زعمت الحكومة الروسية أن أوكرانيا تخطط لاستخدام ما سمته "القنبلة القذرة" ضد قواتها المتواجدة في أجزاء واسعة من أوكرانيا، في الوقت الذي نفت فيه أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون أمريكا وفرنسا وبريطانيا ذلك.
فما هي القنبلة القذرة؟ هل هي شبيهة بالقنبلة النووية؟ وما مدى تأثير ضربتها؟
ما هي القنبلة القذرة؟
ووفقاً لما ذكرته شبكة BBC البريطانية فإن القنبلة القذرة هي قنبلة تحتوي على مادة مشعة، مثل اليورانيوم، والتي تتناثر في الهواء عندما تنفجر.
ولا يشترط على القنبلة النووية أن تحتوي على مواد مشعة عالية النقاء، كما هو مستخدم في القنبلة النووية.
وبدلاً من ذلك، يمكن أن تستخدم المواد المشعة من المستشفيات أو محطات الطاقة النووية أو مختبرات الأبحاث، وهذا يجعلها أرخص بكثير وأسرع من صنعها من الأسلحة النووية، كما يمكن أيضاً حملها في الجزء الخلفي من السيارة، على سبيل المثال.
ونظراً لأن السقوط الإشعاعي يمكن أن يسبب أمراضاً خطيرة، مثل السرطان، فإن مثل هذه القنبلة قد تسبب الذعر بين السكان المستهدفين.
كما يجب أيضاً إخلاء منطقة واسعة حول منطقة الانفجار لإزالة التلوث تماماً.
في حين قام اتحاد العلماء الأمريكيين بحساب أنه إذا تم تفجير قنبلة تحتوي على 9 غرامات (0.3 أونصة) من الكوبالت -60 و5 كجم من مادة TNT في طرف مانهاتن، في نيويورك، فستجعل المنطقة بأكملها من المدينة غير صالحة للسكن لمدة عقود، ولهذا السبب، يُعرف هذا النوع من القنابل بأنه قذر ويشبه بأسلحة الدمار الشامل.
ومع ذلك، لا يمكن الاعتماد على القنبلة القذرة في الحروب على الإطلاق، إذ لكي تنتشر المادة المشعة في القنبلة القذرة عبر المنطقة المستهدفة، يجب تحويل محتواها إلى مسحوق.
ولكن إذا كانت الجسيمات ناعمة جداً أو تم إطلاقها في رياح قوية، فسوف تنتشر على نطاق واسع جداً لتسبب الكثير من الضرر.
هل القنبلة القذرة تشبه القنبلة النووية؟
الجواب هو لا بالطبع، فالقنبلة القذرة صغيرة الحجم ومحدودة الانفجار، لذلك لا يمكن إطلاقاً تشبيه القنبلة القذرة بالقنبلة النووية.
كما أن للأخيرة انفجاراً أقوى بملايين المرات من الأولى، كما يمكن لإشعاعات القنبلة النووية الصادرة أن تنتشر لآلاف الأميال المربعة، على عكس القذرة التي يمكن أن تنتقل لبضعة أميال فقط، وفقاً لما ذكرته شبكة CNN الأمريكية.
هل المادة النووية الموجودة في قنبلة قذرة قاتلة؟
تقول وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إنه من غير المحتمل أن تؤدي القنبلة القذرة إلى جرعات عالية بما يكفي من الإشعاع "لإحداث آثار صحية فورية أو وفيات لعدد كبير من الناس".
وتشرح الوزارة السبب قائلة إنه لتصنيع قنبلة قذرة قادرة على إيصال جرعات مميتة من الإشعاع، ستكون هناك حاجة إلى كميات كبيرة من الحماية من الرصاص أو الفولاذ لمنع المواد من قتل صانعيها أثناء البناء.
لكن استخدام مثل هذه المواد الواقية من شأنه أن يجعل القنبلة ضخمة ويصعب تحريكها أو نشرها، وربما يتطلب ذلك معدات ثقيلة وأدوات مناولة عن بعد، وسيحد من المدى الذي يمكن أن ينتشر فيه الإشعاع.
ما مدى تأثير القنبلة القذرة؟
وفقاً لما ذكره مجلس التنظيم النووي الأمريكي، فإن مدى التلوث يعتمد على عدد من العوامل، بما في ذلك حجم المتفجرات، وكمية ونوع المادة المشعة المستخدمة، ووسائل الانتشار، والظروف الجوية.
وأولئك الأقرب إلى التفجير سيكونون أكثر عرضة للإصابة من جراء الانفجار، ومع انتشار المواد المشعة، فإنها تصبح أقل تركيزاً وأقل ضرراً.
ويساعد الاكتشاف الفوري لنوع المواد المشعة المستخدمة السلطات المحلية بشكل كبير في تقديم المشورة للمجتمع بشأن التدابير الوقائية، مثل توفير المأوى أو مغادرة المنطقة المجاورة بسرعة.
ويمكن الكشف عن الإشعاع بسهولة باستخدام المعدات التي يحملها بالفعل العديد من المستجيبين للطوارئ، وقد يتطلب التطهير اللاحق للمنطقة المصابة وقتاً وتكلفة كبيرة.
من المحتمل أن تكون الآثار الصحية الفورية من التعرض لمستويات الإشعاع المنخفضة المتوقعة من القنبلة القذرة تحدد آثار التعرض للإشعاع من خلال:
- كمية الإشعاع التي يمتصها الجسم.
- نوع الإشعاع (جاما أو بيتا أو ألفا).
- المسافة من مصدر الإشعاع إلى الفرد.
بشكل عام، يتم توفير الحماية من الإشعاع من خلال:
- التقليل من وقت التعرض للمواد المشعة.
- الابتعاد وزيادة المسافة عن مصدر الإشعاع.
- الحماية من التعرض الخارجي واستنشاق المواد المشعة.
هل تم استخدام قنبلة قذرة من قبل؟
لم يكن هناك حتى الآن هجوم ناجح بالقنابل القذرة في أي مكان في العالم، ومع ذلك، كانت هناك عدّة محاولات.
في عام 1996، زرع جنود من الشيشان قنبلة تحتوي على الديناميت والسيزيوم 137 في حديقة إزمايلوفو في موسكو، وتم استخراج السيزيوم من معدات علاج السرطان، قبل أن تكتشف الأجهزة الأمنية موقعها وتنزع فتيلها.
وفي عام 1998، عثر جهاز المخابرات الشيشاني على قنبلة قذرة وأبطل مفعولها كانت موضوعة بالقرب من خط سكة حديد في الشيشان.
وفي عام 2002، ألقي القبض على خوسيه باديلا، وهو مواطن أمريكي كان على اتصال مع القاعدة في شيكاغو للاشتباه في أنه كان يخطط لهجوم بقنبلة قذرة، وحُكم عليه بالسجن 21 عاماً.
وبعدها بعامين في 2005 قُبض على ديرين باروت، وهو مواطن بريطاني وعضو في القاعدة، في لندن وسُجن بعد ذلك لمدة 30 عاماً بتهمة التخطيط لهجمات إرهابية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كان من الممكن أن تشمل استخدام قنبلة قذرة.