"عليك أن تكون أنت التغيير الذي تريدُه للعالم"، هي مقولة للزعيم الهندي المهاتما غاندي قبل عدة عقود من الزمن، والتي يبدو أننا بأشد الحاجة إلى تطبيقها في يومنا هذا، وذلك بسبب الأزمة التي تواجه كل شيء متواجد على كوكب الأرض، "أزمة التغير المناخي".
ولذلك على كل شخص منا أن يبدأ بنفسه، لاسيما أن هناك الكثير من الأمور التي نواصل على فعلها في حياتنا اليومية والتي تؤثر بشكل أو بآخر في أزمة المناخ.
وقف التغير المناخي: ابدأ بنفسك!
هل يمكن للأفعال الفردية أن تحل مشكلة عالمية؟ في الحقيقة فإنه عندما يتعلق الأمر بمعالجة التغير المناخي، يجب جلب الجميع إلى طاولة المفاوضات، كل دولة أو مدينة أو بلدية، ولا شك أن الأفراد يتحملون قدراً من المسؤولية أيضاً، فهم في النهاية المتضرر الأكبر من هذه الكارثة.
لذلك سنقدم لكم قائمة بأهم الأشياء التي يمكننا خلالها المساهمة في وقف ظاهرة الاحتباس الحراري، إضافة إلى تذكيركم ببعض العواقب التي قد تنجم في حال بقي الحال على ما هو عليه.
تكلم عن ظاهرة الاحتباس الحراري دائماً
لا شك أن أكبر طريقة يمكنك من خلالها التأثير على تغير المناخ العالمي هي التحدث إلى أصدقائك وعائلتك عن هذه الأزمة وعما يمكن أن تتسببه للأجيال القادمة.
كما أن بإمكانك استخدام صفحاتك على وسائل التواصل الاجتماعي لتعبر عن مخاوفك من هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد العالم بأسره، أو حتى تشجيع حكومة بلدك من خلال نشرك اقتراحات قد تراها مُناسبة للمساهمة في حل هذه الأزمة.
من يدري قد تكون حكومة بلدك مؤمنة بأهمية آراء واقتراحات شعبها.
استخدم الطاقة الشمسية لو كان ذلك ممكناً
إن توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بدلاً من الوقود الأحفوري يمكن أن يقلل بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وخاصة ثاني أكسيد الكربون الذي ينتج عندما يتم حرق الوقود الأحفوري ويؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتغير المناخ.
ولا تنس أن الطاقة الشمسية بإمكانها أيضاً تقليل تلوث الهواء وتقليل نسبة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
لا تهدر المياه الساخنة
لا شك أن استخدام كميات أقل من المياه الدافئة بإمكانه تقليل نسبة الكربون المنبعثة في الهواء؛ لأنه يجنبك الحاجة إلى توليد الطاقة لتسخين المياه، ولا تنس أن تسخين المياه أيضاً يتطلب الكثير من الطاقة لضخ المياه وتسخينها ومعالجتها، وفقاً لما ذكره موقع NRDC.
وتقول وكالة حماية البيئة إنه إذا تم ترشيد استخدام المياه الساخنة في كل 100 منزل فإن ذلك يوفر نحو 100 مليون كيلوواط سنوياً، وهو ما يجنبنا 80 ألف طن من التلوث الناتج عن الاحتباس الحراري.
تناول الأطعمة التي تشتريها
يبدو الأمر غريباً بعض الشيء صحيح؟ ولكن هل تعلم أن 10% من استخدامات الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية يذهب في زراعة الأغذية ومعالجتها وشحنها، وقد تستهلك دول أخرى ضعف هذا الرقم، وفي النهاية يذهب حوالي 40% من نسبة هذه الأطعمة إلى مكبات النفايات.
استخدم مصابيح الــ LED
تستهلك مصابيح الـ LED طاقة أقل بنسبة تصل حتى 80% من المصابيح العادية، علاوةً على أنه تستمر في العمل لمدة أطول أيضاً.
اسحب قوابس الشواحن عند اكتمال الشحن
في المنزل الواحد هناك العديد من الأشخاص الذين يستخدمون الشواحن لشحن أجهزتهم الإلكترونية من الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة والآيبادات، والأدوات الكهربائية الأخرى.
ولكن هناك خطأ شائع يرتكبه البعض عن دون قصد، ولكنه في الحقيقة يكلف كوكب الأرض الكثير، وهو ترك القوابس موصولة في مآخذ الكهرباء دائماً حتى عند الانتهاء من شحن الأجهزة.
هل تعلم أنه في الولايات المتحدة تستهلك تلك المقابس غير المستخدمة "الخاملة" ما يصل إلى إنتاج نحو 50 محطة طاقة كبيرة؟ لذلك احرص على فصل جميع الشواحن من المقابس عند الانتهاء من الشحن.
تأكد من إطارات سيارتك بشكل دائم
هل تعلم أنك إذا احتفظت بإطارات سيارتك منفوخة بشكل صحيح فإنك ستوفر من 4% إلى 40% من الغاز المستهلك في الغالون الواحد؟
في الولايات المتحدة الأمريكية تشير التقديرات إلى أن نحو 1.2 مليار غالون من الغاز يتم استهلاكها سنوياً بشكل إضافي بسبب عدم نفخ السكان إطارات سياراتهم بشكل صحيح.
اقتراحات أخرى للمساهمة في الحد من الاحتباس الحراري
إليك بعض الاقتراحات الأخرى التي يمكنك من خلال تطبيقها معرفة كيف أنك كفرد واحد في هذا المجتمع بإمكانك إحداث الكثير في الحد من نشر الغازات التي تتسبب بالتغير المناخي.
أشياء حاول تطبيقها وأنت خارج المنزل
- امشي أو اركب الدراجة الهوائية.
