عام 1967 حدثت كارثة انهيار جسر "Silver Bridge" في مدينة "Point Pleasant" في ولاية فرجينيا الأمريكية، حين وقعت الكارثة كان الجسر مكتظاً بالسيارات، وسقطت جميعها في النهر، وقتل في الحادثة 46 شخصاً، ولكن كانت هناك قصة أخرى مرتبطة بهذه الكارثة جذبت اهتمام الإعلام حينها، عن مخلوق غامض أُطلق عليه اسم "رجل العثة"، تمت مشاهدته عدة مرات قبل الكارثة. وتكررت المشاهدات مرة أخرى لمخلوق مشابه ظهر قبل أيام من وقوع كارثة تشرنوبل في أوكرانيا عام 1986.
مشاهدات جماعية قبل كارثة جسر "Silver Bridge"
عام 1966 زعم مجموعة من حفاري القبور العاملين ليلاً في مقبرة مدينة "Point Pleasant"، أنهم شاهدوا شيئاً أفزعهم جميعاً، كان هناك مخلوق ضخم يشبه حشرة عملاقة، حلّق فوق رؤوسهم، وتحرك بسرعة على قمم الأشجار، من شجرة إلى أخرى، وانتشرت القصة في الصحف المحلية، وأطلقوا على المخلوق الغامض اسم "رجل العثة" أو "الرجل العثة".
بعدها بأيام ادعى زوجان من المدينة نفسها، أنهما، وفي منتصف الليل، واجها مخلوقًا غامضاً حاول إخافتهما، ووصف الزوجان المخلوق بأن طوله متران تقريباً، يغطي جسمه ما يشبه الوبر أو الريش الأسود، وله رأس منخفض في وسط جذعه، وأجنحة طويلة سوداء، وعيون حمراء متوهجة تبعث على الرعب.
كان الزوجان يرويان القصة للشرطة وهما يشعران بالخوف، عندما شاهدا المخلوق بالقرب من محطة توليد كهرباء مهجورة، وأنهما شاهدا المخلوق واقفاً أمامهم 3 مرات، وأنه كان سريعاً للغاية ويطير بسرعة حوالي 120 كم في الساعة، ولكنه كان يمشي بطريقة خرقاء.
ويبدو أن المخلوق الغامض كان يخاف من الضوء، وقال الزوجان إنهما شاهدا عيون المخلوق المتوهجة باللون الأحمر، وبدا أنه يريد الابتعاد عن الأضواء.
ذهب رجال الشرطة إلى مكان الحادث حوالي الساعة الثانية صباحاً، لكنهم لم يتمكنوا من إيجاد شيء،
ولكن أحد رجال الشرطة قال إنه رأى غباراً بالقرب من المكان، وفسر الزوجان الموضوع بأنه من الممكن أن يكون سببها "الرجل العثة".
نشرت صحيفة "جيتيسبيرغ تايمز" حينها عن 8 مشاهدات إضافية في المدينة، بعد 3 أيام بعد الادعاءات الأولى، وشمل ذلك اثنين من رجال الإطفاء المتطوعين، الذين قالوا إنهم رأوا "مخلوقاً طائراً كبيراً جداً بعيون حمراء كبيرة".
بعد عدة أشهر، وفي فورة الإبلاغ عن المشاهدات، حدثت كارثة جسر "Silver Bridge" ليختفي المخلوق الغامض بعدها فجأة، كما ظهر فجأة، ولا يزعم أحد أنه شاهده بعد ذلك، نمت الأسطورة أن "رجل العثة" كان إما يحاول تحذير المجتمع من الكارثة، أو أنه هو الذي تسبب في المأساة.
كارثة تشرنوبل سبقها ظهور "رجل العثة"
في الأيام التي سبقت كارثة تشرنوبل في 26 أبريل/نيسان 1986، ظهرت عدة قصص عن مشاهدة مخلوق مخيف يحلِّق في السماء فوق موقع تشرنوبل، من قبل العديد من الرجال في غرفة التحكم، كما زعموا أنهم شاهدوا هذا المخلوق المرعب قبل الانفجار بقليل.
