هل كنت تعرف أن خاتم الزفاف تقليد فرعوني بالأساس؟! نعم، فهذا التقليد المتبع في عشرات الدول حول العالم متبع منذ آلاف السنين بفضل الحضارة الفرعونية، إذ كان يعتبر من وقتها رمزاً للحب والالتزام، وهو المعنى الباقي حتى يومنا هذا رغم اختلاف أشكال وأنواع الخواتم.
تاريخ خاتم الزفاف تقليد فرعوني بالأساس!
تشير الدلائل إلى أن تاريخ خواتم الزفاف بدأ في مصر القديمة منذ حوالي 6000 عاماً، إذ كان المصريين القدماء من بين أوائل الحضارات التي تبادل أفرادها خواتم الزفاف، وكانت حينها خواتم دائرية مصنوعة من خامات بسيطة مثل القصب المجدول والقنب.
كانت الدائرة في مصر القديمة تُعتبر رمزاً للخلود، فهي من ناحية ترمز للكمال والكلية والوحدة، ومن ناحية أخرى هي دائرة متصلة لا نهاية لها، ما جعل خواتم الزفاف رمزاً مثالياً للدلالة على الحب الأبدي للأزواج الذين يرتدونها، حسب شبكة BBC البريطانية.
أيضاً كان الفراعنة هم أول من بدأ تقليد ارتداء خاتم الزواج في الإصبع الرابع من اليد اليسرى، الذي نشير إليه اليوم باسم البنصر، إذ كانوا يعتقدون أن هذا الإصبع يحتوي على وريد خاص يرتبط مباشرة بقلب الإنسان، وكانوا يطلقون عليه اسم "وريد الحب" أو Vena Amoris.
أما ارتداؤه في اليد اليمنى فقد تطور في حضارات أخرى استخدمت فيها اليد اليمنى لحلف القسم والنذور.
تطور خاتم الزواج في الحضارات
لكن تقاليد خاتم الزواج تغيرت من نواحٍ كثيرة على مر العصور، إذ قدمت الحضارتان اليونانية والرومانية أشكالاً مختلفة من الخواتم، بعضها كان يصنع من الجلد، وأحياناً من العاج، أو العظام، إلى أن أصبح الرومان يعتمدون الحلقات المعدنية لارتدائها كخواتم زفاف.
رغم أن الحديد كان المعدن الشائع بينما كانت الخواتم الذهبية والفضية حكراً على أثرياء عصرهم، لكن أصبحت فكرة صناعة الخواتم من المعدن شائعة من وقتها إلى الآن، كما أشار موقع متجر المجوهرات الأمريكي Rustic and Main.
وبحلول زمن الإمبراطورية البيزنطية، بدأ الناس في إضفاء الطابع الشخصي على الخواتم ونقشها بأشكال تناسب الزوجين المخطوبين، فبمجرد أن أصبحت المسيحية الديانة الرسمية للإمبراطورية البيزنطية أصبحت الخواتم تحتوي صليباً أو رسمة ليسوع.
كما ابتكرت العديد من الأشكال والاتجاهات وشاعت في بعض الدول لسنوات طويلة، مثلاً شاعت خواتم Fede Rings التي تظهر كأنهما يدان تمسكان ببعضهما كانت شائعة في أوروبا لعدة قرون، وبرزت بشكل خاص في القرن الحادي عشر، كما أشارت مجلة Vanity Fair الأمريكية.
بالمناسبة في الإيطالية كلمة Fede مشتقة من العبارة الإيطالية "ماني في فيدي" والتي تعني "الأيدي المشدودة بالإيمان"، وكان يعتبر خاتم الزواج بمثابة الختم الذي يوثق الأيدي المتحدة والمرتبطة بالإيمان.
حتى إن بعض اللوحات الفنية الإيطالية برز فيها الخاتم في لوحات الأزواج مثل لوحة Marsilio Cassetti and His Bride Faustina أو "مارسيليو كاسوتي وعروسه فاوستينا"، التي رسمها الرسام الإيطالي لورنزو لوتو بالعام 1523، ويظهر فيها ملاك يراقب الزوجين، وهو يضع الخاتم في إصبعها.
ثم في القرنين السادس عشر والسابع عشر شاعت تصميمات مقتبسة من اليدين المتشابكتين، سميت بـ Fede Ring; Gimmel-Ring، لكنها كانت تصميمات معقدة أكثر، حيث تصبح كل يد منفصلة في خاتم منفصل، ليرتدي العريس خاتماً به يد، وترتدي العروس الخاتم الآخر، وعندما يلتقيان بعد افتراق يشكل الخاتمان معاً اليدين المتشابكتين ثانيةً.
وقد تطورت الأحجار المزينة لخواتم الخطوبة أيضاً على مدار التاريخ، واختلفت من حضارة لحضارة، ومن عصر لعصر، ومن طبقة اجتماعية إلى أخرى، ومرت بتطور في تصنيعها وتزيينها، حيث استخدم الذهب والفضة والياقوت والأحجار الكريمة.
فمثلاً صارت خواتم الألماس شائعة بين الطبقة الأرستقراطية والنبلاء الأوروبيين، بعدما كلف الأرشيدوق ماكسيميليان من النمسا بصناعة أول خاتم خطبة من الألماس على الإطلاق لخطيبته ماري من بورغوندي في العام 1477، وتطور ذلك حتى بات خاتم الخطبة الذهبي شائعاً في دول الشرق الأوسط، أو الخاتم الماسي المرصع بقطعة من الأحجار الكريمة شائعاً في دول غربية عدة.
أما عروض الزواج التي يقدم فيها الرجل خاتم الخطبة لحبيبته لطلب الزواج منها، فيعتقد علماء الأنثروبولوجيا أن هذا التقليد نشأ من عادة رومانية، ترتدي فيها الزوجات الخواتم المرتبطة بمفاتيح صغيرة، التي تشير إلى ملكية أزواجهن لهن.
قد يهمك أيضاً: تونسية تقدمت لخطبة حبيبها تثير جدلاً.. عرض الزواج من النساء للرجال ليس جديداً، وارتبط بالسنة الكبيسة