بالقرب من بلدة "إنكا" التابعة لولاية بارايبا في شمال شرق البرازيل، يقع مَعلمٌ أثري مُحيّر يطلق عليه "أحجار بيدرا دو إنكا" "Pedra do Inga"، وهي عبارة عن سلسلة صخور مليئة بالنقوش والرسومات القديمة المدهشة وغير المفهومة في الوقت ذاته.
أحجار بيدرا دو إنكا.. عجائب أثرية مليئة بالرموز الغريبة
لغة توبي
توبي القديمة، أو توبي الكلاسيكية، هي لغة انقرضت من لغات التوبي التي كان يتحدث بها سكان توبي الأصليون من البرازيل، ومعظمهم من أولئك الذين سكنوا المناطق الساحلية في جنوب وجنوب شرق البرازيل.
وتنتمي لغة توبي إلى عائلة اللغة توبي-غواراني، ولها تاريخ مكتوب يمتد إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر وبداية القرن الثامن عشر.
في الفترة الاستعمارية المبكرة، استخدم الأوروبيون والأمريكيون الهنود التوبي كلغة مشتركة في جميع أنحاء البرازيل، وكان لها استخدام أدبي، لكن تم قمعها لاحقاً حتى انقرضت تقريباً في الوقت الحالي.
وأحجار بيدرا دو إنكا هي عبارة عن تشكيل صخري يغطي مساحة تبلغ حوالي 250 متراً مربعاً، بينما الجدار العمودي الذي يحتوي على الرموز والرسومات فيبلغ طوله 46 متراً وارتفاعه 3.8 متر.
ويقدر العلماء عمر الحجر الذي يحتوي على مئات من الرموز الغريبة بأكثر من 6000 عام.
في حين يقول موقع The Ancient Connection إنه لا يوجد أي نقش يدل على كيف ومتى صنعت هذه الرموز على الأحجار، ولكن الفحص الكربوني حدد عمر الأحجار بأكثر من 6000 عام.
وبما أنّ المنطقة هي من المناطق المعرضة للفيضانات المتكررة، فإنّ الحجر يحتوي على رواسب على السطح يمكن أن تعرض النقوشات للخطر.
وعلى مر القرون تم تخريبها عدة مرات، حتى إنّ بعض النقوش تآكلت ولم تعد واضحة للقراءة.
ما هي الرموز الموجودة على أحجار بيدرا دو إنكا؟ وما الذي يتوقعه العلماء؟
تعتبر أحجار بيدرا دو إنكا واحداً من أكثر الألغاز الرائعة في علم الآثار المعاصر، ورغم ذلك، فإنّ العلماء لم يتوصلوا حتى الآن إلى تقديم تفسير موحد لهذه النقوش التي يتجاوز عددها 400 نقش.
ومع ذلك، هناك بعض الفرضيات التي يمكن أن تلقي بعض الضوء على هذه الكتابة التي ربما تأتي من ماضٍ بعيد.
1- تحتوي على تقويم شمسي لشعب الإنكا!
للصخور الصخرية لدى شعب الإنكا أهمية استثنائية من وجهة نظر علم الآثار القديمة، ففي عام 1976، بدأ المهندس الإسباني فرانسيسكو بافيا أليماني دراسة رياضية لهذا النصب الأثري.
تم نشر النتائج الأولى في عام 1986 من قبل معهد Arqueologia Brasileira، والتي تحدثت عن أنّ الكثير من هذه الرموز تمثل التقويم الشمسي لشعب الإنكا.
2- تُظهر الأبراج والنجوم
في وقت لاحق، واصل المهندس الإسباني فرانسيسكو بافيا الدراسة، وهذه المرة ركز على سلسلة من العلامات المحفورة على السطح الصخري، والتي فسرها على أنها عدد كبير من "النجوم" المجمعة لتشكيل "الأبراج".
وعلى الحجر، يمكنك رؤية رسومات الأبراج مثل برج الجوزاء (Orion)ـ وبرج البجعة (Cygnus)، إضافة إلى رسومات لمجرة "درب التبانة" وغيرها.
كما أنّ هناك أيضاً باحثاً بارزاً آخر أمضى معظم حياته يبحث في معنى النقوش الصخرية المنقوشة على الصخر، هو غابرييل دانونزيو بارالدي، وهو عالم إيطالي بدأ في عام 1988 فحصه للعلامات المحفورة على بيدرا دو إنكا.
بالإضافة إلى درب التبانة والعلامات الأخرى التي يمكن أن تكون نجوماً، وجد أيضاً رموزاً بدت مألوفة له، والتي شبهها باللغة الحيثية.
3- كتابات مصرية قديمة وفينيقية وسومرية ورموز جزيرة القيامة
كما تم العثور على الكثير من النقوش التي يمكن عزوها إلى العديد من الحضارات المختلفة، مثل الكتابة المصرية القديمة التي يطلق عليها "الديموطيقية"، إضافة إلى نقوش "الرونية الاسكندنافية" والرموز "السلتية" و"الفينيقية" و"السومرية"، ولكن لم تتم معرفة كيفية وصول هذه الرموز إلى البرازيل في ذلك الوقت.
رموز رونجو رونجو
قبل أكثر من نحو 100 عام عُثر على سلسلة من الألواح المنقوشة بشكل فريد بالكثير من الرموز في جزيرة إيستر التي أطلق عليها اسم "رموز رونجو رونجو".
ويعتبر نظام كتابة رموز رونجو رونجو محيراً للعلماء بعد عقود من المحاولات الفاشلة في فك صفوفها الغامضة من النباتات والحيوان والرموز التي تشبه الإنسان.
4- تحذيرات من كوارث وشيكة وطرق السفر إلى عوالم متعددة الأبعاد
بالإضافة إلى ذلك كله، فإنّ بعض العلماء أكدوا، وفقاً لـArt-A-Tsolum، أن الرموز تحتوي أيضاً على تقارير تتحدث عن كارثة عالمية وشيكة، وطرق فتح الأبواب العقلية، وطرق السفر إلى عوالم متعددة الأبعاد، وبعض الصيغ الرياضية، والمعادلات، وأشكال الحيوانات، والفواكه، والأشخاص، وأكثر من ذلك بكثير.
في حين يقول موقع Pé na Estrada البرازيلي إنه على الرغم من وجود العديد من التفسيرات المنطقية، فإنّ البعض يدافعون عن فكرة أنّ الكائنات الفضائية هي من قامت بهذه الرسوم والنقوشات، وأنهم كانوا متواجدين هناك قبل شعب الإنكا، ويبرر المدافعين عن هذه النظرية بأنّ الكائنات الفضائية كانت تسيطر على تقنية تليين الأحجار.