قام النظام القضائي بأكمله على أساس أن الجزاء من جنس العمل، وأنه يجب أن يكون هناك عقاب ملائم لكل جريمةٍ، ولذلك فإن العقوبات في المجتمعات القديمة والحديثة كانت تضمن أن يدفع المجرمون ثمن جرائمهم.
أقسى العقوبات عبر التاريخ التي لم تتناسب مع الجرائم
وكانت تلك العقوبات- ولا تزال- تتضمن في أغلب الأحيان، دفع غراماتٍ أو الاضطلاع ببعض المهام على سبيل التعويض، وحتى في أسوأ الأحوال فإن تنفيذ الأحكام على الملأ يهدف إلى تلقين درسٍ وردع كل من يُفكر في ارتكاب جريمةٍ مماثلة.
لكن في بعض الأحيان، خصوصاً في العصور الوسطى، كانت العقوبات شديدةً للغاية إلى حد أنها أخافت كل من سمع بها أو شهدها.
تأخذنا هذه القائمة التي تضم 10 عقوباتٍ، جولةً في التاريخ، لتعرفنا على أقسى العقوبات عبر التاريخ والتي لم تتناسب قط مع الجرائم التي ارتبطت بها.
10- نسر الدم
في العصور الوسطى غزا الشماليون والفايكينغ الاسكندنافيون الأديرة والمدن الساحلية، باعثين الرعب في قلوب الجميع، بسبب أعمالهم الجريئة.
وباعتبارهم أكثر الغزاة دمويةً سافر الفايكينغ حول العالم قاصدين الغنائم، ممارسين للقتل والنهب والأسر.
ولكن وبينما كانت سمعتهم في الخارج وحشيةً، كان الفايكينغ مجتمعاً متحضراً لديهم مجموعةٌ من القوانين والعقوبات للمتجاوزين في أراضيهم، وكان نسر الدم واحداً من أشهر العقوبات في التقاليد الشمالية، والذي يظل صادماً حتى اليوم، وفقاً لما ذكره موقع List Verse الأمريكي.
كان الابن الذي يُقتل أبوه يقتص من قاتله بتطبيق تلك العقوبة عليه، وفي تلك العقوبة كان الجلاد يفتح ظهر المجرم، وكانت ضلوع المجرم تُفصل عن العمود الفقري وتُلوى إلى الأمام لتبدو مثل الأجنحة.
ثم، كان الجلاد يجذب الرئتين ويضعهما على الجناحين، ويرش الملح على الجرح؛ للتسبب في مزيد من الألم.
كان الألم الذي تُحدثه تلك العقوبة لا يُحتمل، وكان المجرمون يموتون في نهاية تلك الطقوس الوحشية متأثرين بجراحهم.
9- لينغ تشي "الإعدام بالتقطيع ألف قطعة"
يزخر تاريخ الصين بحكاياتٍ لإمبراطورياتٍ عظيمةٍ، ومآثر، وانتصاراتٍ صنعت عظمة تلك الأمة.
غير أن هناك ممارسةً وحشيةً بعينها من الصين القديمة تبدو مرعبةً للغاية. كانت العقوبة تُسمى لينغ تشي، أو التقطيع البطيء، وفقاً لما ذكره موقع All That's interesting.
كانت تلك العقوبة تطبَّق على الجرائم الكبيرة، مثل الخيانة، أو جرائم القتل الجماعية.
وكما هو واضحٌ من الاسم، كان الإعدام بـ"التقطيع ألف قطعة" عقاباً وحشياً يأخذ الجلاد فيه وقته لقتل الخارج عن القانون، بعد ربطه إلى عمودٍ، كان المحكوم يُقطَّع إلى قطعٍ، ثُم شيئاً فشيئاً يُزيل الجلاد قطعاً من جسده لكشف النسيج الداخلي.
وحيث إن القانون الصيني لم يسن طريقةً بعينها لتنفيذ ذلك الحكم، فقد كانت طريقته تختلف من منطقةٍ لأخرى.
في بعض المناطق كان المحكوم يتعرض لثلاثة آلاف من القطع، بينما في مناطق أخرى كانت العملية تستغرق وقتاً أقل، وتقطيعاً أقل.
وفي كل الحالات كان الوقت يختلف باختلاف المسؤولين ومدى ما يجدونه في أنفسهم من شفقةٍ بالمحكوم عليه.
