لا شك في أن ثمة الكثير من الألغاز والظواهر الغريبة على كوكب الأرض والتي استطاع العالم تفسير العديد منها بفضل العقول البشرية المتميّزة والأدوات العلمية المتوافرة في القرن الـ21.
الألغاز والظواهر الغريبة على كوكب الأرض
ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من تلك الألغاز تحيّر العالم، دعونا نلقِ نظرة على بعض الظواهر المتكررة المحيّرة للعقل والمثيرة للاهتمام والتي لم تستطع البشرية حلّها.
الشعلة الخالدة في نيويورك
على الرغم من أنَّ الماء والنار عنصران متضادان، فإن وجودهما معاً في مكان واحد يخلق مشهداً ساحراً، وهو ما ستراه في حديقة "Chestnut Ridge Park" بولاية نيويورك الأمريكية.
إذ توجد شعلة نار لا تنطفئ أبداً داخل مغارة صغيرة مخبّأة خلف شلال بطول 35 قدماً، وهي واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية غموضاً والتي لم يُكتشف سرها حتى الآن.
ووفق موقع Listverse الأمريكي فقد اعتقد العلماء في البداية أنَّ درجة الحرارة المرتفعة المنبعثة من الصخور تنتج غازاً طبيعياً يحافظ على بقاء النيران مشتعلة دائماً. ومع ذلك، وجد العلماء أنَّ الصخور ليست ساخنة بما يكفي لإنتاج مثل هذا الجيب الغازي، لذا، لا أحد يعرف بالضبط ما يحدث هناك.
الأشجار الملتوية في بولندا
بالقرب من بلدة غريفينو غرب بولندا، يوجد بستان يضم 400 شجرة صنوبر ذات شكل غريب للغاية وسط الغابة هناك، إذ تنحني كل شجرة انحناءً جانبياً حاداً من الأسفل بمقدار 1 إلى 3 أمتار بعيداً عن قاعدة الجذع.
ثم تنحني لتنمو في وضع مستقيم على نحوٍ طبيعي تماماً حتى يصل ارتفاعها إلى 50 قدماً.
يعود عمر تلك الأشجار إلى نحو عام 1930، لكن لا أحد يعرف حتى الآن السبب الغامض الذي أدَّى إلى تشوّه مجموعة صغيرة منها إلى هذا الحد.
وقد ظهرت بعض النظريات الغريبة لتفسير تلك الظاهرة وفقاً لما ذكره موقع DW الألماني، إذ يُرجع بعض العلماء السبب إلى قوة جذب خاصة، لكن هذا لا يفسر سبب انحناء الأشجار جانباً، لأنَّ الجاذبية تسحب الأشياء إلى أسفل.
فيما يعتقد آخرون أنَّ تساقط الثلوج بكثافة أثَّر على تلك الأشجار عندما كانت لا تزال آخذة في النمو.
فيما تشير نظرياتٌ أغرب إلى هبوط جسم طائر مجهول في هذا الجزء من الغابة أو أنَّ المزارعين تلاعبوا عمداً بهذه الأشجار لغرضٍ غير معروف.
يُرجح أنَّنا لن نعرف أبداً السبب الحقيقي لنمو هذه الأشجار بهذه الطريقة، لأنَّ تلك البلدة باتت تقريباً مهجورة في وقتٍ مبكر من الحرب العالمية الثانية ولم تصبح مأهولة بالسكان مُجدَّداً حتى سبعينيات القرن الماضي.
همهمة "تاوس" في نيومكسيكو
تخيّل أنك تسمع صوت همهمة وطنين مستمر مجهول المصدر ولا تستطيع إيقافه أو الابتعاد عنه، هذا ما يسمعه نحو 2% من سكان بلدة صغيرة في مقاطعة تاوس بولاية نيومكسيكو الأمريكية منذ نحو 30 عاماً، وفقاً لما ذكره موقع Fox New Maxico.
بدأ ظهور صوت تلك الهمهمة في أوائل تسعينيات القرن الماضي، واشتكى السكان من هذا الصوت المزعج الذي بات يتداخل مع روتين حياتهم اليومية، من بينها أنماط نومهم.
أجرى العلماء بحثاً في تلك المنطقة باستخدام أجهزة ومعدات حسّاسة تقيس درجة اهتزازات الصوت لتحديد مصدر هذه الهمهمة المستمرة، إلا أنّه لم تظهر نتائج حاسمة.
لكن اكتشف العلماء وجود نغمات وأصوات مختلفة أخرى بدت كأنها تتلاشى أو تزداد حسب المكان الذي توجد فيه.
وبينما يتشكّك كثيرون في مصدر هذا الصوت، تظهر مجموعة متنوعة من التكهنات، بدايةً من شائعات عن تجربة حكومية للتحكّم بعقول المواطنين إلى نشاط خارق من كائنات غير أرضية.
أضواء وادي هيسدالن في النرويج
بدأ سكان وادي "هيسدالن"، منذ قرن على الأقل، يشاهدون على نحو متكرر، أضواء غريبة على هيئة كرات تطوف في السماء.