وانتشرت شائعات، مفادها أن خمسة موظفين قد رأوا مخلوقاً كبيراً داكن اللون بأجنحة عملاقة وعيون حمراء مشتعلة، بدأ موظفو تشرنوبل يتشاركون نفس التجربة المماثلة بشكل غريب، وعانى بعضهم من كوابيس مرعبة، وأطلقوا عليه اسم "الطائر الأسود"
وكان الوصف مشابهاً لما يعتقده معظم الناس أنه "رجل العثة" في الولايات المتحدة. وحلت بعدها كارثة تشرنوبل، التي راح ضحيتها في البداية 30 شخصاُ، ثم تأثر الآلاف بالإشعاع لاحقاً، وأصبحت تشرنوبل منطقة محظورة على البشر لسنوات بسبب الإشعاع.
وهو ما أشعل التكهنات مرة أخرى أن "رجل العثة" هو نذير الهلاك والموت، بالطريقة نفسها التي حدثت في الولايات المتحدة.
قال عالم الآثار "روبرت ماكسويل"، الذي عمل في تشرنوبل، حيث أكمل رحلتين ميدانيتين في منطقة الكارثة عامي 2010 و2012: "الآن أصبحت قصة المخلوق الغامض في تشرنوبل، واحدة من تلك الخرافات التي يصعب تتبعها؛ لأنها تعتمد على روايات الأشخاص الذين ماتوا بسبب التلوث الإشعاعي".
من هو "رجل العثة"؟ وما هي التفسيرات الأخرى للموضوع؟
رفض الكثيرون تفسير القصة بالطريقة الخارقة، حول مخلوق غامض يرى المستقبل، وقدموا تفسيرات واقعية للموضوع، الدكتور "روبرت ل. سميث"، الأستاذ المشارك لبيولوجيا الحياة البرية في جامعة وست فرجينيا، أرجع المشاهد إلى طائر "الكركي الكندي"، والذي يبلغ ارتفاعه تقريباً ارتفاع الرجل العادي، وله لحم أحمر فاتح حول عينيه.
ولديه العديد من صفات "رجل العثة"، بما في ذلك امتداد الجناح الكبير، والعيون الحمراء التي تتوهج في الظلام، وكذلك طريقة المشي الخرقاء.
افترض البعض أن هذا الطائر ربما كان مشوهأً، خاصة إذا كان يعيش في منطقة "تي إن تي"، وهو الاسم الذي أطلقه السكان المحليون على سلسلة من المخابئ القريبة التي كانت تُستخدم في السابق لتصنيع الذخائر خلال الحرب العالمية الثانية، وقد قيل إن هذه المخابئ قد تسربت منها مواد سامة إلى محمية الحياة البرية المجاورة، مما قد يؤثر في شكل الحيوانات.
أما انهيار الجسر فإن تحقيقاً حكومياً حدد سبب الانهيار، بسبب كسر في البنية التحتية، نتج الكسر عن تدهور على مدى 40 عاماً من عمر الهيكل نتيجة للتآكل.
أما المشاهدات المتكررة فكانت بسبب الأخبار والمقالات الصحفية والخوف الجماعي الذي انتشر بعد نشر تلك القصص.
لم يقبل الجميع بتلك التفسيرات، خاصة أولئك الذين زعموا أنهم شاهدوا المخلوق الغامض، وزعموا أنهم كانوا متأكدين مما رأوه، وأنه مخلوق بقدرات خارقة استطاع رؤية المستقبل، أو أنه هو من تسبب بتلك الكوارث.
بينما يعتقد البعض أنه ربما كان شخصاً يرتدي زياً حاول تنفيذ مزحة ما، ولكنها تطورت بسبب الخوف الذي شعر به الناس، لتصبح ما يعرف بأسطورة "رجل العثة".