منها الجنيه المصري بعد الاحتلال البريطاني.. قصة رموز العملات العالمية الأشهر وتأثيرها على الدول

بصورة يومية تقريباً، سترى من حولك أو عبر شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي استخداماً لعلامة الدولار أو رمز اليورو أو الجنيه الاسترليني، في إشارة للمال والعمليات البنكية والشرائية وما إلى ذلك.

ولكن من أين أتت رموز العملات التي نعرفها؟ يُعتقد أن بعضها قد تطور على مر القرون من المعاملات المالية المادية، بينما كان البعض الآخر نتيجة لمنافسة في التصميمات المتعلقة بالعملات الورقية، أو حتى بقرار حكومي. 

فيما يلي نستعرض القصة وراء أهم رموز العملات الأكثر شهرة في العالم.

علامة الدولار الأمريكي "$"

تعود أصول رمز الدولار الأمريكي "$" إلى عُملة البيزو الإسبانية التي اعتمدتها مملكة إسبانيا خلال القرن الخامس عشر.

البيزو الذي كان معروفاً بشكل رسمي باسم peso de ocho، أو "قطع من ثمانية" في ترجمته للعربية، بدأ ينتشر في جميع أنحاء العالم عبر المستعمرات النائية في إسبانيا.

وبعد تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية، صمم المؤسسون رمزاً لعملتها الجديدة على غرار البيزو الأشهر في ذلك الوقت.

ثم في العام 1785، اعتمدت الولايات المتحدة رسمياً علامة الدولار المعروفة حتى يومنا هذا لعملتها.

وفي حين لا يعرف أحد أصول هذ الرمز الدقيقة، لكن تقول النظرية الأبرز إنها تحولت من الاختصار المكتوب للبيزو، والذي كان ps حتى أصبحت $ التي نعرفها اليوم.

وبحسب موقع BBC، يعتقد الخبراء أن شخصاً ما بدأ في الجمع بين الحرفين، ووضع حرف S أعلى الحرف P، وفي النهاية قام بتعديل الجزء الدائري من الحرف P لكي لا يختلط الأمر على من يرى الرمز.

ومن هنا جاء الرمز $، الذي تمت طباعته لأول مرة بعد عام 1800.

ولكن هناك في الواقع ثلاث نسخ لعلامة الدولار $، فهناك مثلاً S مع خط عمودي واحد من خلالها، وهناك S مع خطين عموديين من خلال الرمز.

وحول ذلك، ترجح الكاتبة آين راند أن هذه النسخة ذات الخطين المزدوجين تمثل الولايات المتحدة، مع وضع حرف S فوق حرف U لأول حرف من اسم أمريكا بالانجليزية.

ثم بمرور الوقت كذلك، حذف الناس الجزء السفلي من حرف اسم الولايات المتحدة الأول، ومع ذلك ، لا يوجد دليل موثق على ذلك.

يُستخدم الدولار حالياً في أكثر من 20 دولة حول العالم، بما في ذلك كندا وناميبيا ونيوزيلندا وصولاً للبنان بشكل غير رسمي بعد انهيار عملتها الأصلية، الليرة اللبنانية.

علامة اليورو الأوروبي "€"

في عام 1992، انضمت 12 دولة أوروبية معاً لتشكيل الاتحاد الأوروبي (EU)، والذي تم تأسيسه رسمياً باعتراف دولي في العام التالي.

وكان الغرض من الاتحاد الأوروبي هو تعزيز التعاون في مجالات؛ مثل حقوق المواطنة والسياسة الخارجية وإنشاء عملة موحدة تربط اقتصادات الدول ببعضها.

وعلى مدى السنوات القليلة التالية للتأسيس، قررت المفوضية الأوروبية (الفرع التنفيذي للاتحاد الأوروبي) أن تسمى وحدتها النقدية الجديدة باليورو، اقتباساً من اسم أوروبا بالإنجليزية (Europe).

