في واحدة من أفظع الجرائم في التاريخ، ارتكب الألماني آرمين مايفيس جريمة قتل بحق مهندس يدعى بيرند براندس (43 عاماً) بعد أن تعرف عليه عبر الإنترنت، ولم يكتفِ بذلك وحسب، بل قام بتقطيع جسده وأكله على مدار عدّة أيام إلى جانب البطاطس والكرنب، وأحياناً إلى جانب البيتزا.
آكل لحوم البشر آرمين مايفيس وقصته من البداية
بدأت القصة، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانيّة، نشر المهندس بيرند براندس إعلاناً عبر الإنترنت طلب فيه شاباً قوي البنية يبلغ من العمر ما بين 18 و30 عاماً من أجل أن ينهي له حياته دون أن يترك وراءه أثراً.
سافر برانديس بالقطار للقاء القاتل المأجور مايفيس في بلدة روتنبرغ بغرب ألمانيا في مارس/آذار 2001، وعندما التقاه صعدا معاً إلى غرفة نوم داخل مزرعة مايفيس الخشبية.
صور نفسه وهو يقطع قضيب برانديس قبل أن يحاول الرجلان أكله!
وهناك قام مايفيس بتصوير نفسه وهو يقطع قضيب برانديس الذي أصر في البداية على أن يقوم القاتل بقطعه عن طريق العض، ولكن عندما لم ينجح الأمر استعان بسكين حاد جداً لقطعه أولاً ومن ثَم تقطيعه إلى عدة قطع.
بعد ذلك حاول برانديس، وفقاً لما ذكرته موسوعة القتلة Murderpedia، أن يأكل حصته من قضيبه، لكنه لم ينجح؛ لأنه كان مطاطياً، ولذلك قام مايفيس بقليه بعد رشه بالملح والفلفل والثوم من أجل أكله.
قطعه ووضعه في الثلاجة
فقد برانديس الوعي بعد أن نزف بشدة، فقام مايفيس بوضعه على مقعد قبل أن يقوم بنحره بسكين من رقبته ليفارق الحياة مباشرة.
بعد ذلك قام مايفيس بتعليقه على خطاف لتقطيعه، وبالفعل استخرج منه 30 كيلوغراماً من اللحم فقطعها ووضعها في أكياس لتتجمد في الثلاجة، في حين قام بدفن جمجمته والعظام المتبقية في حديقة المنزل.
خلال الأسابيع القليلة التالية، كان مايفيس يأكل من هذه اللحوم، إذ كان يقوم بطهيها بزيت الزيتون والثوم ويأكلها إلى جانب البطاطس المقلية والكرنب والبيتزا، وفي النهاية استهلك 20 كيلوغراماً من لحم برانديس قبل أن تظهر الشرطة أخيراً عند باب منزله.
اعتقال مايفيس
بعد أن قتل براندس، قام آكل لحوم البشر بنشر إعلانات جديدة عبر الإنترنت لمن يريد أن يستعين بخدماته للقتل، وقد التقى بـ 5 أشخاص أحدهم موجود في لندن، لكنه لم يقتل أياً منهم.
وفي عام 2002 عثر طالب ألماني على غرفة الدردشة الخاصة بمايفيس والذي أبلغ عنها للسلطات الألمانيّة التي اقتحمت منزله واعتقلته بعد أن عثرت على أشلاء وعلى شريط الفيديو الذي سجل من خلاله عملية قتل براندس.
كما يبدو أن مقطع الفيديو مزعج للغاية لدرجة أن العديد ممن رأوه طلبوا مشورة نفسية.
محاكمة مايفيس
خلال التحقيقات، اعترف مايفيس بجريمته مؤكداً أنه قام بذلك بناءً على طلب براندس، كما أخبر المحققين أنه استهلك خلال تناوله لحم ضحيته زجاجة كاملة من النبيذ الجنوب إفريقي وبأنه أخرج أفضل أدوات المائدة الخاصة به وزين مائدة العشاء بالشموع، وبأنّ مذاق اللحم كان يشبه مذاق لحم الخنزير لكن بنكهة أقوى.
وفي أولى محاكماته في 2004، اتهم مايفيس في بادئ الأمر بالقتل الخطأ وحكم عليه بالسجن مدة 8 سنوات، لكن إحدى محاكم مدينة فرانكفورت ألغت هذا الحكم في 2006 ورفضت حجة الدفاع بأن مايفيس قام بذلك بناء على طلب الضحية، وهي جريمة مماثلة للقتل الرحيم الذي تصل أقصى عقوبة له في ألمانيا للسجن 5 سنوات.
وقالت محكمة فرانكفورت التي حكمت عليه في نهاية المطاف بالسجن المؤبد إن مايفيس مريض نفسي، ولكنه كان مدركاً تماماً لما يفعله.
يتجول بيننا اليوم
وتقول صحيفة Daily Mail البريطانيّة إنّ مايفيس في الوقت الحالي يوصف داخل سجنه بأنه سجين "ودود ومنفتح ومهذب"، يقرأ ويساعد السجناء الآخرين في الآلة الكاتبة، ويذهب إلى قداس الكنيسة ويعمل في الغسيل.
لكنه رغم ذلك، فإنه لا يُبدي أي إحساس بالذنب، وبأنه متأكد من أنه لم يرتكب أي خطأ، وفقاً لما قاله محققون لصحيفة Bild الألمانية.
في عام 2017 قدم مايفيس طلباً للإفراج المشروط عنه لكنه قوبل بالرفض، وبعدها بأشهر قليلة قدم مكتب المدعي العام في فرانكفورت طلباً يحث فيه المحكمة على رفض الإفراج المشروط على اعتبار أنه لا توجد أي توقعات اجتماعية مواتية للإفراج عنه.
وفي مايو/أيار 2020 بدأت إدارة السجن التي يقيم فيه مايفيس بالسماح له بالخروج للتجول في الشارع بشرط ارتداء نظارات شمسيّة وقبعة لإخفاء هويته واقتصار تجوله في الولايات الأخرى، وفقاً لشبكة تلفزيون 9News الأستراليّة.