- استخدم وسائل النقل العام.
- نظم رحلاتك بجولة واحدة.
- عند القيادة، قم بزيادة سرعة سيارتك تدريجياً وقم بالقيادة بسرعات منخفضة.
- لا تستخدم سيارتك في الأيام التي يكون فيها الهواء غير صحي.
- حافظ على إطارات سيارتك منفوخة بشكل صحيح.
- داوم على فحص عادم سيارتك بشكل دوري.
- تجنب حمل الكثير من الأغراض أثناء سفرك في سيارتك.
- إذا كنت ستشتري سيارة جديدة، فابحث عن السيارة الأكثر كفاءة والأقل تلويثاً للهواء.
أشياء حاول تطبيقها وأنت في المنزل
- أطفئ الأنوار عند مغادر الغرفة.
- استبدل مصابيحك بنوع الـ LED.
- استخدم الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح إذا كان ذلك ممكناً.
- قلل استخدام سخانات المياه ومكيفات الهواء.
- قم بإعادة تدوير الورق والبلاستيك والمواد العضوية.
- اغسل غسيلك في الماء البارد واتركه يجف.
- اشتري الأجهزة الموفرة للطاقة.
- استخدم الأطباق والأواني والمناديل القابلة للغسيل بدلاً من أواني الطعام البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة.
- اختر المنتجات المصنوعة من مواد معاد تدويرها أو من مصادر مستدامة مثل ألياف الخيزران والقنب وجوز الهند.
- استخدم أكياس تسوق متينة وقابلة لإعادة الاستخدام، وليس أكياساً بلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.
- قم بالطلاء بفرشاة بدلاً من البخاخ.
- ازرع شجرة للمساعدة في تنقية الهواء.
أشياء حاول تطبيقها وأنت في العمل
- اعمل من المنزل إن أمكن ذلك.
- إذا كنت تعمل في مكتب، فابدأ في برنامج إعادة التدوير عن طريق الطباعة والنسخ على وجهي الورق، واطبع فقط عند الضرورة.
- استخدم الضوء الطبيعي خلال النهار.
- قم بإيقاف تشغيل المعدات المكتبية مثل أجهزة الكمبيوتر والطابعات وأجهزة الفاكس بعد ساعات العمل.
عواقب مُخيفة للتغيّر المناخي بحلول 2050
يعتقد العلماء أننا مقبلون على عالمٍ سترتفع فيه درجة الحرارة لأكثر من 3 درجات مئوية بحلول عام 2100، لكننا سندفع ثمن هذه الدرجات الثلاث غالياً، إذ يتبنى البعض سيناريوهات مخيفة تفيد بأن التغير المناخي يهدد الوجود البشري على سطح الأرض.
تشير التوقعات، بحسب ما ورد في صحيفة The Guardian البريطانية، إلى أن درجات الحرارة في بعض المناطق من العالم ستزداد ارتفاعاً، بشكلٍ خارج تماماً عن السيطرة ولا رجعة فيه على مدار العقدين المقبلين.
في الماضي كانت المحيطات، والغابات، والنباتات، والأشجار، والتربة تمتص نصف نسبة ثاني أكسيد الكربون الذي ينتجه البشر، لكن في الوقت الحالي لم يتبقَّ سوى القليل من الغابات، ما يشير إلى ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في السنوات المقبلة إلى نسب غير مسبوقة.
يقدر العلماء أنه في غضون 5 إلى 10 سنواتٍ ستتحول مساحات شاسعة من الكوكب إلى أراضٍ غير مواتية للبشر، خاصة مع تزايد المساحات القاحلة في كل من أستراليا، وجنوب إفريقيا، وغرب الولايات المتحدة.
حالياً يشهد إنتاج الغذاء تقلبات حادة من شهرٍ لآخر، ومن موسمٍ لآخر، في أماكن مختلفة من الكوكب، وذلك بسبب التغيرات المناخية التي أثرت بدورها على إنتاج المحاصيل، فبعض المناطق التي كانت خصبة يوماً ما جفت تماماً في الوقت الحالي كما في مساحات كبيرة من المكسيك وكاليفورنيا.
ستؤثر أزمة المناخ كذلك على حركة التجارة العالمية، فبسبب القصور في إمدادات الغذاء سيتشبث كل بلد بموارده الخاصة.
ستصر البلدان التي تملك ما يكفي من الغذاء على التمسك به، ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تنشب أعمال الشغب بسبب قلة الغذاء، وقد نشهد انقلابات وحروب أهلية تودي بحياة الأطراف الأضعف.
يتوقع العلماء تزايد معدلات الكوارث الطبيعية في المستقبل بسبب التغيرات المناخية المجنونة، من أعاصير وفيضانات وحرائق غابات.
ستبدأ موجات نزوح هائلة من المناطق أو الدول الجافة إلى جاراتها، ما سيدفع أولئك لإغلاق حدودهم في مواجهة الهجرة الجماعية، وقد تسمح بعض الدول للنازحين بالعبور، ولكن في ظل أوضاعٍ تقترب من العبودية التامة.
باختصار: لا أحد يعرف ما يخبِّئه المستقبل لأبنائنا وأحفادنا؛ وفي حال لم نبدأ من أنفسنا من خلال المساهمة في حل مشكلة التغيرات المناخية فإنه من الواضح أن آثارها ستطال جميع جوانب الحياة البشرية، وقد نندم يوم لا ينفع فيه الندم.
يذكر أن العالم يحتفل في 22 أبريل/نيسان من كل عام بما يسمى "يوم الأرض" بهدف إظهار الدعم لحماية البيئة وتوعية الناس من مخاطر التغير المناخي، وقد احتُفل بهذه المناسبة لأول مرة في عام 1970.