تعتبر دولة ميانمار أو كما يطلق عليها أيضاً اسم بورما، واحدة من أجمل دول شرق آسيا، فهي بلدٌ متنوع يحتوي على المناظر الطبيعية الجذابة وأيضاً المعابد الدينية القديمة يعود تاريخ الكثير منها إلى عهد باغان، ولكن في الوقت ذاته في ميانمار جانبٌ آخر من حيث العادات والتقاليد التي قد تبدو مثيرة للاهتمام وغريبة في آن معاً.
أين تقع ميانمار؟
تقع ميانمار وعاصمتها نايبيداو في الجزء الغربي من البر الرئيسي لجنوب شرق آسيا، ويحدها من الشمال والشمال الشرقي دولة الصين، ومن الشرق لاوس ومن الجنوب الشرقي تايلند، بينما تقع كل من بنغلاديش والهند في غرب وشمال غرب البلاد.
لميانمار مناخ استوائي، إذ يمتد موسم الأمطار من مايو/أيار حتى أكتوبر/تشرين الأول بحيث تكون درجات الحرارة معتدلة صباحاً وفي المساء قد تحتاج إلى ارتداء سترة.
في حين يعتبر شهرا مارس/آذار وأبريل/حزيران أحر شهور السنة، حيث تتجاوز درجات الحرارة 40 مئوية.
تعتب "الكيات" العملة المحلية في ميانمار في الوقت الذي لا يمانع سكانه من تداول الدولار في أي مكان تقريباً.
لتتعرفوا أكثر على دولة ميانمار وشعبها إليكم أبرز الحقائق المثيرة عنها.
هل هي ميانمار أم بورما؟
إحدى الحقائق الأكثر إثارة للاهتمام حول ميانمار هو اسمها، إذ إن الكثيرين حول العالم لا يزالون يطلقون عليها اسم بورما وليس ميانمار.
بدأت القصة عندما احتل البريطانيون في عام 1824 مملكة أسام التي كانت تضم مناطق بورما ضمن حدودها، فقاموا بإطلاق اسم بورما على هذه المنطقة، وهو مشتق من مجموعة بامار العرقية التي كانت تشكل نحو 70% من السكان، وفقاً لما ذكره موقع Nothing Familiar.
ولكن بعد حصول البلاد على الاستقلال اندلعت انتفاضة 8888 في عام 1988 ضد الجنرال ني وين الذي قرر الاستقالة من منصبه بعد مقتل المئات من الناس، فاستولى المجلس العسكري على الحكم وقرر في العام التالي 1989 تغيير اسم البلاد من بورما إلى جمهورية اتحاد ميانمار.
كما تم اعتبار تغيير الاسم حركة مهمة لتشمل جميع المجموعات العرقية مع الاحتفاظ بالثقافة البورمية، كما كان يُنظر إليه على أنه وسيلة لفصل ميانمار عن ماضيها الاستعماري مع البريطانيين.
رغم ذلك لم تعترف العديد من الحكومات بحكم المجلس العسكري وبالتالي لم تعترف بتغيير الاسم. ولا تزال حتى الآن دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكندا وفرنسا وبريطانيا تعترف بالاسم القديم فقط.
البقع الحمراء تملأ شوارع ميانمار أينما ذهبت
عندما تتجول في شوارع العاصمة نايبيداو أو أي مدينة أخرى ستذهل برؤية بقع حمراء في كل مكان، وعندما تبحث أكثر ستعرف أنها ناتجة عن بصق الناس لنبتة التنبول التي يقومون بمضغها طيلة الأوقات تقريباً.
وتصنع هذه النبتة من أوراق الأريكا المحشوة بالتبغ وبعض التوابل، ولها شعبية كبيرة في البلاد لاسيما لدى الشباب، كما سترى البائعين يصنعونها يدوياً في كل الشوارع تقريباً.
ووفقاً لموقع Asian Wanderlust فإن هذه للنبتة تأثيرات تشبه الكافيين والتبغ على مستوى أكثر كثافة، إذ يقال إنها تمد الناس بالنشاط وتحفز أذهانهم، كما أنها مسكنة للآلام.
وعندما يقوم الناس بمضغ هذه النبتة فإنها تتحول داخل الفم إلى اللون الأحمر بفضل مكوناتها، لذلك عندما ينتهون منها ويبصقونها على الأرض فإنها تظهر على شكل بقع حمراء مثل الدم.
سجائرهم مُغطّسة بالعسل والأناناس
من العناصر الأساسية الأخرى للثقافة البورمية التي لا بد أن تصادفها خلال تجولك في شوارع المدن هي سيجارة الشيروتس.
وهي عبارة عن سيجار أخضر ملفوف بأوراق شجرة الناثال ومحشوة بالتبغ والخشب المجفف ومغطاة بالعسل والأناناس أو أي نكهة حلوة تريدها.
سجائر الشيروتس تأتي في المرتبة الثانية في قائمة أكثر الأشياء الشعبية لدى سكان ميانمار بعد مضغ نبتة التنبول.
لا تتفاجأ عندما ترى الطلاء على وجوه كثير من الناس
إذا زرت ميانمار يوماً ما فلا تتفاجئ عندما ترى شيئاً يشبه الطلاء موجود على وجوه الناس بكثرة في الشوارع، لأنه تقليد محلي يدعى "ثاناكا" ويستخدم على نطاق واسع في البلاد من قبل الرجال والنساء وحتى الأطفال.
المفاجئ في الموضوع أنّ هذا الطلاء ليس مصنوعاً من الطلاء بل من عجينة مصنوعة من لحاء الشجر يتم مسحها على الوجه لتعطي هذا المظهر.
والهدف منها هو حماية الوجه من أشعة الشمس الحارقة خصوصاً في الصيف، والاستفادة من الفيتامينات الموجودة فيها والتي تثري بشرة الوجه.
