الطويلة تشترط حمل المتسابق لدراجته طيلة مسافة محددة ليتمكن من إراحة قدميه لبعض الوقت!