لعل أكثر ما يلفت النظر، في صورة هذه المومياء شعرها الأحمر الكثيف الذي تمكّن من أن ينجو لنحو 3 آلاف سنة، فمن هي هذه الملكة الحسناء وكيف تمكن شعرها من الحفاظ على شكله المميز؟
ضمن موكب الملوك الذي يشهد انتقال ملوك مصر إلى متحف الحضارة بالفسطاط، فإن ثاني ملكة تنتقل إلى هناك هي الملكة تيي، ذات الشعر الطويل.
وكان تحليل الحمض النووي أكد أن هذه المومياء تعود للملكة تيي (1398-1338 قبل الميلاد)، زوجة أمنحتب الثالث ووالدة أمنحتب الرابع وحماة الملكة نفرتيتي، وجدة توت عنخ آمون.
وتم تحنيطها مع ثني ذراعها اليسرى على صدرها، وتم تفسير الأمر على أنه وضعية دفن الملكة.
ولعل الأمر الأكثر لفتاً للنظر هو شعرها الأحمر الكثيف والمتموج والذي كان سبب ترجيح العديد من خبراء علوم المصريات أن أصلها لم يكن مصرياً.
وأرجع الخبراء سبب نجاة شكل ولون شعرها المميز إلى طقس مصر الجاف.
ولكن، من هي الملكة تيي؟
وتيي كانت ملكة مصر من الأسرة الثامنة عشرة، زوجة الفرعون أمنحتب الثالث، والدة إخناتون، وجدة كل من توت عنخ آمون وأنخسن آمون.
كانت صاحبة نفوذ هائل في بلاط زوجها وابنها، ومن المعروف أنها تواصلت مباشرة مع حكام الدول الأجنبية.
وتُظهر رسائل العمارنة أيضاً أنها كانت تحظى بتقدير كبير من قِبل هؤلاء الحكام، خاصة في عهد ابنها، وهي من أكثر الملكات ذِكراً في عهد زوجها، حسب موقع متحف بوسطن.
وُلدت "تيي" لوالدين من الأعيان، عمِل والدها يويا كبيراً لكهنة الإله مين في مدينة أخميم بصعيد مصر، حيث عمِل كاهناً ومشرفاً على الثيران المقدسة وقائداً للعجلات الحربية، ويعتقد عدد من علماء المصريات أن النبيل "يويا" كان من أصل أجنبي، بسبب ملامح موميائه ووجود العديد من الطرق المختلفة لكتابة اسمه، ومازالت الأبحاث جارية علي موميائه.
أما والدتها تويا فكانت كاهنة بمعبد الإله مين برتبة كبيرة حريم الإله، وحملت ألقاباً مختلفة كمغنية الإلهة حتحور، ورئيسة فناني الإلهين "آمون" و"مين".
وبالفعل، تأثرت ابنتهما الملكة تيي ثقافياً وانعكس ذلك على شخصيتها في العديد من النواحي الثقافية والفكرية الناضجة.
تزوجت الملكة "تيي" الملك "أمنحتب" الثالث في السنة الثانية من حكمه، وأنجبت له العديد من الأبناء أهمهم:
- سات آمون، الابنة الكبرى، التي ترقّت إلى منصب الزوجة الملكية العظمى في العام الـ30 من عهد والدها.
- إست
- وحنوت تا نب
- نبت آح
- تحتمس، ولي العهد والكاهن الأكبر للإله بتاح، ومات قبل وفاة والده.
- أمنحتب الرابع أخناتون الذي خلف والده على العرش، وتزوج م الملكة نفرتيتي.
- سمنخ كا رع: الذي يعتبر تقليدياً واحداً من الخلفاء المباشرين لأخناتون.
سياسية محنكة
وعلى الرغم من أنها كانت تؤمن بالديانة التقليدية في مصر، فإنها دعمت إصلاحات أخناتون التوحيدية، على الأرجح لأنها اعترفت بها على أنها حيل سياسية مهمة لزيادة قوة العرش على حساب كهنوت آمون.
توفيت في أوائل الستينيات من عمرها ودُفنت في وادي الملوك. تم التعرف على موميائها عام 1978، كما عُثر على خُصلة من شعرها في مقبرة توت عنخ آمون، ربما كنوع من التذكار للملك الشاب.
ومن أبرز معابدها مع زوجها الملك أمنحتب الثالث، معبد صلب بالنوبة.