ثم تم اشتقاق رمز € من الحرف اليوناني إبسيلون، أو Є، وهو حرف E باللغة الإنجليزية والحرف الأول في كلمة "أوروبا"، بحسب تقرير لموقع BBC عن تاريخ عملة اليورو الأوروبية.

بينما يمثل الخطان المتوازيان على الرمز المعروف الاستقرار. وبالرغم من شهرة الرمز حول العالم اليوم، لكن لم يتم الكشف عن المصمم الفعلي لرمز اليورو من قبل المفوضية الأوروبية حتى الآن.

ومع ذلك، زعم الألماني المتقاعد آرثر أيزنمينجر، أنه هو الذي ابتكر الرمز قبل أكثر من 25 عاماً، بينما كان يعمل كمصمم جرافيك رئيسي لما كان آنذاك "المجتمع الاقتصادي الأوروبي – EEC".

إذ يُنسب إلى أيزنمينجر الإشراف على إنشاء علم الاتحاد الأوروبي ذي الحلقات النجمية وعلامة مراقبة الجودة "CE" للسلع الاستهلاكية الأوروبية. وزعم أنه صنع علامة اليورو كرمز لأوروبا بشكل عام.

وقد تم إطلاق اليورو رسمياً في العام 2002 بسبع عملات ورقية لقيمات مختلفة، وثماني عملات معدنية بقيمة مختلفة لكل منها أيضاً، مع 14.25 مليار ورقة نقدية و50 مليار عملة معدنية نقدية.

في حين أن الأوراق النقدية متطابقة في جميع البلدان الأعضاء تقريباً وتستخدم رموز العملات ذاتها، فإن العملات المعدنية لها تصميم مشترك من جانب، وتصميم خاص بالبلد من الناحية الأخرى الخاصة بصورة العملة المعدنية.

الجنيه الاسترليني "£"

على الرغم من أن المملكة المتحدة البريطانية كانت عضواً مؤسساً في الاتحاد الأوروبي، وظلت كذلك حتى الانقسام الشهير لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بيركست" عام 2020، إلا أنها لم تعتمد اليورو عملة لها.

بدلاً من ذلك، احتفظت بعملة الجنيه الإسترليني رمزه النقدي الذي يعتبر أقدم عملة مستخدمة في العالم.

بينما لا أحد يعرف على وجه اليقين كيف نشأ مصطلح "الجنيه الإسترليني"، يتفق معظم خبراء العملات على أن له صلة ما بالوزن والفضة، بحسب موقع How Stuff Work للعلوم والمعرفة.

ويأتي اسم الجنيه (Pound) في اللغة الانجليزية من "باوندوس"، وهي الكلمة اللاتينية التي تعني الوزن، حيث كان الجنيه البريطاني الواحد يساوي رطلاً واحداً من الفضة، وهو مبلغ ضخم في القرن الثامن.

أما عن رمز الباوند "£"، فهو مشتق من حرف L الإنجليزي في الكلمة Libra، وهي لاتينية تشير للمقاييس أو الموازين.

كان الجنيه متداولاً قبل أن يتبناه ملك إنجلترا أثيلستان كأول عملة للبلاد في عام 928 ميلادياً.

ومع ذلك، تم سك أول عملة معدنية في عام 1489 عندما وصل هنري السابع إلى العرش وحاز لقب الملك. ثم في عام 1717، بدأت المملكة المتحدة في تقييم الجنيه بالذهب بدلاً من الفضة الإسترلينية.

في عام 2021، احتل الجنيه الإسترليني المرتبة الخامسة بين أقوى العملات في العالم ورابع أكثر العملات تداولاً. إلا أنه لا توجد دولة أخرى تستخدم الجنيه الإسترليني غير بريطانيا.

بالرغم من هذا، تستخدم بعض البلدان التي كان معظمها من المستعمرات البريطانية السابقة، عملتها الخاصة المشار إليها باسم "الجنيه"، وحتى بالرمز الخاص بها £ تأثُّراً بفترة الاستعمار.

على سبيل المثال، الجنيه المصري والجنيه النيجيري، وكلاهما يحمل نفس رمز الجنيه الإسترليني £، والتسمية الخاصة بكل بلد.