اقترحت الحكومة النيوزيلندية في أكتوبر/تشرين الأول 2022، فرض ضرائب على الغازات الدفيئة التي تنتجها مزارع تربية الحيوانات، لا سيما الأبقار، من التجشؤ والتبول، بهدف مواجهة التغير المناخي.
وسيكون وفق هذه الخطة، الأولى من نوعها في العالم، على المزارعين دفع مقابل انبعاث الغازات الزراعية، بحلول عام 2025، إذ يمثل من تنتجه الزراعة من غازات نحو نصف الغازات الدفيئة في البلاد، ولكن ما علاقة الأبقار والحيوانات الأخرى المواشي بالتغير المناخي؟
الأبقار والتغير المناخي
وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، فإن نحو ثلث انبعاثات الميثان التي يسببها الإنسان تأتي من الماشية، ومعظمها من الأبقار التي تصدر الميثان من خلال تجشؤها وتبولها بعد تناولها الأسمدة، فيما يُنظر إلى الميثان على أنه أكبر مصدر للقلق وأفضل فرصة للتعامل مع الاحتباس الحراري.
وعلى الرغم من أن الميثان يتحلل بسرعة نسبية في الغلاف الجوي، فإنه من الغازات الدفيئة الأكثر فاعلية من ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد الأسباب التي تمت مناقشتها لإبطاء الاحتباس الحراري قبل محادثات المناخ COP26 للأمم المتحدة في غلاسكو الأسكتلندية.
وقال دوروود زيلكي، المراجع الرئيسي للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، في أغسطس/آب 2022: "إنّ خفض غاز الميثان أكبر فرصة لإبطاء الاحتباس الحراري من الآن وحتى عام 2040" .
فيما تشمل خيارات تقليل الميثان الأعلاف البديلة للماشية، وتقليل فقد الأغذية وهدرها، وخفض إنتاج اللحوم والألبان.
ففي 2019، بلغت مستويات الميثان في الجو مستويات قياسية، نحو مرتين ونصف، أكثر مما كانت عليه قبل الحقبة الصناعية.
ما كمية غاز الميثان التي تصدرها الأبقار في الجو؟
وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لجامعة كاليفورنيا الأمريكية فإنّ البقرة الواحدة تطلق ما يصل إلى 500 لتر من الميثان يومياً وفقاً لما ذكرته مجلة Horizon، في حين يوجد في العالم نحو مليار و400 مليون رأس بقرة.
ويمثل تقليص البصمة الكربونية للماشية في جميع أنحاء العالم تحدياً كبيراً، لأنها مسؤولة عن نسبة كبيرة من الغازات الدفيئة العالمية.
الهند، على سبيل المثال، لديها أكبر عدد من الماشية في العالم، ولكنها أقل استهلاكاً للحوم البقر في أي بلد، نتيجة لذلك، تعيش الأبقار فترة أطول وتنبعث منها كميات أكبر من الميثان على مدار حياتها.
هل هناك حل للتخلص من ميثان الأبقار؟
تتمثل إحدى طرق التخلص من غاز الميثان الذي تصدره الأبقار، في جعل نظامهم الغذائي الغني بالألياف أسهل في الهضم، لذلك يلجأ العلماء غالباً إلى مكملات التغذية لهذا الغرض.
صحيحٌ أنّ الأمر يبدو بسيطاً، لكن العثور على مادة مضافة مغذية ميسورة التكلفة أصبح أمراً صعباً وتحديداً تلك المصنوعة من الأعشاب البحرية.
إرمياس كبريب، أستاذ في جامعة كاليفورنيا، يكرس مُعظم وقته في دراسة كيفية تأثير المكملات الغذائية على كمية الميثان التي تنبعث من الأبقار وتحديداً من فمها، قال لشبكة PBS الأمريكية إن الأمر لا يتطلب الكثير لتغيير كمية غاز الميثان المنبعثة بشكل كبير، وإنه في أحد أبحاثه التي أجراها في العام 2021 وجد أن إضافة 3 أونصات فقط من الأعشاب البحرية إلى طعام الماشية يومياً تقلل من انبعاثات الميثان بنسبة 82%.
هل تؤثر الأعشاب البحرية على جودة اللحم أو طعم الحليب؟
إضافة إلى تقليل إنتاج الميثان، فإن الأعشاب البحرية لا تجعل طعم حليب الأبقار سيئاً، أما بالنسبة لطعم اللحوم فإن الأبحاث لا تزال جارية لمعرفة ذلك.
أما بالنسبة لأنواع الأعشاب البحرية الجيدة من أجل وضعها بأعلاف الأبقار فهي أعشاب بحرية حمراء اللون تدعى Asparagopsis taxiformis، وهي لا تكلف كثيراً لكن عيبها الوحيد أنها لن تكون كافية لجميع الأبقار في العالم.
هل غازات الأبقار هي الوحيدة التي تسبب التغير المناخي؟
بالطبع لا، فإنّه إلى جانب انبعاث غاز الميثان من الأبقار فإنها أيضاً تتسبب بشيء آخر رئيسي في التغير المناخي وهو الرعي الجائر.
فكثير من الماشية وتحديداً الأبقار، تتسبب بالعديد من دول العالم في تدهور صحة التربة والتنوع البيولوجي، ولكن يمكن أن تساعد الإدارة السليمة لرعي الماشية في التخفيف من تغير المناخ.
قد يهمك أيضاً: البعض يظنهما مترادفين، لكن لهما معنيان مختلفان.. الفارق بين الاحتباس الحراري والتغير المناخي