أُسر فيها الملك لويس التاسع.. “معركة المنصورة” التي قضت على الحملة الصليبية السابعة في مصر

عربي بوست
تم النشر: 2023/07/04 الساعة 12:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/07/04 الساعة 12:51 بتوقيت غرينتش
معركة المنصورة /ويكيبيديا

في العام 1250، قرّر ملك فرنسا لويس التاسع شنّ حملة عسكرية من أجل استرجاع بيت المقدس، ووضع في خطته الزحف نحو مصر لاحتلالها قبل النزول في بيت المقدس، غيّر أنّ آماله انتهت بنهاية معركة المنصورة في مصر، وذلك بعد أباد جيش المماليك بقيادة ركن الدين بيبرس الجيش الصليبي، ولم يكتف المماليك بالانتصار في المعركة تلك، بل أهانوا الصليبيين بأسر ملكهم لويس التاسع الذي نجا بتعهّده بعدم العودة إلى مصر مرة أخرى، فما قصة هذه المعركة؟ 

عندما أراد الملك لويس التاسع دخول فلسطين من بوابة مصر

بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي سنة 1193، عاد خطر الصليبيين ليهيمن على الشرق الأوسط من جديد، فعلى الرغم من محاولة خليفته السلطان العادل بسط الاستقرار على دولة الأيوبيين من خلال تقسيم المملكة بين أبنائه الثلاثة قبل وفاته، تجنباً للصراع بينهم، إلّا أنّ العكس هو ما حدث. 

كانت مصر وفلسطين تابعتين للكامل محمد، أما الشام فكان من نصيب المعظم عيسى، بينما حكم شقيقهما الثالث الأشرف موسى شمال الشام.

لم يطل الأمر كثيراً حتى تناحر أبناء السلطان العادل فيما بينهم، وسارع الكامل محمد إلى الاستقواء على شقيقيه من خلال توقيعه على اتفاقية دفاع مشترك عام 1229م مع الإمبراطور الألماني فردريك، تنازل من خلالها الكامل للإمبراطور الألماني على بيت المقدس.

معركة المنصورة /لويس التاسع
الحملة الصليبية السابعة كانت بقيادة لويس التاسع، وانتهت بالهزيمة في معركة المنصورة / ويكيبيديا

بقي بيت المقدس تحت إمرة الإمبراطور الألماني، حتى اعتلاء حفيد الكامل، نجم الدين أيوب، العرش عام 1240م؛ حيث شرع في تقوية الجيش من أجل استرجاع القدس وذلك بعد هزيمة الصليبيين في معركة غزة سنة 1244، وطردهم من كامل فلسطين.

بعد عامٍ من تلك الهزيمة، قرر ملك فرنسا لويس التاسع، قيادة حملة عسكرية من أجل استرداد القدس، وذلك بمباركة بابا الكاثوليك إينوسينت، وقرّر لويس التاسع احتلال مصر أولاً، لتكون بوابته إلى القدس والشام.

مع بداية سنة 1249، خرج لويس التاسع من فرنسا على رأس قوة عسكرية من 80 ألف جندي محمولة على متن 1800 سفينة، فيما عُرف تاريخياً بـ"الحملة الصليبية السابعة"، وفي يونيو/حزيران 1249م أرسى لويس التاسع سفنه على سواحل دمياط المصرية. 

وفقاً لـ foreign exchanges، صادف وصول الحملة الصليبية السابعة، مرض السلطان الأيوبي نجم الدين أيوب، الذي توفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني 1249، وبذلك سقطت دمياط في يد الفرنسيين دون مقاومة.

ومع ذلك كان الجيش الأيوبي متمركزاً في المنصورة في انتظار جيش لويس التاسع، ومن أجل الحفاظ على الهدوء والاستقرار في الجيش الأيوبي أخفت شجرة الدر خبر وفاة زوجها نجم الدين أيوب.

وعندما علم الفرنسيون في دمياط بوفاة السلطان، شرع لويس التاسع في توجيه جيشه إلى المنصورة، وكان عليه عبور فرع دمياط أو قناة أشموم من أجل مواصلة الزحف إلى المنصورة.

معركة المنصورة /لويس التاسع
قاد لويس التاسع عشر الجيش الصليبي في معركة المنصورة / ويكيبيديا

اختار لويس التاسع عبور قناة أشموم، وفي 5 فبراير/شباط 1250 أرسل شقيقه الكونت أرتو مع فرقة فرسان من أجل عبور القناة، وبالفعل نجح الجيش الفرنسي في الوصول إلى المنصورة؛ حيث اشتبكت فرقة المماليك بقيادة ركن الدين بيبرس مع الفرسان الفرنسيين، وهناك كانت المفاجأة للفرنسيين من قبل ركن الدين بيبرس الذي أباد طليعة جيش لويس التاسع، إذ لم ينجُ من ذلك الاشتباك سوى ثلاثين جندياً، بينما قتل الكونت أرتو ورجاله.

معركة المنصورة التي أنهت الحملة الصليبية السابعة 

في 11 فبراير/شباط، دخل لويس التاسع المنصورة، وفي أمله أن يجد شقيقه قد قام بالمهمة على أكمل وجه، ويسلمه مفتاح مدينة المنصورة، إلا أنه فوجئ بالجيش المملوكي بقيادة بيبرس وهو ينقض على الجيش الفرنسي في معركة المنصورة، الأمر الذي دفع بلويس التاسع إلى الانسحاب.

وبعد الهزيمة في معركة المنصورة، انسحب Louis IX الى دمياط، وهناك حوصر من قبل توران شاه، خليفة السلطان المملوكي، وأذاقه هزيمة ثانية في فارسكور، حيث سقط الملك لويس التاسع وقادته العسكريون في الأسر، وسُجنوا بدار ابن لقمان يوم 6 أبريل/نيسان من العام نفسه، وذلك حسب كتاب: "تاريخ مصر الإسلامية".

معركة المنصورة /لويس التاسع
تعرّض لويس التاسع لخسارة مذلة في معركة المنصورة / ويكيبيديا

وبعد شهرٍ في السجن، سُمح للويس التاسع بمغادرة مصر مقابل تسليم دمياط للمصريين، والتعهد بعدم العودة إلى مصر مرة أخرى، بالإضافة إلى دفعه فدية قدرها 400 ألف دينار تعويضاً عن الأضرار التي ألحقها بمصر، وبذلك انتهت الحملة الصليبية السابعة.

تحميل المزيد