إضافة إلى كل ذلك يتم دهن العجينة أحياناً على أجزاء كثيرة من الجسم من أجل تجنب العرق الناجم عن الرطوبة العالية لاسيما في المناطق الساحلية.
يجذبون انتباه النوادل بطريقة غريبة جداً
إذا كنت جالساً في أحد المطاعم أو المقاهي وأردت أن تجذب انتباه النادل في المطعم ماذا ستفعل؟ بكل تأكيد ستلوح له بإحدى يديك طالباً منه القدوم! في ميانمار لا يتم الأمر كذلك.
إذ يقوم الناس هناك عادة بإصدار صوت التقبيل مرتين أو 3 مرات باتجاه الشخص الذين يريدون منه القدوم إلى طاولتهم.
في بلادنا قد يبدو الأمر وقحاً للغاية، وقد يتسبب بالوقوع في ورطة خصوصاً لو كانت النادل امرأة.
رجالهم يرتدون قطعاً قماشية وقمصاناً طويلة أحياناً
تعتبر "اللونجي" إحدى قطع الملابس التقليدية التي يرتديها الرجال والنساء في كافة أنحاء ميانمار، وهي عبارة عن قطعة قماش بطول 2 م يتم لفها حول النصف السفلي من الجسم لتصبح شبيهة بالتنورة.
يرتدي الرجال هذه القطعة في جميع مناسباتهم، وتختلف اللونجي بين الرجال والنساء بنمط وكيفية ربط العقدة، إذ يقوم الرجال بالسماح لعقدهم بالتدلي للأمام بينما تطويها النساء إلى الداخل.
ومن الأشياء المثيرة الأخرى أنّ الرجال يقومون أحياناً بارتداء قمصان طويلة أثناء ذهابهم إلى العمل.
سترى الرهبان في كل مكان
واحد من كل 100 شخص من سكان ميانمار هو راهب بوذي، لذلك يوجد في البلاد نحو 600 ألف راهب وراهبة.
وجاء هذا العدد الكبير منهم بسبب أنّ معظم الناس يعيشون بعض الوقت من حياتهم داخل المعابد البوذية عندما يكونون أطفالاً ومنهم من يبقى حتى سن الـ 20 سنة.
لذلك لا تتفاجأ عندما ترى الكثير من السكان يرتدون الألبسة البرتقالية في الشوارع.
جهة السير اليمين بسبب الشيوعيين!
كان الناس في السابق يقودون السيارات على الجانب الأيسر من الطريق، حتى عام 1974 عندما قام أحد علماء الفلك المحليين بتحذير الجنرال ني وين من القوة الشيوعية المتصاعدة في العالم.
واقترح بصفته المستشار المخلص للجنرال بتحويل السير إلى الجانب الأيمن من أجل مواجهة الاتجاه الشيوعي الشعبي المتزايد، بحجة أن القيادة على الجانب الأيسر من الطريق تعمل لصالح الحركة الشيوعية.
ولكن في الوقت الحالي ستجد أنّ الكثير من السيارات لا تزال تعمل على جهة اليسار.
أشياء احذر من فعلها في ميانمار
إلى جانب الحقائق الغريبة عن ميانمار هناك عادات أخرى يجب تجنب فعلها، وقد يؤدي بك البعض منها إلى السجن، وفقاً لما ذكره موقع The Culture Trip.
لا تشر إلى الأشياء بقدميك
من غير المقبول لأي شخص، بما في ذلك الزوار، أن يشير بقدميه إلى شخص ما أو شيء ما، إذ تعتبر القدمان أكثر جزء غير محترم من الجسم والأقذر من الجسم، لذلك عليك أيضاً عدم لمس أثاث المنزل بقديمك أيضاً.
من الوقاحة أيضاً الإشارة إلى الأشياء الدينية وخاصة تماثيل بوذا أو إلى الناس أو إلى أي شيء تقريباً سواء تم ذلك عن قصد أم بغير قصد.
ويُعتقد أيضاً أنه من الوقاحة الإشارة بإصبعك إلى صورة بوذا، أو حتى في الاتجاه العام لموقع ديني معروف.
لا تلمس رأس أي أحد
تجري العادة في الوطن العربي على لمس رؤوس الأطفال تعبيراً عن احترامهم أو الفخر بهم، في ميانمار الأمر ليس كذلك إذ يعتبر الرأس أكثر الأجزاء قداسة في جسم الإنسان ولمسه من الأسباب السيئة للغاية حتى لو كان القصد ودياً.
والسبب وراء قدسية الرأس هو اعتقاد متجذر في الروحانية البوذية التي يدين بها معظم الناس هناك.
لذلك احذروا لمس رؤوس الناس لاسيما الأطفال لأنها باعتقادهم عادة وقحة.
تجنب استخدام يدك اليسرى
إذا أردت أن تأكل أي شيء فعليك أكله بيدك اليمنى؛ لأن استعمال اليد اليسرى في الأكل تعتبر عادة وقحة وغير مقبولة لدى الشعب الميانماري.
لا تستخدم صور بوذا بشكل غير صحيح
قد يؤدي تصوير صورة بوذا بطرق تعتبر غير مناسبة في ميانمار إلى عواقب وخيمة.
في عام 2015 سُجن رجل من نيوزيلندا لمدة 10 أشهر تقريباً، وجريمته كانت استخدام تصوير لبوذا وهو يرتدي سماعات رأس في إعلان.
تصدرت أخبار هذه القضية عناوين الصحف الدولية وهي بمثابة شهادة على مدى جدية ميانمار في التعامل مع السخرية الدينية، كما تمنع ميانمار ارتداء أي ملابس عليها صور لبوذا.