يتغير حجم تلك الكرات المضيئة وتتحرك بشكل عشوائي قبل أن تتلاشى، وقد يعادل حجمها في بعض الأحيان حجم السيارات، ويتكرر ظهور أضواء وادي هيسدالن نحو 20 مرة في السنة.
أثارت تلك الظاهرة اهتمام العلماء والمؤيدين لوجود الأجسام الفضائية الطائرة من جميع أنحاء العالم.
في حين يحاول العلماء تقديم تفسيرات علمية في مواجهة أولئك الذين يريدون تصديق أنَّ تلك الأضواء دليل على نشاط أجسام فضائية طائرة.
ويتمثَّل التفسير الأوضح في أنَّ هذه الأضواء ناتجة عن الصواريخ المرسلة إلى الفضاء لدراسة الرياح الشمسية.
ومع ذلك، تشير حقيقة مشاهدة هذه الأضواء قبل اكتشاف تقنية إطلاق الصواريخ إلى أنَّ ثمة تفسيراً آخر لهذه الظاهرة.
الكائنات الأسطورية في آيسلندا
تمتلك آيسلندا تاريخاً غنياً بالأساطير الإسكندنافية والحكايات الشعبية التي شكَّلت الهوية الوطنية، وقد وفّرت تلك الأساطير بيئة ثقافية مواتية لانتشار معتقدات حول وجود مخلوقات خارقة، وهذا بالضبط ما واجهه سكان هذه المنطقة لعدة قرون.
إذ يؤمن أكثر من نصف سكان آيسلندا إيماناً راسخاً بوجود الجان أو الكائنات الأسطورية المختبئة التي تعيش وسط الصخور البركانية الموجودة في الريف.
في حين يزعم بعض سكان الجزر أنَّهم يرون هذه الكائنات ويتحدثون معها، كما هناك اعتقاد شائع بأنَّ تلك الكائنات تعيش في عالم غير مرئي داخل عالمنا، لذلك لا يستطيع الجميع رؤيتها.
وحسبما يعتقد كثيرون، فإنَّ المنطقة ليست مسكونة بالجان فحسب، بل تعيش فيها أيضاً كائنات الترول والأقزام الذين يختبئون خوفاً من النشاط البشري ضدهم.
ونتيجة هذا الاعتقاد، وقف السكان المحليون ضد البناء في مواقع مقترحة يعتقدون أنَّها تخص هذه الكائنات، وقد تقرَّر تأجيل عدد من مشاريع البناء، من بينها إنشاء طريق سريع في مدينة ريكيافيك، أو نقل مكانها حتى لا تزعج مجتمع الكائنات الأسطورية المقيمة هناك.
أضواء مارفا في ولاية تكساس
تعتبر بلدة مارفا الصغيرة المتواضعة موطناً لظاهرة محلية أسرت السكان والسياح لأكثر من 100 عام وهي ظهور كرات من الضوء كل ليلة ولا تزال لغزاً حتى اليوم.
إذ يمكن رؤية أضواء مارفا في الليل وهي تقفز وترقص وتتداخل مع بعضها بالقرب من الطريق 67 في ميتشل فلات شرق مارفا بولاية تكساس الأمريكية.
وتوصف بأنها بحجم كرات السلة تقريباً وبألوان مختلفة، ومَن شاهدوا الأضواء يشتبهون في كونها ظواهر خارقة كالأشباح أو الأجسام الطائرة المجهولة أو الجنيات، وفقاً لما ذكره موقع Thrillist.
وتشير الأبحاث العلمية إلى أن الأضواء التي ليس لها مصدر يمكن أن تكون انعكاسات جوية لمصابيح السيارة الأمامية ونيران المخيمات.
لكن أول مشاهدة للأضواء حدثت في وقت مبكر من عام 1883، أي قبل اختراع السيارة بوقت طويل.
الأجسام الطائرة المجهولة في تشيلي
هل نحن وحدنا في الكون؟ لطالما أثار صيد الأجسام الغريبة فضول الناس، لكن هل يمكن أن يكون هناك دليل قاطع على وجود كائنات فضائية؟
تشيلي واحدة من أفضل البلدان للبحث عن نشاط فضائي، إذ تملك البلاد أكبر عدد من مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة سنوياً، وقد أطلقت الحكومة التشيلية لجنة دراسات الظواهر الجوية الشاذة أو CEFAA.
ويُعتقد أن تاريخ تشيلي مع مشاهدة الأجسام الطائرة المجهولة يعود إلى حضارات ما قبل كولومبوس، وهو ما تدعمه آلاف الأشكال الجيولوجية الموجودة في صحراء أتاكاما.
ويعتقد البعض أن هذه النقوش من التوثيقات الأولى لمشاهدة الفضائيين.
وفي عام 2014، التقط طيار مروحية مقطعاً مصوراً يُشتبه في أنه جسم طائر غامض كان الجيش يتعقبه.
وحتى يومنا هذا، لا يستطيع أحدٌ تأكيد أو نفي أن الجسم الغريب الحائم دليل على وجود كائنات فضائية، ولكن هذه كانت المرةَ الأولى التي يصوَّر فيها كائن غير معروف في مقطع مصور عالي الجودة.
