تقبيل الجماجم ولعقها، شرب بول البغال وتناول لحوم البشر.. كلها كانت علاجات شائعة لكثير من الأمراض في العصور القديمة، من ضمنها الصداع والعقم وآلام العضلات وغيرها.
تعرَّف معنا على أبرز الخرافات الطبية التي كانت منتشرة في العصور القديمة، ولا تنسَ أن تشكر الله، لأن أياً منا لم يعش في تلك الأزمان:
خرافات طبية من العصور القديمة
1. الشفاء بتناول لحوم البشر
لعلاج الصداع وتقلصات العضلات وتقرحات المعدة استخدم القدماء ما كان يطلق عليه اسم "طب الجثث".
كان الأطباء القدماء يصفون لمرضاهم أكاسير تحتوي على لحم أو دم أو عظم بشري لعلاج الأمراض المختلفة، فعلى سبيل المثال اعتقد الرومان أن دماء المصارعين الذين ماتوا في الحلبة يمكن أن تعالج الصرع، وكان الصيادلة في القرن الثاني عشر معروفين باحتفاظهم بمخزون من "مسحوق المومياء"، وهو مستخلص مروّع مصنوع من مومياوات مطحونة نُهبت من مصر، وفقاً لموقع History.
وفي إنجلترا بالقرن السابع عشر، اشتهر الملك تشارلز الثاني بالاستمتاع بمشروب "قطرات الملك"، وهو مشروب ترميمي مصنوع من مزيج من جمجمة بشرية مع الكحول.
وكان يُعتقد أنه من خلال تناول رفات الميت فإنك تستهلك أيضاً جزءاً من روحه، مما يطيل العمر ويزيد من حيوية الجسم.
2. تقبيل ولعق جمجمة سبع مرات
كان البابليون القدماء يعتقدون أن معظم الأمراض ناتجة عن قوى شيطانية أو أنها عقاب من الآلهة على جرائم الماضي.
وقد اعتمد الأطباء على السحر للعلاج في تلك الفترة، خاصةً أن الطبيب في الغالب كاهن وطارد للأرواح الشريرة بالوقت ذاته.
على سبيل المثال، إذا كان المريض يطحن أسنانه ليلاً، فقد يشك المعالج في أن شبح أحد أفراد الأسرة المتوفى كان يحاول الاتصال به أثناء نومه. ووفقًا لنصوص استحضار الأرواح القديمة، يوصي الطبيب بالنوم بجانب جمجمة بشرية لمدة أسبوع؛ كطريقة لطرد الأرواح.
ولضمان نجاح هذا العلاج، يطلب من المريض أيضاً تقبيل ولعق الجمجمة سبع مرات كل ليلة.
3. مراهم روث الحيوانات
كان لدى قدماء المصريين نظام طبي متطور إلى حد ما، ولديهم كذلك أطباء متخصصون في علاج أمراض معينة.
ومع ذلك، فإن العلاجات التي وصفوها لم تكن دائماً الأفضل.
فقد تم استخدام دماء السحالي والفئران الميتة والطين والخبز المتعفن كمراهم وضمادات موضعية، وفي بعض الأحيان تم إعطاء النساء جرعات من لعاب الحصان كعلاج لضعف الرغبة الجنسية.
الأمر الأكثر إثارة للاشمئزاز هو استخدام فضلات الإنسان والحيوان كعلاج شامل للأمراض والإصابات.
ووفقاً لبردية إيبرس عام 1500 قبل الميلاد، كان يُعتقد أن لروث الحمير والكلب والغزال والذباب خصائص علاجية وقدرة على درء الأرواح الشريرة.
ورغم أن تلك العلاجات مقززة وقد تؤدي إلى الإصابة بالالتهابات، فإنها لم تكن عديمة النفع تماماً، فقد أظهرت الأبحاث أن البكتيريا الموجودة في بعض أنواع روث الحيوانات تحتوي على مضادات حيوية.
4. الزئبق لحياة أبدية والمشي على الماء
يشتهر الزئبق بخصائصه السامة، لكنه كان يستخدم -فيما مضى- في الطب الشعبي كإكسير وعلاج موضعي.
اعتبره الفرس والإغريق القدماء مرهماً مفيداً، وكان الكيميائيون الصينيون في القرن الثاني يعتقدون أن للزئبق السائل وكبريتيد الزئبق الأحمر قدرة على زيادة العمر والحيوية.
حتى إن بعض المعالجين وعدوا بأنه من خلال تناول مشروبات ضارة تحتوي على الزئبق السام والكبريت والزرنيخ، سيكتسب مرضاهم الحياة الأبدية والقدرة على المشي على الماء.
5. بول البغال للخصوبة
كان يُعتقد في العصور الوسطى أنَّ شرب بول البغال من شأنه أن يحسّن الخصوبة ويعالج العقم، ولم ينتشر هذا الاعتقاد بين العامة فقط؛ بل انتشر كذلك في القصور الملكية.
فعلى سبيل المثال، اتَّبعت هذه الأساليب الملكةُ كاثرين دي ميديشي زوجة هنري الثاني، ملك فرنسا.
لقد كان عدم الإنجاب من الملك بعد 10 سنوات من الزواج أزمة حقيقية تهدد مكانة كاثرين في البلاط، لذلك جرَّبت الملكة كل الطرق؛ لتنجب وريثاً للعرش، وضمن ذلك شرب بول البغال ووضع روث البقر وقرون الأيل المجفف على أعضائها التناسلية.
6. علاج البواسير المرعب
من المثير للرعب حقاً أن تصاب بالبواسير إذا كنت تعيش في العصور الوسطى، فقد اعتمد الأطباء آنذاك على القضبان الحديدية المحميّة لعلاج هذا المرض.
يتم تسخين قضيب الحديد حتى يتحول لونه إلى الأحمر، ثم يتم إدخال القضيب الساخن في فتحة الشرج، إذ يعمل كمكواة لعلاج البواسير، وفقاً لما ورد في موقع SBS.
وعلى الرغم من أن هذا العلاج كان يتغلب بالفعل على البواسير في كثير من الأحيان، فإنه كان يخلف حروقاً والتهاباتٍ أسوأ بكثير من البواسير ذاتها.
7. الرحم المتجول
اعتقد الإغريق القدماء أن الرحم حيوان داخل جسد المرأة، يتجوّل بِحرية ويسبب لها الأمراض، وبقي هذا الاعتقاد شائعاً فترة طويلة من الزمن.
فقد كان الاعتقاد السائد أن الرحم المتجول هو ما يُسبب الصداع والحموضة المعوية والدوار ومشاكل الركبة والأرق والأزمات القلبية وحتى الموت.
8. استخراج حصوات المثانة
في العصور الوسطى، وصلت حالات حصوات المثانة إلى معدلات وبائية، حيث سافر ما يسمى "علماء الحصى" عبر أوروبا مع مُعدّاتهم الخاصة؛ لعلاج هذه المشكلة الطبية الطارئة.
وما كانت تلك المعدات سوى طاولات علاج مخصصة لتثبيت المرضى وشل قدرتهم على الحركة في أثناء استخراج الحصوات من مثانتهم.
من خلال عملية جراحية تشبه الولادة، حيث كان الأطباء يستخرجون هذه الحصوات من خلال شق فتحة فوق منطقة الشرج لكن بلا تخدير أو أية أدوية مُسكّنة، وكان المرضى ينزفون كثيراً لدرجة أن كثيراً منهم نزفوا حتى الموت في أثناء إجراء الجراحة، حسبما ورد في موقع Cracked.