8- الإعدام بالفيلة
تُعتبر الفيلة مخلوقات مهيبةً وعزيزةً، وبينما استأنستها العديد من الثقافات، وجدت ثقافاتٌ أخرى طرقاً جديدةً للاستفادة منها في مجتمعاتها، ولكن للأسف كانت "الاستفادة" في هذه الحالة تعني استخدامها كأداةٍ للإعدام.
فقد حرص منفذو الأحكام في جنوب وجنوب شرقي آسيا على أن يكون الإعدام بالفيلة دراماتيكياً قدر ما أمكن، بحيث كانت الفيلة تدوس المحكوم عليهم حتى الموت، وفقاً لما ذكره موقع Ancient.
في الهند كان الإعدام بالفيلة يُسمى غونا راو، وكان مخصصاً لمرتكبي الجرائم الكبرى، مثل التمرد، والتهرب الضريبي، والسرقة.
وفي تلك الحالات كانت الفيلة تسحق المُدانين بشكلٍ منهجي، بدءاً من الأطراف السفلية وصعوداً لأعلى.
وفي تايلاند، كانت العقوبة أقل حدَّة؛ حيث دُربت الفيلة على رمي المُدانين في الهواء.
أما في فيتنام فقد كان المحكومون يُقيَّدون إلى أعمدةٍ خشبيةٍ تُهاجمها الفيلة وتسحق المُتهمين أثناء هجومهم عليها.
7- الموت بنيران المدفع
كانت المدافع أسلحةً قويةً تستخدمها الجيوش لسحق أعدائها من مسافاتٍ بعيدةٍ، ولهدم الجدران متى لزم الأمر.
لكن في البنجاب استخدم الجيش المدافع لإعدام المعارضين وبث الرعب تحت حكم البريطانيين، صحيح أنه استخدامٌ غريب، لكنه فعال.
في تلك العقوبة التي تخلو من الشفقة، كان المحكومون يُقيَّدون من أيديهم وأرجلهم إلى المدافع، ومؤخراتهم تُغطي فوهاتها.
وحين يُطلق الجلاد قذيفة المدفع كانت تُسبب موتاً فورياً، تاركةً خلفها مجرد أشلاء.
ولشدة وحشية الطريقة كان كلُّ من جاور المدفع يُلطَّخ بالدماء والأشلاء كُلما أُطلقت قذيفة منه، وفقاً لما ذكره موقع Random.
6- السحب عبر العارضة
كان الإبحار فيما مضى عملاً مُثيراً ومُربحاً، وقتما كان الوسيلة الوحيدة للسفر حول العالم، لكن عندما كان العمال يتمردون كان القباطنة يستخدمون طريقةً تُسمى السحب عبر العارضة.
كان السحب عبر العارضة عقاباً أتقنه الجيش الهولندي، ويُمكن تنفيذه في أي وقتٍ أثناء الإبحار.
وكان ذلك العقاب، الذي يُمكن أن يكون مُميتاً أو ألا يكون، يتطلب ربط المُتهم بحبلٍ، بعدها يسحبه القبطان تحت الماء من جانب السفينة الأيمن إلى جانبها الأيسر.
كان ذلك عقاباً أليماً؛ لأن العارضة كان بإمكانها تقطيع المحكوم إلى أشلاء، وفي أغلب الأحيان كان المُدان يغرق.
لكن إن نجا، فإن السحب عبر العارضة سيتركه بندوبٍ ستظل باديةً عليه مدى الحياة.
5- الجر والتقطيع
مع استمرار العقوبات الوحشية، يظل الجر والتقطيع واحداً من أفظع أساليب القتل، وعقوبةً ألقت الرعب في قلوب من شهدوها.
في ذلك العقاب يربط الجلاد المحكوم في حصان يجره نحو المشنقة، حيث سيحدث الإعدام.
وكان التقطيع يجري عبر ربط المُدان إلى حصانين قويين يجبران على الجري في اتجاهين متعاكسين، ممزقَّين جسد الضحية إلى أشلاء بأكثر الطرق دراماتيكيةً.
كان المشهد بأكمله يُقصد به إذلال الضحية قدر ما أمكن، وإمتاع المشاهدين قدر ما أمكن، وكانت لتلك العقوبة شعبيةٌ كبيرةٌ؛ إذ كانت نادرة التطبيق، وكانت تُطبق فقط على المُدانين بالخيانة.
4- السلق
السلق مرتبطٌ عادةً بالطهي أو حتى بالإنتاج الصناعي، لكن في القرن السادس عشر، كان الجلادون يستخدمونه على سبيل العقاب.