وأشهر مواقع مشاهدة الأجسام الغريبة والفضائيين في تشيلي هي مدن سان كليمنتي وكاجون ديل مايبو وإنلاديريلادو.
خطوط نازكا في بيرو
تمتد الخطوط العملاقة على مساحة 50 كم مربع، وتصور النقوش النحيلة على سطح صحراء البيرو أشكالاً مختلفة، من بينها 70 حيواناً ونباتاً واضحة.
ولا يمكن رؤية هذه الصور بشكل مناسب إلا من أعلى ويزيد بعض الخطوط الضخمة على الكيلومتر.
ويُعتقد أنها من صنع البشر بين عامي 500 قبل الميلاد و500 ميلادياً، ولكن كيف تمكنوا من إنشاء مثل هذه التصاميم الرائعة؟!
والسؤال الأكثر إثارة هو: ما الغرض من هذه السطور؟ إذ يُعتقد أن الأشكال الجيوغليفية جزء من طقوس واسعة النطاق تتعلق بالأحداث الفلكية أو ربما الري بالمياه.
حتى إن البعض اقترح أن تكون خطوط نازكا مرتبطة بطريقة ما بمختلف الهياكل القديمة في جميع أنحاء العالم، كأنها نوع من الخرائط العملاقة.
ما نعرفه هو أن هذه الخطوط لم تكن لتدوم كما هي لو كانت في أي مناخ آخر.
فقد حافظت الظروف الجافة الخالية من الرياح في نازكا على هذه النقوش الغريبة لكي نتحرى عنها، ونأمل أن نكتشف الحقيقة يوماً ما.
"أشباح تسونامي" بمنطقة توهوكو في شمال شرقي اليابان
هناك عدد لا يحصى من قصص الأشباح التي تُروى في جميع أنحاء العالم. ومع كل حكاية، هناك دائماً مَن يبحثون عن تفسير أكثر منطقية.
وربما يمكن العثور على واحدة من أكثر حكايات الأشباح مأساوية وإرباكاً في منطقة توهوكو باليابان.
فقد حاول الأكاديميون والمشككون شرح الظاهرة على أنها مجرد مظهر لإظهار الحزن، ولكن هل يمكن أن تكون هذه القصص التي أعادت سلسلة "الألغاز غير المحلولة"، النظر فيها من إنتاج نتفلكس صحيحة؟
ففي 11 مارس/آذار 2011، ضرب زلزال بقوة 9 درجات المدينة الساحلية؛ مما أدى إلى حدوث تسونامي مدمر تسبب بوفاة 16 ألف شخص ولايزال 2500 في عداد المفقودين، فقد جُرفت المياه أحياء كاملة.
في الأشهر والسنوات التي تلت ذلك، أصبحت المشاهدات الغريبة للأرواح الشاردة أكثر انتشاراً.
فقد أدار سائقو سيارات الأجرة عداداتهم لركاب من الأشباح الذين اختفوا فحسب قبل وصولهم إلى وجهتهم، تاركين السائق قبل دفع الأجرة.
وهناك تقارير تفيد بأن بعض الأرواح المفقودة استحوذت على أشخاص، وهي أحداث أكدها راهب بوذي محلي اضطر إلى القيام بطرد الأرواح الشريرة.
وتدور معظم القصص حول أرواح يسألون عن الاتجاهات أو يريدون العودة إلى ديارهم.
في حين تروي إحدى النساء كيف كان عليها أن تشرح لمجموعة من الناس، كلهم مبللون، أنهم ماتوا.
مثلث برمودا
ربما لا يحتاج هذا الموقع الغامض سيئ السمعة مقدمة؛ فهو الأشهر في العالم على الإطلاق.
ويغطي مثلث برمودا، أو مثلث الشيطان، نحو 500 ألف ميل مربع من المحيط بين ميامي في ولاية فلوريدا وسان خوان في بورتوريكو وجزيرة برمودا.
وسعى العلماء للوصول إلى تفسير منطقي لعدة قرون، وصحيح أن البعض يتفق على مجموعة من الشذوذ والظروف الجوية المختلفة باعتبارها أسباب هذه الأحداث الغامضة، لكن لا يقبل غيرهم أي شيء أقل من اعتباره نشاطاً خارقاً للطبيعة.
فعلى مدى مئات السنين، يُعزى إلى الموقع اختفاء 75 طائرة وأكثر من 100 سفينة وآلاف الأرواح البشرية.
البوصلات تفقد الاتجاه فيه، وهناك شائعات عن حوادث اختطاف من الكائنات الفضائية.
بدأت أسطورة مثلث برمودا في عام 1492، في ليلة 11 أكتوبر/تشرين الأول، إذ يُقال إن كريستوفر كولومبوس شاهد ضوءاً غير معروف يسقط في البحر خلال رحلته الأولى، قبل وقت قصير من هبوطه في جواناهاني.
ولا توجد حتى الآن نظرية واحدة تبين السبب العلمي الدقيق وراء هذا اللغز، وتستمر الحوادث في المنطقة كل عام، وآخرها قارب يقل 20 راكباً اختفى في 28 ديسمبر/كانون الأول 2020.