ربما لم تسمع كثيراً عن اليوم العالمي للسكان، الذي حددته الأمم المتحدة ليكون في 11 من يوليو/تموز من كل عام، وربما تكون هذه فرصة لتعرف عن هذا اليوم، وبعض المعلومات المثيرة للاهتمام عن عدد سكان العالم.
إذ تتوقع المنظمة الأممية أن يزداد تعداد السكان من من 8.2 مليار نسمة إلى حوالي 10.3 مليار، وأن يصل عدد البشر على الكوكب إلى ذروته في منتصف الثمانينيات من القرن الـ 21، قبل أن يبدأ في الانخفاض التدريجي.
وللصدفة أنه في العام الذي أقر فيه اليوم العالمي للسكان كان لا يزال عدد سكان الأرض 5 مليار فقط!
اليوم العالمي للسكان
أُقر اليوم العالمي للسكان لأول مرة في العام 1989 من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بهدف توجيه الانتباه إلى ضرورة وأهمية قضايا السكان، وذلك بعد "يوم الخمسة مليار" الذي أقامه البرنامج قبل عامين من ذلك الوقت.
ثم تقرر في العام 1990 أن يكون (قرار 216/45) أن يصبح اليوم العالمي للسكان هو يوماً سنوياً لزيادة الوعي بقضايا السكان وما يتعلق به من قضايا بيئة وتنمية، واحتفل به في هذا العام في أكثر من 90 دولة، كما أشار الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
مئات آلاف السنين لنصل إلى المليار الأول، ثم أصبحنا 7 في 200 سنة!
استغرقت البشرية مئات الآلاف من السنين ليصل عدد سكان العالم إلى مليار واحد – ثم في حوالي 200 عام فقط، ارتفع هذا العدد بسبعة أضعاف، كما أشارت الأمم المتحدة.
ففي عام 2011، بلغ عدد السكان العالمي حاجز الـ 7 مليارات، وفي عام 2021 أصبح عدد السكان يقترب من 7.9 مليار، ثم وصلنا إلى 8 مليار نسمة في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
ومن تقديرات بلغت 2.5 مليار شخص في عام 1950، مع إضافة مليار شخص منذ عام 2010 وملياري شخص منذ عام 1998، من المتوقع أن يزيد عدد سكان العالم بما يقرب من 2 مليار شخص خلال الـ 30 عاماً المقبلة.
فمن المتوقع أن يصل إلى حوالي 8.5 مليار في عام 2030، و9.7 مليار في عام 2050، وحوالي 10.4 مليار شخص في منتصف القرن الثامن والثمانين، و10.9 مليار في عام 2100.
وإجمالاً؛ يبلغ عدد سكان العالم الآن أكثر من ثلاث مرات مما كان عليه في منتصف القرن العشرين.
وقد شهد هذا النمو الكبير زيادة كبيرة في أعداد الأشخاص الذين يعيشون حتى سن الإنجاب، كما صاحبه تغيرات كبيرة في معدلات الخصوبة، وزيادة التحضر وتسارع الهجرة.
معدلات الخصوبة حول العالم
شهدت البشرية تغيرات هائلة في معدلات الخصوبة ومتوسط الأعمار.
ففي أوائل السبعينيات، كانت للنساء في المتوسط 4 إلى 5 أطفال، أما في عام 2015، فقد انخفضت معدلات الخصوبة الإجمالية للعالم إلى أقل من 2.5 طفل لكل امرأة.
وفي الوقت نفسه، ارتفع متوسط أعمار البشر عالمياً، من 64.6 عاماً في أوائل التسعينات إلى 72.6 عاماً في العام 2019.
بالإضافة إلى ذلك، يشهد العالم مستويات عالية من الحضرة وتسارع الهجرة.
إذ سجل العام 2007 باعتباره أول عام يعيش فيه الناس في المناطق الحضرية أكثر من المناطق الريفية، ومن المتوقع أن يعيش حوالي 66% من سكان العالم في المدن بحلول عام 2050.
من أكبر الدول في عدد السكان؟
تظل الصين (1.4 مليار) والهند (1.4 مليار) الدولتين الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، كل منهما يمثل نحو 18% من سكان العالم.
ومع ذلك، كان من المتوقع في أبريل/نيسان 2023 أن يصل عدد سكان الهند إلى 1,425,775,850 شخص، مما يتساوى ثم يتجاوز عدد سكان الصين الرئيسي.
