خطفت المستشارة في البعثة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة، ندى الطربوش، الأضواء خلال الأيام القليلة الماضية، من خلال وقوفها في وجه الادعاءات والتضليل غير المسبوق الذي ينشره الاحتلال الإسرائيلي في المحافل الدولية.
وشكّلت ندى، بردودها القوية على المزاعم الإسرائيلية خلال الاجتماع السنوي للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية الأسلحة التقليدية، علقماً في وجه الدعاية الإسرائيلية، فمن تكون هذه المستشارة؟
خريجة أوكسفورد ولها خبرة واسعة في السياسة والاقتصاد
تشغل ندى الطربوش حالياً مستشارة في بعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف.
خلال عملها في الدبلوماسية المتعددة الأطراف في جنيف، وقبل ذلك في نيويورك، غطت ندى مجموعة من التخصصات، بما في ذلك نزع السلاح وحقوق الإنسان والشؤون الإنسانية، وتعزيز احترام القانون الدولي الإنساني، والأمم المتحدة، وأخذت خبرة واسعةً في المسائل الإدارية والمالية، لتكون بذلك موسوعة شاملة في البعثة الفلسطينية بالأمم المتحدة.
وقبل عملها في المجال الدبلوماسي، اكتسبت ندى الطربوش خبرة في البنك الدولي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وهو ما زاد من رصيدها الدبلوماسي في ما بعد.
تُعدّ ندى من خريجي جامعة أوكسفورد، إذ تحصلت في الجامعة البريطانية على بكالوريوس الآداب في الفلسفة والسياسة والاقتصاد، كما تحصلت على درجة الماجستير في الشؤون الدولية من جامعة ساينس بو باريس وجامعة كولومبيا، والماجستير التنفيذي في القانون الدولي والصراع المسلح من أكاديمية جنيف للقانون الإنساني الدولي والقانون الإنساني الدولي.
ندى الطربوش صوت الفلسطينيين في الأمم المتحدة
في خطابها أمام الاجتماع السنوي للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية الأسلحة التقليدية الذي عُقد في الفترة ما بين 15 و17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وجّهت ندى الطربوش مستشارة بعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة خطاباً قوياً، ردّت فيه على الدعاية الإسرائيلية وداعميها في الغرب.
وقالت ندى: "الشعب الفلسطيني شعب يرفض أن يختفي، تهديداتكم النووية وقنابلكم ودباباتكم وجرافاتكم لن تكسر أبداً إرادة الشعب الفلسطيني في أن يكون حراً، وأن يعيش بالكرامة والسلام التي تستحقها كل الشعوب".
ووقفت ندى طربوش بوجه ادعاء إسرائيل بحقها في الدفاع عن النفس، إذ جادلت أن المحتلّ لا يملك ذلك الحق ضد أراضٍ يحتلها، وشدّدت على أن الاحتلال يعتبر أن جميع سكان غزة هم "أهداف مشروعة له".
وأضافت ندى أن إسرائيل تصنف سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، على أنهم "إما إرهابيون وإما متعاطفون مع الإرهابيين أو دروع بشرية، ولذا فهم أهداف مشروعة".
وتقول طربوش: "كل شخص وفقاً لإسرائيل، هو من إحدى تلك الفئات الثلاث؛ طفل، صحفي، طبيب، موظف بالأمم المتحدة، مولودٌ في حاضنة، لذا وفقاً لإسرائيل يمكنها قتلهم، ثم بجرأةٍ تأتي إلى هذه الغرفة وتقول للعالم بوجه جدّي: نحن نتصرف وفقاً للقانون الدولي".
سبق ذلك، تصريح أكّدت فيه المستشارة في البعثة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة، أن لجنة التحقيق الدولية المستقلة في الأراضي الفلسطينية فضحت ادعاء إسرائيل الكاذب بأن لها الحق فيما يدعى "الدفاع عن النفس".
فقد أشارت اللجنة إلى قرار محكمة العدل الدولية الذي لا لبس فيه، والذي بموجبه "لا تملك قوة الاحتلال الحق في الدفاع عن النفس، وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، ضد الأراضي التي تحتلها".
واجهت الادعاءات الأمريكية أيضاً
طربوش وقفت أيضاً في وجه الادعاءات الأمريكية بوقوف واشنطن مع المدنيين الفلسطينيين في غزة، حيث صرّحت قائلةً: "لا يمكن للولايات المتحدة التظاهر بأنها تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة".
وتابعت: "لا يمكنها التظاهر بذلك والولايات المتحدة قد أقرت حزمة مساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل بقيمة 14.5 مليار دولار، في الوقت الذي تدك فيه إسرائيل المدنيين الفلسطينيين في غزة، أغلبهم لاجئون وأطفال".