في تلك الطريقة للإعدام كان المسجونون يوضعون في قدورٍ كبيرةٍ مملوءةٍ بالماء المغلي، أو الزيت، أو الشمع، أو حتى النبيذ وكانوا يُتركون هناك حتى الموت. كان الإعدام بالسلق يُمدد معاناة الضحية بقدر ما يُمكن.
وكان الإمبراطور الروماني نيرو بطلاً في الغلي، إذ قُتل تحت حُكمه العديد من أوائل المسيحيين، الذين كانوا يُعدون مارقين وقتها، في قدورٍ من الزيت المغلي.
وبإنجلترا في فترة حكم هنري الثامن، كان السلق هو عقاب أولئك المدانين بالخيانة أو بقتل أسيادهم بالسم، أو المدانات بقتل أزواجهن.
ولأن السلق كان مُبهراً فقد كان يُطبَّق على الملأ، حيث كانت قدورٌ معدنيةٌ ضخمةٌ توضع فوق نارٍ ضخمةٍ، فيما يُشاهِد المواطنون إنساناً يُسلق حياً، وكان الأمر يستغرق نحو ساعتين لقتل شخصٍ واحدٍ.
3- التعذيب بالجرذان
يعرف المُعجبون بأفلام ومسلسلات العصور الوسطى، مثل Game of Thrones، التعذيب بالجرذان حق المعرفة.
إذ كانت الحكومات تستخدم تلك العقوبة لاستخراج الاعترافات أو تلقين الضحايا درساً، وكانت الضحية تُربط ويوضع على معدتها العارية أو صدرها دلوٌ مقلوب، ثُم كان يُلقى داخل الدلو جرذ جائعٌ وأحياناً مريض.
يُسخن الجلاد الدلو والجرذ داخله، وعندما يُلاحظ الجرذ أنه عالقٌ يبدأ في حفر جسد الضحية.
عادةً ما كان الجرذ يحفر لنفسه طريقاً عبر جسد الضحية هارباً من العذاب، ومسبباً ألماً وعذاباً لا يُمكن تخيله.
وصحيحٌ أن النجاة من ذلك العقاب كان مُمكناً، لكنه كان يترك الضحية بجروحٍ تحتاج لوقتٍ طويلٍ لتتعافى.
2- بوينا كويللي والتخييط في الكيس
الأسرة أهم وحدةٌ في بناء المجتمع، وفي المجتمع الروماني كان قتلة آبائهم أو أقاربهم يجلبون على أنفسهم أشد العقاب.
كان العقاب الشائع لتلك الجرائم بين الرومانيين يُسمى بوينا كويللي، والتي تُترجم إلى "التخييط في الكيس".
كان الجلادون في البداية يضربون المُدان بالعصي إلى أن ينزف ويُنهك تماماً.
بعدها كان المُدان يُخيَّط في كيسٍ جلديٍ مع ديكٍ، وأفعى، وقردٍ، وكلب.
ذلك الخليط المميز كان يضمن حدوث فوضىً في الكيس الجلدي. وكأن ذلك ليس كافياً، كان الجلادون بعدها يُلقون بالكيس في البحر.
وفي حال لم تقتل الحيوانات المُدان فإن الغرق سيكون كافياً لإتمام المهمة.
1- السكافيزم
كما اتضح من هذه القائمة القبيحة، فإن الأقدمين كانت لديهم العديد من الطرق الخلاقة لقتل المُدانين، أو حتى المُتهمين دون دليلٍ، بقتل أعضاء العائلات المالكة.
لكن لا تُضاهي أي وسيلة عقابٍ أُخرى السكافيزم، أو طريقة الإعدام التي تُسمى أيضاً القوارب.
كانت تلك الطريقة تتضمن تثبيت المُدان بين قاربين صغيرين أو جذعي شجرتين، وكانوا يربطونهم بحيث لا يُمكنهم الحراك.
الخطوة التالية غريبةٌ بعض الشيء، إذ كان الضحية يُجبر على تناول العسل واللبن بما يُسبب لهم الإسهال، وكانوا يدهنون الأجزاء الظاهرة من جسد الضحية ببقية الخليط؛ لجذب الحيوانات البرية، والحشرات، والجرذان.
في معظم الأحيان كان المُدانون يموتون بسبب أكل لحمهم أحياء، والجفاف، والجروح التي يتعرضون لها.