ومن المتوقع أن يستمر نمو سكان الهند لعدة عقود.
في الوقت نفسه، وصلت الصين مؤخراً إلى أقصى حجم لسكانها وأظهرت انخفاضاً منذ عام 2022.
ووفقا للتوقعات، سيستمر عدد السكان في الصين في الانخفاض وقد ينخفض إلى ما دون مليار شخص قبل نهاية القرن الحادي والعشرين، حسب تقرير آخر للأمم المتحدة.
أفريقيا: القارة الأسرع نمواً
من المتوقع أن يحدث أكثر من نصف النمو السكاني العالمي بين الآن وعام 2050 في أفريقيا.
إذ تتميز أفريقيا بأعلى معدل نمو سكاني بين قارات العالم، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد سكان إفريقيا جنوب الصحراء بحلول عام 2050.
ومن المتوقع زيادة سكانية سريعة في أفريقيا حتى في حالة خفض مستويات الخصوبة بشكل كبير في المستقبل القريب.
بغض النظر عن عدم اليقين المحيط بالاتجاهات المستقبلية للخصوبة في أفريقيا، فإن العدد الكبير من الشباب الذين يعيشون حاليا في القارة، والذين سيصلون إلى سن البلوغ في السنوات القادمة ينبئ بأن القارة السمراء ستلعب دوراً مركزياً في تشكيل حجم وتوزيع سكان العالم على مدى العقود القادمة.
أما أوروبا فتعاني من انخفاض مستمر في عدد السكان
وعلى العكس تماماً من إفريقيا، تقع الخصوبة في جميع البلدان الأوروبية الآن دون المستوى المطلوب لاستبدال السكان في المدى الطويل (حوالي 2.1 طفل لكل امرأة)، وفي معظم الحالات، كانت الخصوبة دون مستوى الاستبدال (استمرار العدد بنفس الوتيرة) لعدة عقود.
وعموماً؛ من المتوقع أن تنخفض سكان 61 دولة أو منطقة في العالم بحلول عام 2050، حيث من الممكن أن تشهد 26 منها انخفاضاً بنسبة لا تقل عن 10%.
من المتوقع أن تشهد عدة بلدان انخفاضاً في عدد سكانها يتجاوز 15% بحلول عام 2050، بما في ذلك البوسنة والهرسك، وبلغاريا، وكرواتيا، والمجر، واليابان، ولاتفيا، وليتوانيا، وجمهورية مولدوفا، ورومانيا، وصربيا، وأوكرانيا.
ما هي العوامل المؤثرة في نمو السكان؟
تشير الأمم المتحدة إلى عوامل ثلاث رئيسية تعتبرها هي الأساس في التأثير على نمو أعداد السكان أو انخفاضه، وهي:
1- معدلات الخصوبة
يعتمد النمو السكاني المستقبلي بشكل كبير على المسار الذي ستأخذه الخصوبة في المستقبل.
ووفقاً لتوقعات الأمم المتحدة للسكان (2022)، من المتوقع أن تنخفض الخصوبة العالمية من 2.3 أطفال لكل امرأة في عام 2021 إلى 2.1 في عام 2050.
2- الأعمار الأطول
من المتوقع أن يرتفع العمر المتوقع عند الولادة عالمياً من 72.8 عاماً في عام 2019 إلى 77.2 عاماً في عام 2050.
على الرغم من تحقيق تقدم كبير في التقارب في الأمل في العمر بين البلدان، فإن هناك فجوات كبيرة تظل قائمة.
ففي عام 2021، كان الأمل في طول العمر في البلدان الأقل تطوراً يتأخر بمقدار 7 سنوات خلف المتوسط العالمي، وذلك بسبب مستويات عالية من وفيات الأطفال والأمهات، والعنف، والنزاع، وتأثير أمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
3- الهجرة
تشكل الهجرة الدولية مكوناً أصغر بكثير من تغييرات السكان من حيث المواليد أو الوفيات.
ومع ذلك، في بعض البلدان والمناطق، يظل تأثير الهجرة على حجم السكان كبيراً، بخاصة في البلدان التي تستقبل أو ترسل أعداداً كبيرة من المهاجرين الاقتصاديين وتلك التي تتأثر بتدفقات اللاجئين.
بين عامي 2010 و 2021، شهدت نحو 17 دولة أو منطقة تدفقاً لأكثر من مليون مهاجر.
قد يهمك أيضاً: كم عدد البشر الذين عاشوا على الأرض منذ بدء التاريخ